الشّاعر علي هيبي يصدر ديوانه الخامس بعنوان “ابن رشد يورق في الاحتراق”
تاريخ النشر: 01/10/22 | 7:41أهدانا الشّاعر علي هيبي خامس دواوينه الشّعريّة وتاسع مؤلّفاته في مجال الأدب والنّقد، والدّيوان الخامس جاء تحت عنوان “ابن رشد يورق في الاحتراق”، يقع الدّيوان في 224 صفحة من القطع الصّغير، وقد صدر عن مطبعة “الحجّاوي” في نابلس، في شهر تمّوز الماضي من هذا العام 2022، الموافق لشهر محرّم سنة 1440 ه.
ولقد زيّن صفحة الغلاف الأولى لوحة من فكر الشّاعر، تمّ تصميمها في المطبعة، وظهر فيها تجسيدًا للعنوان صورة تمثال ابن رشد في مدينة قرطبة وهو ينتصب على قدميْه مراقبًا بألم وحسرة وشموخ حريق كتبه، وبالمقابل إزاء نظراته ظهرت كومة من الكتب تتصاعد منها النّيران الّتي تفترس الكتب كحيوان شرس، ولكن من أعلى النّيران الحارقة في الصّورة المؤلمة ينبعث الإيراق الأخضر معلنًا تحدّيه للحريق والموت، كما انبعث طائر العنقاء من الرّماد، ومعلنًا انتصار العقل الرّشديّ الثّاقب على جنون الظّلام والظّلم والظّلاميّة وقيودها. أمّا صفحة الغلاف الأخيرة فقد أظهرت صورة الشّاعر الشّخصيّة ونبذة قصيرة من أهمّ مواقف حياته ونشاطاته ومؤلّفاته.
وقد زيّن الدّيوان من الدّاخل قولان لابن رشد يدلّان على تقديسه للعقل ونقده للنّقل، فقال: “الله لا يمكن أن يعطينا عقولًا ويعطينا شرائع مخالفة لها”، وعن ظاهرة التّجارة بالدّين واعتباره سلعًا تباع وتشترى والتّظاهر به رئاء وكذبًا قال: “التّجارة بالأديان هي التّجارة الرّائجة في المجتمعات الّتي ينتشر فيها الجهل”. أمّا في طيّتيِ الدّيوان فقد اختار للأولى قولًا لعليّ بن أبي طالب، وجّهه لواليه مالك الأشتر وجاء فيه: ” يا أشتر أشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة والمحبّة لهم واللّطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدّين أو أخ لك في الخَلق”. أمّا على الطّيّة الأخيرة فقد أورد قولًا جليلًا وعظيمًا لعمر بن الخطّاب، وجّهه لواليه عمرو بن العاص جاء فيه: “يا ابن العاص بلغني أنّك تجلس في مجلس الحكم متّكئًا، فاجلس بين النّاس متواضعًا وإلّا عزلتك! يا ابن العاص متى استعبدتم النّاس! وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارًا”.
وقد احتوى الدّيوان على “إهداء كأنّه مقدّمة” كتبها الشّاعر وأبرز فيها دور العلم والعلماء والفكر والمفكّرين والثّقافة عامّة في حياة الشّعوب في كلّ العصور والأماكن. وقد ضمّ الدّيوان بين غلافه أربع عشرة قصيدة، كلّها قدّمت صورًا وتجارب من مجالات الحياة الوطنيّة والسّياسيّة، وفي محورها ذلك الصّراع الأبديّ بين العقل والجهل وبين النّور والظّلام وبين جمود النّقل وتجدّد العقل. ولا شكّ أن ألقت قضيّة كفاح الشّعب الفلسطينيّ والشّعوب العربيّة من أجل الحريّة والاستقلال والكرامة وضدّ الاحتلال والخيانة والتّطبيع بظلالها على مضامين القصائد.