قصر نظر سياسي للمشتركة…لماذا؟
كتب: احمد حازم
تاريخ النشر: 15/09/22 | 10:30أنا لست من المؤيدين لنهج د.منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، ولست من الموافقين على طروحاته وآرائه المثيرة للجدل في التعاون مع حكومة إسرائيلية، بحجة العمل من داخل دائرة أصحاب القرار، لآني على قناعة بعدم جدوى هذا الطرح. وأنا لا أثق أبداً باليمين الإسرائيلي ولا حتى باليسار، فكلهم من طينة واحدة ومن جذور واحدة وهي (الصهيونية).
الائتلاف الحاكم الذي يضم “الموحدة”هو أكبر برهان على ذلك. ففي عهد رئيس الحكومة السابق اليميني بينيت لم يحقق منصور عباس أي شيء ملموس من القضايا الرئيسية للمجتمع العربي. وفي عهد من خلفه في الحكومة بالتناوب يائير لابيد، لم نسمع من عباس أي شيء باستثناء “طحن حكي” على رأي أحمد طيبي الذي حملت دعاية انتخابية لحركته “العربية للتغيير” شعار “مش طحن حكي”.
لكن ليعذرني أبا كامل لأن ما نراه بشكل عام هو فعلاً “طحن حكي” بدون “مش” مع اختلاف بسيط في أداء الأدوار. لكن، ما جرى من تصوير “أفلام هندية” مؤخراً بين الثلاثي المرح (الجبهة،العربية للتغيير والتجمع) والاتهامات التي سمعناها بالغدر والطعن، كانت كلها تصب في صالح الاتجاه المعاكس. بمعنى أن المستفيد الوحيد من هذه الخلافات هو منصور عباس.
ألم تلاحظوا يا سادة المشتركة، أن جماعة “الموحدة” لا صوت لهم هذه الفترة، يعني “لا حس ولا نس”. هم يراقبون وينتظرون ويضحكون من بعد، فرحين (بالطبع ) على ما يجري بين مركبات المشتركة من توترات. لكن هذه المركبات قدمت بالتالي خدمة كبيرة لمنصور عباس.
النقب يا قادة المشتركة هو “خزان أصوات”، فلماذا تم إهماله من جانبكم؟. لماذا لم تتضمن قائمتكم مرشح من النقب في مكان مضمون ليكون مرجعاً لإخوانه في النقب؟ ألا يستاهل النقب بنظركم مرشحاً ليخدم منطقته؟ ماذا فعلتم أنتم للنقب؟ ألا يكفي إهماله من الجانب الإسرائيلي الرسمي؟ ألا يكفيه أعمال الهدم التي تتعرض لها قراه، والتمييز بحق أبنائه؟ على كل حال بارك الله بالذين يخدمون بكل قلب أهل النقب من خارج أحزاب الكنيست، وأهل النقب يعرفون جيداً من يخدمهم.
أنتم يا سادة المشتركة تركتم النقب لمنصور عباس وهو المستفيد الوحيد من إهمالكم للنقب، وبالتالي لا تستغربوا تجاهل أهل النقب لكم في انتخابات الكنيست. أنتم لم تفكروا سوى بأنفسكم فقط. وسؤالي موجه للجبهة: أليس من ألأفضل لو أعطيتم المكان الخامس لمرشح من النقب بدل عوفر كسيف؟ أنتم تقولون أو بالآحرى تدعون بأن وجود نائب يهودي في مكان مضمون عن الجبهة في القائمة المشتركة هو حسن نية للتعاون العربي اليهودي. فليكن. لكن من قال انه يجب أن يكون نائب يهودي على حساب العربي في المشتركة. إعملوا ما شئتم في تعاونكم، لكن ليس على حساب المواطن العربي.
وأخيراً…
لفت نظري فقرة وردت في بيان القائمة الثلاثية تستدعي الانتباه والسخرية أيضاً. تقول الفقرة:” القائمة المشتركة تخوض انتخابات الكنيست ألـ25 على أساس برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي مشترك يهدف الى مناهضة الصهيونية والتأثير بكرامة لتغيير الحالة السياسية والاقتصادية الاجتماعية القائمة، ودون المقايضة بالمواقف السياسية الأساسية”.
أمر مضحك فعلاً. لا زال أسلوب خداع المجتمع العربي متجذر في داخلكم. بربكم قولوا لنا كيف تريدون مناهضة الصهيونية وأنتم أعضاء في كنيست صهيوني؟ يعني أنتم تعملون تحت سقف الصهيونية وتتحركون فقط في الإطار المسموح لكم فيه التحرك. فكيف تريدون التغيير في كنيست صهيوني غالبيته من اليمين؟
الحقيقة يا سادة المشتركة، أنتم وبحكم تركيبة الكنيست الحزبية اليهودية من اليمين لا تستطيعون أبداً فعل أي شيء ملموس للمجتمع العربي لا بكرامة ولا بمقايضة. بلا هبل