محمود غانتس وبيني عباس… رأسان لتنسيق أمني واحد
الإعلامي/ أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/09/22 | 9:10الحقيقة التي لا نستطيع الهروب منها أو تجاهلها، أن اليهود يعتبرون العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص أعداءً لهم، ويتصرفون على هذا الأساس، والفلسطينيون لديهم نفس الشعور لأن من يطردهم ويشردهم من وطنهم ويقتلهم، لا يمكن أن يوضع إلاّ في خانة الأعداء. الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابن السادسة والثمانين عاما، الذي يرفض العودة الى مسقط رأسه صفد، لا يزال مصراً على التمسك بكرسي الرئاسة رغم مرضه وشيخوخته، ويعرف جيدا واجبه الاجتماعي حتى “للعدو الصديق”.
صحيفة يديعوت أحرنوت ” قالت إن أبو مازن تحدث هاتفيا مع وزسر الدفاع الإسرائيلي غانتس وتمنى له “سنة عبرية جديدة وعطلة سعيدة”.
صحيح أن مناسبة السنة الجديدة العبرية كانت سبب الإتصال، لكن مضمون المكالمة لم يتركز على ذلك فقط بل كان هناك موضوع أهم من ذلك. فقد ذكرت الصحيفة العبرية أن عباس “وصديقه” غانتس ناقشا الوضع الأمني في الضفة الغربية وتعزيز التنسيق الأمني. انتبهوا لكلمة “تعزيز” التي تعني في الحقيقة العمل بصورة أحسن من جانب الأجهزة الأمنية الفلسطينية على وضع حد لعمليات مقاومة الاحتلال . يا سلام يا أبو مازن “قديش مخلص لأصدقائك”
باراك رافيد مراسل موقع (والا) العبري أوضح الأمر بصورة أحسن. فقد قال:” إن بيني غانتس شدد في اتصاله مع محمود عباس على أن تبذل الأجهزة الأمنية الفلسطينية كافة الجهود لمنع التصعيد في الضفة الغربية.” انتبهوا هنا لكلمة “شدد” بمعنى أنه أمر بالفعل ، ومن يأمر هو صاحب القرار، وما على الخاضع للإحتلال إلأ أن ينفذ بدون جدال أو نقاش. ألهذه الدرجة وصل بك الحال يا سيادة الرئيس؟
إذاعة الجيش تطرقت أيضا لموضوع المكالمة، وقالت: ” أن غانتس أكد خلال اتصاله مع عباس على أهمية الحفاظ على الأمن والنظام العام في الضفة الغربية خلال فترة الأعياد اليهودية.” وهذا يعني أن أصدقاء غانتس يريدون تمضية الأعياد بصورة مريحة، و”صاحب القضية” محمود عباس هو المؤتمن على توفير الراحة لهم.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم عباس بواجبه تجاه غنتس، فمنذ تولّي غانتس حقيبة وزارة الدفاع في الحكومة الإسرائيلية، التقى بعباس عدة مرات، وأجرى معه محادثات حول قضايا عديدة أبرزها الملف الأمني. وعلاوة على ذلك استقبله “عدوه الصديق” غانتس في بيته وبحثا الملف الأمني. ما شاء الله على هكذا علاقة عائلية مميزة. تصوروا أن عباس قام بتهنئة قاتل الفلسطينيين في وقت يقوم فيه مستوطنون متطرفون منذ فترة باقتحامات للمسجد الأقصى
بيني غانتس كان في منتهى الصرحة عندما ذكر في لقاء أجراه معه موقع (واللا) العبري “أن خلفية لقاءات غانتس المتكررة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، تعود لسبب أمني بحت ولصالح تعزيز أمن إسرائيل”. حتى أن هيئة البث الإسرائيلي الرسمية قالت:”إن عباس أكد لغانتس استمرار أجهزة الأمن الفلسطينية في ملاحقة المقاومة بجنين والضفة. إذاً، يحق لنا القول، ان محمود غانتس وبيني عباس رأسان لتنسيق أمني واحد. قولوا لنا بربكم ماذا تبقى من فلسطينية أبو مازن؟
وأخيراً…
*من عادتي أن أقوم بتحليل ما يقوله ضيوف برنامج “مواجهة” الذي يقدمه الزميلان الصديقان فايز شتيوي وسعيد حسنين ويبث عبر تلفزيون العرب، لكني أعتذر هذه المرة عن عدم تحليل المواجهة مع عرسان ياسين رئيس بلدية شفا عمرو لأنه ليس سياسياً.