حل الدولتين وتصحيح الظلم التاريخي
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 26/09/22 | 10:36الاثنين 26 أيلول / سبتمبر 2022.
الاجماع الدولي الذي شهدته الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ابدت التزامهم بتمكين ودعم جميع الجهود الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعايير المتفق عليها، بما في ذلك مبادرة السلام العربية وإعادة التأكيد الدولي على اهمية العمل وفقا لحل الدولتين المتفاوض عليه فقط على أساس خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، وبما يتفق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل، حيث يمكنه تحقيق التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين فهذه اللغة تعد خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان اقامة السلام العادل والدائم في المنطقة .
التأكيد الايجابي للرئيس جو بايدن حول دعم حل الدولتين يعد خطوة ايجابية ومرحب بها وفي الاتجاه الصحيح ولا يسعنا كمتابعين لما مرت به القضية الفلسطينية من مراحل عصيبة في عهد ولاية الرئيس ترامب إلا وان نرحب بتلك المواقف الهامة التي صدرت عن الادارة الامريكية والتي تضمنت رؤية حل الدولتين وإدانة ورفض الإجراءات الأحادية كالاستيطان والضم وهدم البيوت وهذا لا يمكن ان يكون كافيا بدون تصحيح الوضع التاريخي والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني ويجب على الادارة الامريكية العمل على فتح مكتب المنظمة في واشنطن ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني والعمل على تطوير العلاقات الفلسطينية الامريكية وضمان بناء الثقة بين الطرفين والاعتراف الامريكي بالحقوق الفلسطينية كاملة .
وهذا الامر يتطلب العمل فورا على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة والجادة والهادفة والفعالة بين جميع الاطراف المعنية في أقرب وقت ممكن وخلق آفاق سياسية واقتصادية من أجل الحفاظ على حل الدولتين وضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض جدوى عملية السلام العادل والدائم، ولا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقى واقفا عاجزا امام ممارسات حكومة الاحتلال وعدوانها على الشعب الفلسطيني واستمرار حكومة الاحتلال ضرب قرارات المجتمع الدولي بعرض الحائط وعدم احترام حقوق المواطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتعريض حياتهم للخطر وممارسة التنكيل بحقهم في خرق فاضح للقوانين الدولية .
يجب التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي وأهمية احترام ودعم الوضع الراهن للأماكن المقدسة ووضع حد لتلك الممارسات التي تطول ابناء الشعب الفلسطيني في القدس بما في ذلك التأكيد على اهمية استمرار الوصاية الهاشمية على المشاعر المقدسة ولا يجوز أبدا لسلطات الحكم العسكري الاسرائيلي استخدام الأعياد الدينية لأغراض سياسية وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لإحداث تغيير جذري في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في قطاع غزة، وأهمية تعزيز الدور المهم الذي تقوم به مصر واليونسكو في جهود وقف العدوان الاسرائيلي والتصعيد الغير مبرر ضد قطاع غزة .
ومما لا شك فيه بان هذه الخطوات تعد مؤشرات ايجابية وبناءه من ادارة الرئيس بايدن ومؤشر ايجابي لدعم عملية السلام وإعادة التأكيد على اهمية اعتماد مبدأ حل الدولتين وإقامة المؤتمر الدولي للسلام تحت اشراف الامم المتحدة، وان اي خطوات جديدة او عودة للمفاوضات يجب ان تكون تحت رعاية وضمانة دولية وأهمية احترام وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتواصلها وسلامتها، بما في ذلك القدس الشرقية، وهذا يشمل الوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية، والاستيلاء على الأراضي وإجلاء الفلسطينيين من منازلهم، الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي .