جنرال (عباسي) يهين أمهات الشهداء
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/10/22 | 14:25في الوقت الذي تدافع فيه أمهات الأسرى والشهداء عن الوطن، وفي الوقت الذي تشيع فيه بعض الأمهات أبناؤهن الذي دافعوا عن الأرض الفلسطينية واستشهدوا وقدموا حياتهم من أجلها، يخرج علينا جنرال من حظيرة السلطة الفلسطينية يدعى ابر اهيم رمضان، ويدلي بتصريحات أقل ما يفال فيها أنها عديمة المسؤولية ولا يملك صاحبها حساً وطنياً حقيقياً يتناسب مع منصبه كجنرال وكمحافظ.
فقد أدلى اللواء إبراهيم رمضان لإذاعة النجاح المحلية في السلطة الفلسطينية بتصريحات يدنى لها الجبين، إذ وصف أمهات بعض الشهداء بأنهن شاذات، ويظهرن للناس أنهن مناضلات”. فهل يوجد بعد وقاحة أكثر من ذلك؟ كيف يمكن لعسكري مثل اللواء رمضان الذي (حسب سيرته الذاتية) أمضى حياته في العمل ضمن حركة فتح والسلطة الفلسطينية أن يتطاول على أمهات الشهداء، وهوز لم يقدم ولن يقدم ما قدمه الشهداء لوطنهم.
اللواء المذكور قال لإذاعة النجاح، التي تبث من نابلس: “إن الأم هي من تظهر الحنان والعطف، لكن هنالك أمهات شاذات ترسل ابنها للانتحار، وتظهر للآخرين أنها المناضلة وهذه ليست أمّاً”. ما هذا الكلام يا سيادة اللواء؟ عار عليك أن يخرج من فاهك مثل هذا الوصف لأمهات الشهداء، وعار على السلطة أن تتركك بدون عقاب. وبالفعل عندما يخرج العيب من أهل العيب فهو ليس عيباً.
من المفترض نتيجة هذه التصريحات المعيبة المسيئة ان يقدم اللواء استقالته. وهذا يحصل طبعا في دولة تحترم نفسها وشهدائها. ولكن اللواء يعرف جيداً “إنو ظهرو محمي”. فكيف يمكن لسلطة التنسيق الأمني أن تتخذ إجراءات تأديبية أو عقابية بحق من هو عنصر أساس وداعم للتنسيق الأمني.
ولو راجعنا ممارسات اللواء سيء الذكر، لوجدنا أموراً سيئة أخرى في مسيرته: فهو الذي طالب مقاومي الاحتلال في نابلس بتسليم أنفسهم مشدداً على أنه “لا يوجد سلاح سوى سلاح السلطة”. وادعى اللواء في الحديث الإذاعي:” إنني أنظر إلى الأخلاق الفلسطينية”. وهل تكمن الأخلاق يا سيادة اللواء في وصف أمهات الشهداء بأنهن أمهات شاذات؟ هل هذه نظرة أخلاق أو عدم أخلاق؟
أمهات الشهداء طالبت في بيان لها محافظ نابلس بالاستقالة، قائلة: “لقد سمعنا جميعاً ما وَردَ من إساءة لأمهات شهداء فلسطين، والتي جاءت على لسان محافظ محافظة نابلس، إننا في عرين الأسود ومن خلفنا الشعب الفلسطيني الحر نقول لك بأن أمهات الشهداء نبراس الرؤوس درر التاج، لولاهن لما كان لنا عِلم ولا كان لنا اسم، هؤلاء مناجم الذهب، الضوء الذي نرى فيه نهاية النفق، إستقل واحفظ ماء وجهك”. هل يفهم اللواء رمضان ما ورد في البيان، على لسان الأمهات اللواتي وصفهن لواء التنسيق الأمني بأوصاف تعتبر قلة أدب وتجاوز لكل معايير الأخلاق؟
اللواء رمضان له تاريخه أيضا في المحسوبيات والفساد. فقد عمل مع زبانيته في السلطة على تعيين ابنه فادي مديرًا للمباحث في بيت لحم، الأمر الذي لاقى سخط النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا التعيين بأنه “حالةَ توريث وتوظيف أقرباء المتنفذين في السلطة على حساب أبناء الشعب الفلسطيني” واستنكر النشطاء حالةَ الفساد المستشرية في أروقة الأجهزة الأمنية والتي تشمل ما وصفوه بـِـ”توظيف عظام الرقبة وتهميش المواطنين الفلسطينيين”.
وأخيراً…
فندق أبراج الإمارات المكون من 56 طابقاً، استمر العمل به ستة أعوام، وقصر الثقافة المتواضع (قياساً بالأبراج) في الناصرة، العمل به مستمر منذ حوالي ست سنوات أيضاً ولم ينته بعد. والسؤال لماذا؟ فهل من جواب؟