عجبًا من هذا الرئيس الفلسطيني؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 01/10/22 | 8:02الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترأس الخميس الماضي اجتماعا ضم قادة الأجهزة الأمنية بحضور حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، زياد هب الريح وزير الداخلية، اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، والفريق الحاج إسماعيل جبر مساعد عباس عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”. يا عيني على هيك مجتمعين . “شلة” يكرهها المواطن الفلسطيني في السلطة لممارساتها القمعية ضد الشعب.
أفراد هذه الشلة لهم تاريخ بمنتهى السوء ولا سيما المدعو إسماعيل جبر، واجتياح لبنان عام 1982 يشهد على هروبه من الحرب عندما كان قائدًا للقوات المُشتركة في جنوب لبنان. وقد أصدر عباس قراراً عام 2018 بترقيته إلى رتبة فريق، وهي الرتبة الأسمى حالياً في التسلسل العسكري في السلطة. ولماذا هذه الترقية ؟ لا أحد يعرف خفاياها سوى عباس و “حجه الإسماعيلي”. وما تبقى من الشلة معروفين تماما لدى شعبنا في الضفة الغربية. وهل يخفى المسيء لشعبه؟
ماذا أراد عباس من هذا الاجتماع بالدرجة الأولى؟ لقد أراد عباس بعد “الإطلاع على ما يقوم به قادة الأجهزة الأمنية، تطبيق سيادة القانون “. هكذا يقول اعلام عباس. أنا لم أر ولم أسمع عن وقاحة سلوك سياسي مثل سلوك عباس. لا أدري عن أي تطبيق قانون يتحدث عباس في وقت تقتحم فيه القوات الإسرائيلية جنين، تقتل وتعتقل وتخرج وعناصر أمن عباس المدربة أمريكياً وإسرائيلياً، لا تفعل شيئاً. ما يقوم به عباس من أعمال “مشينة سياسياً” ليس بالأمر الجديد وليس مفاجأة.
كتاب يحمل عنوان “No Higher Honor: A Memoir of My Years in Washington ” يتكون من 784 صفحة، أصدرته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في العام 2012، يتضمن ملفات عديدة، من خلال تجربتها السياسية خلال سنوات عملها. رايس تطرقت في الكتاب عن فلسطين ولا سيما علاقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالولايات المتحدة. وعندما تتحدث وزيرة خارجية الولايات المتحدة عن تجربيها فإنها بلا شك تتحدث عن تجارب عاشتها في حياتها السياسية كمسؤولة عن السياسة الخارجية لدولة عظمى.
تقول رايس في الصفحة (340) ” كنا تواقين (انا والرئيس) للانتخابات القادمة لرئيس فلسطيني جديد يتوقع ان يكون محمود عباس الذي نفضله نحن الاثنين. وفي الصفحة (385) تقول عن محمود عباس انه :” لا يستخدم لفظ المقاومة والانتفاضة”. رايس عندها كل الحق في قولها لأن عباس يحرض حتى على قتل كل من يسير على نهج المقاومة.
أما في الصفحة (706) فإنها تعترف “بأن الولايات المتحدة رحبت بانتخاب عباس رئيسا وأعلنت عن تقديم 200 مليون دولار سنويا لقوات امن عباس التي تدربت في الولايات المتحدة”..شهادة من كونداليزا رايس تبرهن بصورة واضحة عن مقاومة عباس لكل عمل ضد الاحتلال.
وبما أن التاريخ لا يكذب، بل الساسة المتآمرون على شعوبهم هم الذين يكذبون. فإن التاريخ الحديث يقول ان عباس أجرى اجتماعاً أمنيا في العام 2005 مع قيادة الأجهزة الأمنية في غزة، طلب منهم خلاله، إطلاق النار على كل من يحاول إطلاق صاروخ على مستعمرات الاحتلال قائلاً بالحرف الواحد: “وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحد حامل صاروخ يضربه يقتله يطخه.. منيح هيك، آه منيح.” وهذا يعني تحريض على لقتل وعلى الاعتقال لكل من يتبنى خيار المقاومة المُسلحة. هذا هو مقدس التنسيق الأمني بشحمه ولحمه. عجباً من هكذا رئيس.
وأخيراً …
* تصوروا ان رئيس نيكاراغوا أصدر أمراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا بسبب إهانتها لعائلات من نيكاراغوا. هكذا تكون العلاقة بين الرئيس والمواطن. فهل يستوعب عباس معنى ذلك؟ أكيد لا.