قائمة التفكك.. من يكذب ومن يصدق؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/09/22 | 0:02لم أتفاجأ من التفكك الثاني لمركبات القائمة المشتركة التي ضمت الجبهة والتجمع والعربية للتغيير، بعد قرار التجمع بالتخلي عن رفاق الأمس وخوض انتخابات الكنيست لوحده في قائمة منفردة. التاريخ الفلسطيني الحديث وبالتحديد النصف الثاني من القرن الماضي، شهد أيضاً انقسامات عديدة بين التنظيمين الفلسطينيين الأساسيين في الشتات الفلسطيني (الجبهة الشعبية وحركة فتح). فالجبهة الشعبية بقيادة الدكتور جورج حبش أصبحت ثلاث جبهات، وحركة فتح بقيادة ياسر عرفات أصبحت أيضاً ثلاث حركات، إضافة إلى انفصالات أخرى لا مجال للحديث عنها الآن. وعلى صعيد الداخل الفلسطيني عندنا في المجتمع العربي شهدنا أيضا انقسامات بين أحزاب وحركات لأسباب مختلفة. ولكن ليست كل الانقسامات التي حصلت هي لأسباب وطنية.
في العام 2015 كذبوا على الناس بقولهم أن تأسيس القائمة المشتركة الرباعية سابقاً، هو إرادة شعبية وعمل وحدوي وطني، وانفضحت كذبتهم بعد إقدام الإسلامي الجنوبي منصور عباس على الخروج من المشتركة ومما أسموه زوراً وبهتاناً “العمل الوحدوي” الذي طبلوا وزمروا له كثيراً. واختار عباس طريق الولاء لحكومة صهيونية. بعدها ترك التجمع المشتركة وتحالف مع المنشق منصور عباس، وبعدها عاد التجمع الى حضن المشتركة. يعني (مرة هون ومرة هناك) وبقي هناك لكن بتمثيل أقل. فكيف يكون هناك عملاً وطنياً تحت قبة كنيست صهيوني وفي حكومة صهيونية؟
تجدد المشهد، بتبادل الأدوار في التحضير لانتخابات الكنيست المقبلة في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. في هذاالأيام، تقلب التجمع بين حليف للجبهة ومعارض لها في وقت قصير جداً، وقد وصل الخلاف بينهما إلى انفصال التجمع كلياً عن المشتركة والاعلان عن خوض الانتخابات منفرداً. الأسباب المعلنة حول الخلاف بين التجمع من جهة والجبهة والعربية للتغيير من جهة أخرى، تختلف من طرف لآخر.
التجمع يقول:”ان الجبهة والعربية للتغيير، تنصلا من الاتفاق السياسي الموقع مسبقا مع التجمّع الوطني الديمقراطي، وتراجع الجبهة عن الاتفاق حول التناوب على المقعد السادس، ما أدى إلى تفكيك القائمة المشتركة، ودفع التجمّع إلى تقديم قائمة حزبية مستقلة.”
ليس ذلك فحسب،ـ لأن التجمع ذهب إلى أبعد من ذلك في نشر الغسيل الوسخ على حبل الانتخابات. فقد ذكر موقع التجمع (عرب 48) نقلاً عما أسماه مصادر مطلعة، “أن الجبهة حاولت ابتزاز التجمّع في اللحظات الأخيرة قبل انقضاء الموعد الأخير لتقديم القوائم، وتراجعت عن الاتفاق الموقع بينهما في ما يخص التناوب على المقعد السادس (مناصفة بين الحزبين)؛ بالإضافة إلى تنصلها والعربية للتغيير من الاتفاق السياسي وما يتعلق بالأساس في التوصية على شخصية توكل إليها مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.”إذاً الخلاف يعود بالأساس إلى المقاعد وإلى التوصيات.
لكن احمد طيبي ينفي ادعاء التجمع ويؤكد “أن الاتفاق السياسي الذي وقعت عليه الجبهة والعربية للتغيير مع التجمّع خلال الأيام الماضية، نص على ألا تكون المشتركة ضمن المعسكرين الإسرائيليين وعدم التوصية على أي من المرشحين لرئاسة الحكومة.” وهنا نتساءل من يكذب ومن بصدق؟
الجبهة والعربية للتغيير، لم يقفا مكتوفا الأيدي على اتهامات التجمع، فقد أصدرا بياناً أمس الخميس أكدتا فيه” أن التجمع كان الرابح الوحيد، إذ ضمنت له الاتفاقية مضاعفة تمثيله، لكن التجمع يصر -تحت وطأة الخلافات الداخلية- على ضرب الوحدة ونقض الاتفاقيات في الدقيقة التسعين للمطالبة برئاسة الكتلة والتنصل من التناوب الذي أعد أساسا لتعزيز حضور الأهل من النقب في الكنيست، وليس من باب المحاصصة الحزبية كما يروج له”.
فمن يكذب ومن يصدق يا ترى بين أطراف ألمشتركة “قائمة التفكك”؟