الدين معاملة
تاريخ النشر: 03/05/14 | 18:28يقول صلى الله عليه وسلم: “أتدرون ما المفلس؟ المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً فقالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من يأتي يوم القيامة؛ بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم؛ فطرحت عليه ثم يطرح في النار ” (أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة).
أيها الأحبة: هذا الحديث واضح كالشمس، إنسان يغتاب، إنسان يطعن، إنسان يأكل ما ليس له، إنسان في الإرث يأخذ النصيب الأكبر بدعوى لا قيمة لها، إنسان غماز لماز؛ ويصلي، ويصوم، ويحج كل عام، مصيره إلى النار والعياذ بالله، هذا هو الدين؛ لأن الدين عبادات تعاملية إن صحت صحت كل العبادات الشعائرية؛ والمقصود بالعبادات التعاملية: أن يكون الإنسان صادقاً، أن يكون أميناً، أن يكون عفيفاً، أن يكون منصفاً، أن يكون متواضعاً، أن يكون رحيماً.. هذه هي باختصار بعض العبادات التعاملية التي إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ الصلاة، الزكاة، الصوم، والحج.
فهذا الحديث أيها الأحبة وضع فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم يده على جوهر الدين الإسلامي، وهكذا كان هو وأصحابه.
لذلك لا يأتي التألق من الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج فحسب انما من المعاملة والأخلاق الحسنة التي حث عليها الدين الإسلامي؛ فالشيء الدقيق أيها الأحبة أن فهم الصحابة للدين وأخلاقهم الحميدة هو الذي جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، اما فهمنا نحن للدين في هذا الزمان السقيم وأخلاقنا الشبه معدومة هو الذي جعل الناس يخرجون من دين الله أفواجاً، حتى أصبح هناك قناعات عند أكثر الناس عجيبة ” لا نريد صاحب الدين؛ لأنه محتال غشاش “.
فقد تجد اليوم من يكره الصلاة والصيام والزكاة حتى الحج مع أنها عبادات، لمجرد أنه يعرف إنسان يقوم بكل هذه العبادات، لكنه يكذب ويحتال على الناس، ويأخذ ما ليس له، لذلك وكما اوضحت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الدين معاملة.
بقلم: محمود عبد السلام ياسين