غواصة يوم القيامة وصاروخ الشيطان
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/10/22 | 19:20العالم عاش حربين عالميتين الأولى والثانية. والحرب العالمية الأولى بدأت أوروبية وانتهت عالمية، وقد أشعل شرارتها طالب صربي جامعي بعد اغتياله ولي عهد النمسا مع زوجته في 28 يونيو/حزيران عام 1914، وانتهت بصراع عنيف لأربع سنوات شاركت فيه أكثر من 70 دولة، راح ضحيتها نحو 22 مليون إنسان
أما الحرب العالمية الثانية، فكان سببها الرئيس، قيام ألمانيا النازية بغزو بولندا في العام 1939وأسفرت عن سقوط ما بين 62 وحتى 78 مليون قتيل مما يجعل الحرب العالمية الثانية أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ . صحيج أن الحربين استمرت كل منهما اربع سنوات، لكن حرباً عالمية ثالثة إن حصلت، فإنها لن تستمر سنوات ولا شهورا ولا أسابيع، لأنها ستكون حربا نووبة تدمر العالم في ساعات إن لم يكن في لحظات. فمن يتحمل مسؤولية ذلك؟ فهل يفعلها بوتين لعدم التفريط بهيبة روسيا؟
الرئيس الروسي يعرف تماما أنه لا يستطيع تقبل أي خسارة في حربه مع أوكرانيا، لأنه لو حسر الحرب ستفقد روسيا مكانتها كدولة عظمى، وهذا لن يسمح به بوتين مهما كلف الأمر. والرابح لن تكون أوكرانيا بل الولايات المتحدة التي تدير وتشرف على الحرب من بعد بمشاركة أقطاب حلف الأطلسي (الناتو) ويتمويل الحلف.
في القرن الواحد والعشرين لن تحدث حربا عالمية تقليدية، بل حرباً نووية بوجود أسلحة دمار شامل تمتلكها روسيا،الولايات المتحدة ،الصين،الهند، باكستان، كوريا الشمالية، فرنسا،بريطانيا وإسرائيل. وأي حرب نووية تبدأ ستنهي وجود الجنس البشري على وجه الأرض بشكلٍ تام.
في ظل التطورات الأخيرة التي حصلت في الحرب الروسية الاوكرنية والتحوُل الذي حصل في شرق أوكرانيا وتراجع القوات الروسية نتيجة الدعم الأميركي والأوروبي للقوات الأوكرانية، وضع الدب الروسي بوتين الزر الأحمر التووي أمامه على الطاولة، كرسالة تحذير إلى الغرب من مَغَبَّة الإقدام على إرتكاب أي خطأ، قد يفضي إلى نزاع نووي يُدَمِّر العالم، وبدأ عملياته العسكرية في إقليم الدونباس، خصوصا انه يعرف نقاط ضعف الدول المهيمنة على القرار العالمي.
وسائل الإعلام الروسية بدأت هجومها على الغرب ببث تقاريرعسكرية خطيرة. فقد بث التلفزيون الروسي الرسمي تقريرا تحدثَ عن غواصة تحمل اسم (يوم القيامة) التي تحمل صواريخ بالستية نووية تستطيع تدمير دولة كبيرة كفرنسا ونصف بلجيكا مباشرةً في لحظات، وفي تقريرٍ آخر تحدثَ عن صاروخ سارمات “الشيطان” وصواريخ أخرى تمتلكها روسيا وتعتبر أقوى بكثير مِمَا تمتلكهُ الولايات المتحدة الأميركية.
الإعلامية الروسية أولكا سكابيڨا تعتقد “بأن الحرب في أوكرانيا قد إنتهت، وأن الحرب الحقيقية قد إبتدأت وأن حرباً عالمية ثالثة ستشتعل نتيحة دعم اميركا وأوروبا لأوكرانيا بأكثر أنواع الأسلحة تطوراً وفتكاً ومنها سلاح مُحَرَّم دولياً”.
المُشَرِّع الروسي أوليك ماتبيشيف وفي حديث له مع تلفزيون روسيا الحكومي، وجَّهَ إنذاراً لبولندا التي تساند زيلينسكي “بأن تدخلها في الحرب الدائرة سيجعل حدودها بِلا قيمة “علماً بأن أي هجوم روسي على بولندا سيجُر العالم إلى صراع نووي، لأن المادة الخامسة من نظام حلف الأطلسي (الناتو)، تنص على أن كل هجوم على أيٍ من أعضاء الحلف يعتبر هجوماً على الناتو بكامله.
فهل يعيد التاريخ نفسه، وتكون بولندا سببا لحرب عالمية ثالثة كما كانت السبب في الحرب العالمية الثانية؟ سؤال مشروع يحتاج الى تفكير وإجابة.
وأخيراً…
* أطيب التهاني بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم، وكل عام وأنتم بخير