المؤمنون بالوحدة والمتابعة والمقننعون بالموحدة

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 23/09/22 | 13:43

بعد غياب طويل، ظهر محمد بركة “أبو السعيد” رئيس لجنة المتابعة العليا في برنامج “مواجهة” الذي يقدمه الزميلان فايز شتيوي وسعيد حسنين في تلفزيون العرب .arabTVوتحدث أبا السعيد يكل أريحية عن موقفه مما جرى للمشتركة وعن تفككها وحتى اته أعطى رأيه في مقاطعي انتخابات الكنيست.

وكان “الرفيق” محمد بركة يحاول في المواجهة إقناع المشاهد بأنه لا يستطيع كرئيس متابعة التدخل في “جبهة” الرفاق. ومع احترامي للصديق العزيز أبا السعيد لكن ما قاله هو أمر يصعب تصديقه، لأن مكانة بركة الحزبية لا تزال في القمة من وجهة نظر الكثير من “الرفاق ” حتى وان كان خارج الكنيست وخارج أي منصب داخل الجبهة. وهو نفسه يقول في مكان آخر من المواجهة:” اقوم بدور متواضع بالجبهة ولا اقرر بالانتخابات الداخلية”. قد يكون صحيحاً أنه لا يقرر ولا خلاف على ذلك، لكن رأيه مسموع ويلقى آذاناً صاغية، لا سيما أنه السياسي الجبهوي العريق الذي أمضى سنوات طويلة في العمل السياسي داخل الجبهة وداخل الكنيست.
بركة لم ينس الاشادة بـ “رفيقه” يوسف جبارين وتمنى لو بقي فعالاً في الكنيست، وبغض النظر ان جبارين، الذي يوجد بيني وبيه احترام متبادل، يستأهل هذه اللفتة الكريمة من رفيق دربه “أبا السعيد”، إلا أن رئيس لجنة المتابعة يعرف تماماً خلفية ابعاد يوسف جبارين عن الكنيست هذه الدورة، وكنت أتمنى لو أن “الجبهة” كانت صريحة مع الجمهور بشكل عام وجهورها بشكل خاص وتحدثت بشكل موضوعي وبشفافية عن حقيقة ابتعاد يوسف جبارين عن ترشيح نفسه للإنتخابات هذه المرة.
صحيح ان محمد بركة من آنصار الكنيست ويؤمن بضرورة الوجود العربي داخل هذه المؤسسة، لكنه لا يتخذ موقفا ضد المقاطعين بل “يحترم من يقاطع الانتخابات مبدئيًا” وهذا برهان واضح على أن محمد بركة ليس بناكر للجميل “والشاطر يفهم”. إلا أن بركة من جهة ثانية يدعو المقاطعين لانتخابات الكنيست ووضع أسباب المقاطعة جانبًا والخروج للتصويت. دعوتك هذه يا صديقي لن تلقى آذاناً صاغية لأن المقاطعين لانتخابات الكنيست هم أصحاب مبدأ ولن يتنازلوا عنه.
أنا شخصياً أصدق بركة في قوله “ان الوحدة مهمة في كل عمل سياسي” لكن يا صديقي أبا السعيد، ليس كل الساسة يفكرون بذلك. منصور عباس على سبيل المثال، أدخل حرف الميم على “الوحدة” لتصبح “الموحدة” التي هي في نظره أهم من كل شيء. وثم لو كانت الوحدة بالفعل مهمة لكل سياسي لما رأينا التفكك بين “أبطال مشتركتهم” وتعاملوا مع بعض على أساس أن “المقعد” هو المهم وليس “الوحدة”.
نقطة أخرى لفتت انتباهي في المواجهة وهي المطالبة “بعودة الناصرة إلى خطها الوطني”. وهذا يعني (وليسمح لي صديقي أبا السعيد) أن الناصرة الحالية ليست وطنية، ويجب العودة بها الى “الجبهة” لتعود وطنية. هكذا يفهم من مطالبتك. أليس كذلك يا أبا السعيد؟
رئيس لجنة المتابعة يكره تراشق المتنافسين باتهامات لا حاجة لها، ويكره المناكفات بينهم لاستمالة الناخب ولذلك “ناشد قيادات الاحزاب وقف المناكفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي”. يا صديقي أبا السعيد، الأحزاب التي تحترم نفسها تعرض برامجها الانتخابية في مواقع التواصل الاجتماعي لجذب جمهور الناخبين، ولا تعرض عضلاتها وطول ألسنتها. وما يحدث عندنا هو مهزلة.
أمر آخر أود قوله: لو كانت أحزاب الكنيست جادة قولاً وفعلاً في دعم لجنة المتابعة , ولديهم النية الحقيقية في تفعيلها بصورة أكبر وأوسع، لما رأينا اللجنة في الحالة التي هي فيها الآن. ورغم ذلك تنشط اللجنة قدر استطاعتها. ومن العيب على مجتمعنا العربي أن يكون مكتب لجنة المتابعة التي تعتبر المرجع الرئيس والأول للمواطن الفلسطيني خالياً من موظفين لإدارتها بشكل حضاري منظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة