رئيس بلدية ام الفحم.. مثال على الإخلاص والصراحة

أعرف تماماً بأن الصديق الدكتور سمير صبحي، يقوم بواجبه تجاه مدينته وأهلها على أكمل وجه، ويعمل بما يمليه عليه ضميره، هذا الضمير المستتر لدى عدد غير قليل من رؤساء بلديات ومجالس عربية. عندما تعرفت عليه قبل عدة سنوات خلال لقاء في مكتبه عندما كان مديراً لمدرسة فحماوية، لمست فيه روح الخدمة لمواطنيه والتفاني في بذل كل شيء لمصلحتهم. وقلت في نفسي:هذا الرجل الذي يستحق أن يكون رئيس بلدية ام الفحم لتوفر مزايا عديدة فيه تؤهله لذلك. وبالفعل تحقق ما فكرت به.

قد أختلف مع الدكتور سمير في بعض النقاط التي وردت على لسانه في سياق برنامج “مواجهة” في تلفزيون العرب arabTV والذي يقدمه الزميلان الصديقان فايز شتيوي وسعيد حسنين، لكنه تحدث عن أمور كثيرة أتفق معه فيها، وتطرق إلى قضايا تخدم المجتمع الفحماوي. كان الدكتور سمير في منتهى الصراحة عندما قال انه ليس مقاطعا لانتخابات الكنيست (وأنا عكسه) وانه سيصوت لاحد الاحزاب العربية، لكنه لن يدعو للتصويت. هذا التصرف كان بذكاء من الدكتور سمير صبحي، وترك الحرية للمواطن فيما إذا كان راغبا في الذهاب لصناديق الإقتراع أم يبقى صوته خارج هذه الصناديق، بمعنى أنه حمل العصا من الوسط.

رئيس بلدية ام الفحم أفهم الناس أنه لا يقكر في الدخول للكنيست، ولا حتى في أي حكومة. وقال بصراحة: “عُرض علي أكثر من مره أن اكون وزيراً واترشح للكنيست ورفضت”. فلماذا رفض الدكتور سمير ذلك؟ واضح أنه يرى أن خدمة أهله في بلده لا تأتي عن طريق الكنيست ولا من خلال منصب وزير. قد يكون رفضه يعود على الأكثر لأسباب سياسية، لكن ومهما تكن الأسباب فإن انتماؤه الوطني لا يسمح له بالمشاركة في ائتلاف ولا في حكومة. المواقف الرجولية والوطنية تظهر في السلوكيات وليس في التصريحات.

الدكتور سمير صبحي اعترف بكل صراحة انه وبعد عدة جلسات للبلدية، اختار خبيراً يهودياً لمنصب مدير عام البلدية، رغم الإنتقادات الكبيرة على التعيين. اختيار الموظف اليهودي، ليس لسبب سياسي أو لعلاقة شخصية (كما هو الحال في بلديات ومجالس محلية أخرى) بل لخبرته كونه يتميز بمهنية عالية إذ قال: “أنا “بحاجة لشخص مع خبرة وتجربة”. وهل أعطى هذا الخيار ثماره؟ يقول رئيس البلدية: “نعم، منذ تعيين المدير العام الجديد هناك تقدم ملحوظ في جميع المجالات وقد ساعدنا بتجنيد الميزانيات واستعمالها بالشكل السليم”.

رئيس بلدية ام الفحم لفت الانتباه إلى نقطتين مهمتين: أولهما، أن فضيلة الشيخ رائد صلاح كان داعماً مهماً له في عمله كرئيس بلدية، وتجمعهما صداقة قوية، وثانيهما، أن ام الفحم هي مدينة سياحية مميزة أيضاً لوجود عيون مياه ومناطق رائعة فيها. وفيما يتعلق بالعنف وحالات الاجرام المقلقة جداً، التي يشهدها المجنمع العربي، قال رئيس بلدية ام الفحم ” اننا طورنا خطة لمكافحة الجريمة وعملنا مع أطر مهنية بشراكة كبيرة مع الشرطة والوزارات واهالي المدينة، من اجل طرح خطة لمحاربة الجريمة. لكنه اعترف بأن البلدية “بحاجة لميزانيات من أجل مشاريع تحوي طلابنا لمحاربة العنف” علماً بأن ام الفحم شهدت انخفاضاً كبيراً هذا العام في عدد القتلى مقارنة بالعام الماضي، مشيراً في السياق نفسه “إلى تحسن بالأمن والأمان في مدينة ام الفحم”.

طبعاً هناك الكثير من الإيجابيات التي تحدث عنها الدكتور سمير صبحي عن إنجازات البلدية في عهده لا يتسع المجال لذكرها. لكن هناك نقطة مهمة أخرى أشار إليها رئيس البلدية، وهي أن الرئيس استلم البلدية وعليها ديون بمبلغ مائة مليون شاقل، واستطاع لغاية الآن تخفيض هذه الديون إلى ثلاثين مليون. فهنيئاً لإم الفحم على هكذا رئيس، يجب أن يكون مثالاً يحتذى به، وعلى رؤساء البلديات والمجالس المحلية في المجتمع العربي التعلم من نهج الدكتور سمير صبحي في الإدارة وخدة الشعب والوفاء.

وأخيراً… بلدة الغجر الجولانية يصوت سكانها لأحزاب صهيونية. أين مرشحو الأحزاب العربية؟ ألم يسمعوا بهذه البلدة؟ سؤال بحاجة إلى جواب.