غضب إسرائيلي واختيار غربي.. نوبل للآداب وللسلام تحت المجهر

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 13/10/22 | 12:54

صهاينة الإعلام العبري جن جنونهم وفقدوا عقولهم، عندما أقرت لجنة نوبل منح جائزتها للأداب للأديبة الفرنسية آني إرنو Annie Ernaux والسبب ليس لأن أرنو لا تستاهل هذه الجائزة مهنياً، بل لأن مواقفها مع الفلسطينيين وضد سياسات إسرائيل. ولو كان الأمر بيد دولة قانون القومية، فلا يحظى أي معارض لسياسة إسرائيل بجائزة دولية.

الأديبة الفرنسية لها العديد من المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية. وعلى سبيل المثال في العام 2019، وقعت الأديبة دعوة مع مائة فنان ومثقف من بلدان مختلفة، لمقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية (Eurovision 2019) في تل أبيب. هل تعرفون لماذا؟ لأن تل أبيب أقيمت على أنقاض قرية الشيخ مؤنس، عام 1948 عندما أقيمت إسرائيل.
الولايات المتحدة لا تحشر أنفها فقط في السياسة بل وفي الثقافة أيضأ، وهذا ما ظهر جلياً وبوضوح تام في جائزة نوبل للسلام، التي تم منحها في السنوات الأخيرة حسب مزاج الغرب وحسب أجندات أمريكية. والملاحظ أن الذين تم منحهم جائزة نوبل للسلام هذا العام، تم اختيارهم من أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا وهم: الناشط الحقوقي أليس بيالياتسكي من بيلاروسيا المعارض للرئيس البيلاروسي الداعم للرئيس الروسي بوتين، ومنظمة ميموريال الروسية المعارضة لبوتين، وأيضا إلى مركز الحريات المدنية الأوكرانية الموالية للرئيس الأوكراني. فهل تم هذا الإختيار صدفة أم قصداً؟
الغرب كله بشكل عام يدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، والذين تلقوا جائزة نوبل للسلام هم ضد روسيا. فهل أصبحت هذه الجائزة تهتم بالحرب بدل السلام؟ ألا يوجد أشخاص ومنظمات في العالم تعمل من أجل السلام تستحق هذه الجائزة ؟ لكن الغرب لا يريد ذلك وبالتحديد الولايات المتحدة المهيمنة كما يبدو على هذه الجائزة. فهل هي جائزة نوبل أم جائزة حلف الناتو؟
في العام الماضي أقرت اللجنة منح جائزتها لصحفي روسي معارض للرئيس الروسي بوتين يدعى ديمتري موراتوف. فهل هي محض صدفة أن تمنح الجائزة عامين متتاليين لشخصين من روسيا ضد بوتين؟ أم أن الغرب يحشر أنفه في تسمية الأشخاص والمنظمات المرشحة لنيل الجائزة؟
هذه الجائزة وحسب مبدأ اللجنة تمنح لأشخاص أو منظمات قدمت الكثير من الأعمال من أجل السلام. تعالوا نسأل لجنة نوبل للسلام إ ذا كانت تسير حسب هذا المبدأ؟ في الأغلب لآ. قي العام 2008 فاجأتنا اللحنة بقرار منحها الجائزة للرئيس الأمريكي الأسبق أوباما ولم يمض ثمانية شهور على توليه منصب الرئيس. فماذا فعل أوباما خلال هذه الفترة ليستحق هذه الجائزة ؟ لا شيء من الناحية العملية.
قناة سكاي نيوز عربية ذكرت قبل أيام قليلة، أن جائزة نوبل للسلام منحت للرئيس الأمريكي الأسبق أوباما ليس لأنه صنع سلاماً، بل لأن العالم تمنى أن يصنع السلام, وبدلاً من أن يصنع أوباما السلام، عمل على تخريب الوطن العربي وروج لما أسماه بالربيع العربي عام 2011 وقتل الآلاف من المواطنين العرب بسبب سياسته الحمقاء.
أذاً جائزة نوبل للسلام لم تعد تلك الجائزة المعنية بالسلام، بل يتم منحها حسب مزاج غربي وحسب مفهوم الغرب لكلمة سلام، فيما إذا كان يخدم أجندة غربية أم ضد هذه الأجندة. هذا يعني أن الجائزة أصبحت في الأعوام الأخيرة أداة لخمة السياسات الغربية وبالتحديد السياسة الأمريكية.
وأخيراً…
تحية تقدير واحترام للأديبة الفرنسية إرنو لمواقفها، وبصقة على وجوه من يخونون القضية الفلسطينية ويتآمرون عليها فلسطينياً وعربياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة