التجمع الخارج والثنائي الباقي ومنصور المتفرج

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 18/09/22 | 14:02

منذ إعلان التجمع خوض انتخابات الكنيست المقبلة وحياً، بدأت الهجمة الإعلامية على “الجبهة” وبدأت الاتهامات توجه للمشتركة الثنائية من كل حدب وصوب، إضافة إلى هجوم على منصور دهامشة أحد أركان الجبهة. وأنا كمحلل سياسي وكما ذكرت سابقاً في مقالات لي ، فلا ناقة لي ولا جمل في مسرحية انتخابات الكنيست، وأنظر إليه من بعد، وأتساءل في نفسي: كيف يمكن لإنسان يتمتع بوعي سياسي أن يثق بهذ1ه المؤسسة الصهيوتية. لكن من حقي كصحفي التعبير عن وجهة نظري ومن واجبي المهني إطلاع القراء على حقائق لا يسمعوها ولا يقرأوها في الإعلام المؤيد والداعم لـ كنيست(هم).

الآن بدأ “التجمع” الذي يحمل صفة “وطني” و”ديمقراطي” بنشر الغسيل الوسخ عن “الثنائي” لقائمة المشتركة التي فقدت مؤخراً هذا “التجمع”، كما فقدت قبل ذلك “الموحدة”. وأعتقد بأن الثنائي المكون للمشتركة الجديدة (اللي بعدها بتلمع لمع) لن ينفصل عن بعضه البعض مستقبلاً، لأن خروج أحدهما سيعرض الآخر للهلاك وأعني لعدم البقاء في الكنيست وهذا ما لا يريده الطرفان. لكن هل تستحق “المشتركة” فعلاً بعد ما حصل سابقاً ولاحقاً أن تسمى القائمة مشتركة؟

أنا على يقين بأن المرحلة القادمة حتى موعد الانتخابات ستكون حافلة بتوزيع الاتهامات، وقد بدأنا نلمس هذه الحملة وخصوصاً من التجمع. عضو الكنيست عن التجمع سامي أبو شحادة، نشر فيديو على صفحته في الفيسبوك تحدث فيه عما جرى. المستمع للفيديو يستنتج أن “التجمع” بريء ومظلوم، وكان ماشي كما يقول أهل حلب”سيوا سيوا” وأن “الجبهة” هي التي “خربطت” الحالة.

البيان الذي صدر عن اجتماع اللجنة المركزية “للتجمّع”، أول أمس الجمعة، أبرز بكل وضوح وبغضب شديد ” اقدام الجبهة وايمن عودة بنكث الاتفاقيات مع التجمع وتقديم قائمة ثنائية مع الطيبي” حتى أن بيان التجمع وضع نهج الجبهة بالتساوي مع نهج منصورعباس حيث جاء فيه:” لا نرى فرقاً بين نهج الجبهة وايمن عودة وبين نهج منصور عباس “،
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد الإشارة إلى نقطتين وردتا في البيان. الأولى: “التجمع قادر على قلب الموازين وتفكيك معادلة اما الأسرلة واما الصهينة عبر طرح الخط الوطني وتحدي اسرائيل بمشروع دولة المواطنين بدون التنازل عن الهوية”.
والسؤال المطروح، ما هي القوة التي يمتلكها التجمع حتى يتحدث عن قدرته على “قلب الموازين” وهو غير قادر على تجاوز الخلافات داخله؟ والذي يدعي بالقدرة على “تحدي إسرائيل وتفكيك الأسرلة والصهينة” لا يمكن أن يكون في قلب الصهيونية (الكنيست) وفي قلب المؤسسة الإسرائيلية. فأنتم (وغيركم) بوجودكم في الكنيست تقدمون خدمة الإعتراف بديمقراطية إسرائيل وإظهار الوجه الجميل لها.

والنقطة الثانية: “التجمع سيخوض هذه الانتخابات حتى النهاية وسيخرج منها منتصراً”. تعالوا يا “تجمع” نضع النقاط على الحروف ونتحدث بكل صراحة: المشتركة الثلاثية حصلت في الانتخابات الأخيرة على 220 ألف صوت. ولو قمنا (افتراضاً) بتقسيم هذا العدد على ثلاثة بالتساوي بين مركبات المشتركة لحصل كل مركب على حوالي 75 ألف صوت. يعني قوة التجمع “الإفتراضية” هي 75 ألف صوت على الحد الأقصى، وأنتم بحاجة إلى حوالي الضعف حتى تعبروا نسبة الحسم. فكيف ستخرجون رافعين شارة النصر؟ قولوا لنا بربكم …كيف؟ إلا إذا حصلت معجزة.

الحقيقة الوحيدة في مشهد الانتخابات هي أن التجمع خرج (أو تم إخراجه كما يدعون) فلا فرق بين هذا الخروج وذاك، والمشتركة تقلصت إلى مركبين، ومنصور عباس ينظر من الشباك متفرجا وقد يكون على الأكثر شامتاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة