“التعليم نحو الافضل ” أسلوب المعلم بإدارة الحصة نعمة ام نقمة على اولادنا
د. احمد محاجنه
تاريخ النشر: 17/09/22 | 10:04سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ”
أسلوب المعلم بإدارة الحصة نعمة ام نقمة على اولادنا
د.احمد محاجنه – محاضر بالتقويم البديل, البدجوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي وتنمية بشرية / مدرس بثانوية سالم – طلعة عارة
أظهرت ابحاث في السنوات الأخيرة ان %70 من نتائج الأبحاث تظهر ان انحدار المستوى التعليمي في مدارسنا متعلق بأسلوب ادارة الحصة من قبل المعلم , ففي هذا المقال سنتطرق لهذه السبب
من المعروف ان فرط النشاط لدى الطفل يؤثر على تحصيله في المدرسة، وسلوكه في الصف. فبالإضافة الى المشاكل الناتجة عن فرط النشاط والمتعلقة بالسلوكيات الفوضوية، فإن الاطفال المصابين به غالبا ما يواجهون مشاكل وصعوبات دراسية.
واوضحت الدراسات التي اجريت على عينة من الاطفال المصابين بالتشتت وفرط الحركة ان ما نسبته %50 من هؤلاء الاطفال يجب ان يخضعوا الى برامج التعليم الخاص وغالبية هؤلاء تندرج تحت صعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية.
واليوم هناك اتجاه متعدد الوسائل للعلاج يطبق ويلقى تأييدا واسعا داخل الصف في المدرسة، ومن ذلك البيئة التعليمية والقدرة على التغيير والتلاعب بها لتتناسب بشكل افضل مع احتياجات الطفل ولمنع حدوث المشاكل السلوكية، وتتضمن البيئة الصفية ثلاثة مجالات رئيسية هي:
البيئة ومحيط الصف ويشملان الإدارة في الصف والتنظيم المادي.
المهمات والمواد وتتعلق بآثارها على سلوك الطالب.
المنهج والتعليم ويشملان التحفيز والانخراط.
الإدارة داخل الصف
الهدف منها استخلاص السلوكيات الجيدة من الطلاب والعمل على تكرارها، فالقدرة على التصرف بشكل صحيح في الصف مطلب ضروري لنجاح الطفل دراسيا.
الاطفال المصابون بتشتت الانتباه وفرط الحركة يجب ان يوقفوا اذا كان الصف مزعجا وغير مرتب، ومضطرب في الانظمة الثابتة، وحتى ينجح هؤلاء الاطفال يحتاج المدرسون الى:
– خلق انظمة تعليمية منتظمة ومتوقعة وثابتة.
– ان يتواصلوا مع طلابهم حول التوقعات المرجوة منهم.
بالنسبة لخلق الانظمة التعليمية المنتظمة، فالأمر سهل وبسيط ومباشر ويتعلق بكتابة جدول للنشاطات اليومية التي يقسمها المدرس في اليوم، والمحافظة على هذا الروتين، ويجب ان يلائم البرنامج وضع الطفل وقدرته، فيفضل ان يبدأ المدرس بالنشاطات غير المرغوب بها قبل النشاطات التي يرغب بها الطفل، فحصة الرياضيات يجب ان تأتي قبل حصة القراءة.
اما التواصل مع الطلاب فيتطلب ان يقوم المدرس بتأسيس اجراءات وقوانين فعالة ومناسبة وان يراقب سلوكيات الطلاب.
تغذية الطفل بالأفكار تقديم الافكار لهؤلاء الاطفال واعادتها عليهم لتذكيرهم امر مهم، اما عن كيفية تقديم هذه الافكار والمفاهيم، فإن القوانين الصفية الفعالة ينتج عنها تحسن في السلوك عندما تقترن بالتعزيز الايجابي، والمديح الذي يقدمه المدرس للسلوكيات الايجابية، وعندما يتجاهل العقاب القاسي عند انتهاك القوانين.
لإعطاء توجيهات فعالة:
– اجذب انتباه التلاميذ او الطلاب قبل اعطائهم الارشادات.
– اجعل الارشادات قصيرة وهادفة.
– كن محددا تجاه السلوك الذي تود ان يؤديه الطفل.
– تجنب اعطاء اكثر من ارشاد في آن واحد.
– اجعل الارشادات واضحة تماما.
– اعد الارشادات عليهم ثلاث مرات.
– تأكد من ان الطلاب قد فهموا ما تريده منهم.
العقوبات الفعالة
ينصح بالإرشادات التالية للعقوبات الفعالة:
– قم بمعاقبة الطالب بهدوء وبطريقة عاطفية وعلى انفراد وليس امام الآخرين (طلاب أو اصدقاء).
– اجعل العقاب مختصرا ومباشرا وإلا فإنه قد يعزز السلوكيات غير المناسبة.
– عاقب الطالب بمجرد حدوث السلوك السلبي.
– تجنب الخلط بين المديح والعقاب والجمل الايجابية التي من الممكن ان تعزز السلوك السلبي.
– بعد ان يتحسن سلوك الطالب ويثبت، يجب ان نخفف العقاب بشكل عام.
– على المدرسين ان يكونوا قادرين على مواجهة الطلاب بوضوح، فعلى الاطفال ان يفهموا ماذا يتوقع منهم ان يفعلوا.
التنظيم: طبيعة الصف وطريقة ترتيب طاولات الأطفال (الادراج) تؤثر سلبا او ايجابا على الأطفال المصابين بالتشتت وفرط الحركة, يرى المختصون ان غرفة الصف المغلقة مناسبة اكثر من تلك المفتوحة لأنها تسبب الكثير من المشاكل للأطفال حيث تعطيهم فرصة لعمل فوضى. ويجب ان يراعى حجم الصف ايضا، فالصفوف المزدحمة ستنتج عنها فوضى وبالتالي ضياع وقت المدرس.
– اما العوامل التي تؤثر على سلوك الاطفال المصابين بفرط النشاط من خلال المواد والمهمات فتشمل صعوبة المهمة، وطول المهمة، مقدار ونوع التغذية باسترجاع التوجيهات المقدمة خلال أداء المهمة.
– يبقى المنهج المدرسي وطريقة التدريس، فالطلبة عادة يبدؤون نشاطهم وحبهم للتعلم عندما نعلمهم أشياء قيمة في نظرهم ومرتبطة بما يهمهم. فهذا يجعل انتباههم اكبر عند أدائها، وبإمكان المدرس ان يقسم المناهج تقسيمات اسهل كما تقسم المهمات الى مهمات أصغر نسبيا.
ولا بد من عامل التحفيز والانخراط في العملية التعليمية.
أساليب التدخل المشجعة
لا بد أن ترتكز أساليب التدخل على تقليل السلوكيات غير المناسبة وتعليم الأطفال سلوكيات بديلة تساعدهم على الأداء في الصف. ويجب التنبه عند استخدام أساليب التدخل إلى ما يلي:
– أن تكون أساليب التدخل من النوع الذي يؤثر على أداء الطالب الاكاديمي او الاجتماعي الجيد.
– يحتاج هؤلاء التلاميذ الى معززات قوية، واذا كانت كافية فلن يجد الطفل صعوبة في المداومة على السلوك الايجابي. ويستطيع المدرس ان يزود التلميذ بقائمة من المعززات المحتملة يختار منها ما يفضل.
– يجب ان تكون المعززات وما يترتب عليها مباشرة ولحظية، وان تنكمش مع مرور الوقت ولصعوبة هذا قد يلجأ المدرسون الى تغيير المعززات بين فترة واخرى اذا وجدوا انحرافات في السلوك، وعليهم ان يقوموا بعمل تقييم لهذه المعززات كل اسبوعين او ثلاثة.
– لا بد من توجيه المشاكل السلوكية ضمن البيئة التي تحدث فيها، فاستخدام اساليب التدخل المعتمدة في المنزل او في المدرسة قد تكون غير فعالة في بيئة اخرى.
– الدراسات التي اجريت والخاصة بالصف في المدرسة قليلة نسبيا، ولا يوجد اسلوب تدخل واحد فعال مع جميع الطلبة، ويستطيع المربون تحديد الهدف او الوظيفة التي يخدمها سلوك معين، والمواءمة بين السلوك واسلوب التدخل.
أخيرا, أوجه كلمتي لكل معلم ان ينظر الى قدراته القوية التي ممكن ان يستخدمها للتغلب وهزم الطاقة السلبية او الانهزامية الدفينة داخل شخصيته , رغم درايتنا بالصعوبات التي يواجهها المعلم داخل الصف وتركيبة التحديات التربوية والسلوكية التي يتعامل معها يوميا , والتي تتطلب تجندنا جميعا لمساعدته خاصة الطواقم المتخصصة في وزارة التربية والتعليم واقسام المعارف بمعالجة هذه الظاهر وإعطاء اليات وتنمية القدرات لدى معلمينا فهذا مشروط بقوة العلاقة التبادلية المهنية الموجودة بين جميع اقطاب المؤسسات التعليمية وان لا نضع رؤوسنا داخل الرمل كالنعام ونقول لا نعلم ولم يخبرونا ولا نملك الموارد فأولادنا هم الذين سيدفعون الثمن في المستقبل وهذا ما لا نتمناه لأولادنا.