الكفاءة ام الكفاية التربوية يطبقها المعلم الجيد
د.احمد محاجنه
تاريخ النشر: 11/10/22 | 9:40سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ”
د.احمد محاجنه – محاضر بالتقويم البديل, البدجوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي وتنمية بشرية / ثانوية سالم – طلعة عارة
مما لا شك فيه أن أهداف التربية وخططها وما يتعلق بها من توصيات وقرارات يقع تنفيذها على عاتق المعلم، فالمنفذ الحقيقي للمنهج هو المعلم مما يدل دلالة واضحة على أهمية دور المعلم في العملية التربوية.
ومن هنا تأتي أهمية المعلم الجيد الواعي لخطورة مهنته ودوره في نجاح العملية التربوية فوجود المعلم الجيد يعني نجاح العملية التربوية برمتها.
وبوجود المعلم الجيد نضمن أن الجهود المضنية التي بذلناها في التخطيط وتحديد الأهداف وبناء المنهج قد أصبحت في أيد أمينة قادرة على إيصال ما تريده من أهداف ومن هنا تكمن أهمية صناعة المعلم الجيد والعمل على تطويره وتزويده بكل الأدوات التي تعينه على أداء عمله بسهولة ويسر.
والمعلم الذي لا يملك الكفايات التعليمية المناسبة ولا يدرك خطورة مهنته يصبح عبئا على العملية التعليمية وعائقا أمام تقدمها أو تصبح كل جهودنا في الإصلاح والتطوير والأهداف التي نسعى إليها مجرد نظريات خالية من مضمونها ويعم التردي كل مناحي العملية التربوية حتى ينعكس ذلك على المجتمع برمته.
مهنة التعليم التي هي على قدر كبير من الأهمية تتطلب من صاحب هذه المهنة صفات معينة وذلك لأن المعلم يتعامل مع مجموعة إنسانية مختلفة المشاعر والطبائع داخل غرفة الصف والمطلوب من المعلم إدارة هذه المجموعة إدارة حسنة لتحقيق أهداف التربية وهذا الأمر يتطلب من المعلم أن يتمتع بخصائص وصفات تؤهله للقيام بهذا العمل وهذه الصفات سلسلة متصلة الحلقات إن فقدت صفة من هذه الصفات فإن هذا ينعكس سلبا على أداء المعلم ويضعف قدرته على أداء مهمته بالشكل المطلوب وضعف المعلم سوف يؤثر بالتأكيد على الطلاب بل على العملية التعليمية بأكملها لذلك سنتطرق بالسطور التالية لتعريف الكفاية والكفاءة التربوية عند المعلم .
تدل الكفاية على مستوى أداء أو عمل معين والقدرة على تصريف أموره بدرجة معينة ، فهي تتعلق بالجانب الكيفي ، فالكفاية والكفاءة مستويان أحدهما يمثل الحد الادنى ( الكفاية ) والآخر يمثل الحد الأعلى ( الكفاءة ) .المعلم الكفء : هو المعلم الذي تتطابق صفاته مع نموذج محدد مسبقا فيؤدي الأدوار المطلوبة والمتوقعة منه بكفاءة عالية .وتعرف الكفايات بأنها : مختلف أشكال الاداء التي تمثل الحد الادنى الذي يلزم لتحقيق هدف ما. أو مجموع الاتجاهات وأشكال الفهم والمهارات التي من شأنها أن تيسر للعملية التعليمية تحقيق أهدافها العقلية والوجدانية والنفس حركية
الفرق بين الكفاءة والكفاية في المؤسسات التربوية
فالكفاءة تعني بلوغ مستوى يتجاوز حد الكفاية، لان الكفاية تعني القدرة على انجاز نشاط أو تمرين له مستوى متوسط بطريقة مرضية على العموم، وعلى ذلك يمكن القول أن الكفاية درجة دون الكفاءة فالتلميذ المتوسط له كفاية لا كفاءة، بينم , التلميذ الممتاز له كفاءة
مما سبق يفضل استعمال مصطلح الكفاية بدل الكفاءة في مجال التربية، لأننا إذا اعتمدنا على مصطلح الكفاءة سيكون تركيزنا على الفئة الممتازة وبالتالي يكو ن تعليمنا نخبوي يهمل مبدأ الفروق الفردية الأمر الذي يولد هدر كبير أو رسوب.
