إسرائيل تدوس على جثث البشر من أجل مصالحها
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/10/22 | 15:34يوجد مثل شعبي يقول: “قل لي من تعاشر أقل لك من أنت”. وهذا المثل ينطبق فعلياً على إسرائيل لكن على طريقة:” قل لي مع من تقيم علاقة وثيقة أقل من أنت”. فلو نظرنا الى الخارطة السياسية في العالم، لرأينا أن إسرائيل أقامت ولا تزال تقيم علاقات وثيقة مع أنظمة استبدادية تعمل ضد شعوبها، وتعتبر هذه الأنظمة حليفة لها، حتى أن “دولة قانون القومية” لا تتردد من إقامة علاقات وثيقة مع أنظمة ترتكب جرائم وحشية بحق شعوبها.
وهناك العديد من الأمثلة على هذه السياسة غير الإنسانية التي تتبعها إسرائيل، رغم ادعائها بأنها دولة ديمقراطية،. إسرائيل أقامت علاقات قوية مع النظام الفاشي الذي حكم في بورما، قبل ان يتحول اسمها إلى ميانمار. وزارة الخارجية الإسرائيلية، سمحت مؤخراً، بالكشف عن وثائق العلاقات العسكرية مع بورما، تبين الدور الهام لإسرائيل في إعادة تنظيم الجيش البورمي، الذي يحكم البلاد بوحشية وسلحته، وبعد ذلك قام بالإطاحة بالقيادة المدنية وإقامة نظام عسكري كامل.
المحامي إيتاي ماك، نشر تقريراً في صحيفة “هآرتس” حول هذا الموضوع، أشار فيه إلى أن “حكومات إسرائيل لم تهتم بحقيقة أن مساعداتها العسكرية ليست موجهة للدفاع، وإنما استخدمت في الحرب ضد سكان الدولة”. ولا يوجد في الوثائق، ما يظهر موقفاً ضد بيع الأسلحة إلى بورما. وطالب المحامي في تقريره، بفتح تحقيق ضد الإسرائيليين الذين ساعدوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في بورما.
وبالرغم من استمرار أعمال القمع الوحشية في ميانمار خلال السنوات القليلة الماضية، بالرغم من التفارير التي تم نشرها في العام 2017 حول عمليات قتل واغتصاب واستعباد وتعذيب ضد الأطفال وهدم قرى إسلامية كثيرة، لأقلية الروهينغا، والمجازر التي ارتكلها النظام ضدها في العام 2021 مما اضطر الآلاف إلى الهروب من البلاد، فإن إسرائيل واصلت ببع الأسلحة المتطورة لميانمار ودعمها لها. وتقول معلومات نشرتها صحيفة هآرتس نفسها في شهر يوليو/تموز عام 2015 أن اسرائيل كان لها دور في دعم أنظمة قمعية وارتكاب جرائم الحرب في مناطق واسعة من العالم بينها: جنوب السودان ورواندا وأذربيجان والكاميرون وتوغو وغينيا الإستوائية ونيجيريا وتشيلي والأرجنتين والفيليبين والبوسنة وكولومبيا وغواتيمالا والبرازيل وليبيريا وساحل العاج وغيرها.
وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل تصدر السلاح لأذربيحان وجنوب السودان ورواندا، كما أن إسرائيل دربت ولا تزال تدرب الحرس الرئاسي لعدد من الأنظمة في الدول الأفريقية وغير الديمقراطية، مثل الكاميرون وتوغو وغينيا الاستوائية، وبعضها أنظمة دكتاتورية تقتل وتنهب وتقمع المواطنين. ويتبين من كل ذلك، أن إسرائيل لا يهمها من يموت في البلدان الأخرى، بل مصلحتها الخاصة وهي تسير على جثث البشر مقابل مصالحها، التي تكمن أيضاً في تصدير السلاح إلى أنظمة استبدادية تنكل بمواطنيها.
بقي علينا القول، ان إسرائيل وقفت ولا تزال تقف إلى جانب أنظمة قمعت شعوبها، كما أنها خرقت قرارات حظر السلاح لمجلس الأمن، حتى انها ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأخيراً… ليس مهما أن تكون أكاديمياً بأي لقب كان، بل المهم أن تكون مثقفاً رحب الصدر خالياً من المزاجية، وتتقبل الانتقاد البناء، وأن تكون صريحاً مع نقسك ومع الآخرين. والمهم أكثر أن تضع مخافة الله دائماً أمام عينيك.