فالكفاية اصطلاحا هي القدرة سواء القانونية أو المهنية المكتسبة لإنجاز بعض المهام والوظائف و القيام ببعض الأعمال أو بمعنى أخر هي القدرة على تحقيق نشاطات قابلة للملاحظة و بهذا يمكن أن نطبق الكفايات في سياقات مختلفة سواء كانت شخصية، اجتماعية أو مهنية, غير أن الشخص الكفء هو الذي يمارس النشاط بمهارة عالية موظفا في ذلك المفاهيم الاجتماعية و الوجدانية و مجموعة من المهارات المعرفية و النفس الحس الحركية.
إن التدريس بالكفايات هو عملية تربوية لضبط إستراتيجية التكوين في الدراسة من حيث طرائق التدريس والوسائل التعليمية، وأهداف التعلم والمحتويات، وأساليب التقويم وأدواته انطلاقا من كفايات مستهدفة في نهاية نشاط تعليمي أو نهاية مرحلة تعليمية – تعلمية.
لقد زاد الاهتمام ببرامج إعداد المعلمين القائمة على الكفايات، بحيث بدأ استخدامها على نطاق واسع في معظم البرامج المستخدمة في الدول المتقدمة، ” فمعرفة الكفايات تجعل من الممكن رسم الخطوط العريضة لفلسفة تربية المعلمين قبل الخدمة في كليات التربية وإعداد المعلمين”.
ويقوم مفهوم الكفايات التدريسية على مسلمة رئيسية مفادها أن عملية التدريس يمكن تحليلها إلى مجموعة من السلوكيات. ولقد تأثرت حركة إعداد المعلمين القائمة على الكفايات بالمدرسة السلوكية، بالإضافة إلى ارتباطها عضويا بالبرنامج القائم على الأهداف السلوكية الإجرائية.
يرى فيفان أن الكفاية competencies بمعناها الأوسع هي ” المعرفة المعمقة في مادة من المواد أو المهارة المتعرف بها” ويشير “بريتيل” إلى أن الكفاية ما هي إلا حالة الأداء أو الإنجاز المناسب لمهمة معينة ” وهي ليست تفصيلية على العموم. ووفقا لنتائج العديد من الدراسات والبحوث العملية، ومن خلال آراء الباحثين والخبراء وأساتذة التربية على أنه توجد مجموعة من الكفاءات أو الكفايات يجب أن تتوافر في معلم الغد و يمكن تصنيف هذه الكفايات إلى:
الكفايات المرتبطة بسمات المعلم الكفء.
الكفايات المرتبطة بالمهنة والتخصص .
الكفايــات المرتبطة بشخصية المعلـم:
1- المظهر العام: من حيث الالتزام بالزي المناسب والبساطة والاعتدال في الملبس.
2- الصوت: من حيث القوة، الصوت ووضوحه والطلاقة اللغوية.
3- الاتزان الانفعالي: ويشمل الهدوء والقدرة على ضبط النفس والثقة بالنفس والتواضع والشجاعة
4- الموضوعية والأمانة الفكرية وتتضمن القدوة الحسنة العدالة واحترام الفروق الفردية.
5- الانضباط ويشمل الانضباط في تطبيق القواعد والقوانين والالتزام والمواظبة والصبر والتعاطف مع الآخرين واحترام آرائهم …
أخيرا, يجب علينا ان نسخر جميع الموارد المتاحة بين أيدينا كرجال تربية واستثمارها افضل استثمار لرفع كفاية المعلم وصولة لمرحلة الكفاءة الخاصة لكي نتمكن من نقلها للطلاب من خلال خطط تعليمية ومناهج حديثة وطرق تدريس حديثة تندمج ضمن اطار تعليمي رفيه يضاهي المستويات الأوروبية لان معلمينا عندما نثق بهم ونقدرهم ونضعهم في خانة مهمة وليست مهمشة فإننا سنرى التغيير المرجو في مدراسنا ومجتمعنا عامة وعند معلمينا خاصة