آلاف المستوطنين اليهود يتركون إسرائيل
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/10/22 | 13:15الحركة الصهيونية العالمية بذلت كل جهودها وإمكانياتها، لإقناع اليهود في العالم بأن إسرائيل هي الوطن المثالي لهم، وأن حياتهم فيها ستكون شبيهة بالحياة في الجنة. واستطاعت هذه الحركة جلب عشرات الآلاف من الإتحاد السوفييتي السابق وأعداد أخرى من دول أوروبية، لكن، ليس كل ما يلمع ذهباً. فإسرائيل تشهد هجرة معاكسة تتوسع دائرتها باستمرار وبشهادة شخصيات أمنية إسرائيلية رفيعة المسنور وعلماء إسرائيليين بارزين.
تامير باردو، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الخارجيّة الإسرائيلي (الموساد)، وفي مقال له بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، تطرق بالتفصيل إلى الهجرة اليهودية المعاكسة مؤكداً، أن ” ثلث اليهود في إسرائيل يؤيدون فكرة الهجرة، وأن 720 ألف مستوطن غادروا إسرائيل منذ مطلع العام الماضي واستقروا في الخارج بصورة رسمية، وأن هذا العدد مُرشّح للارتفاع في هذا العام”. ويبدو أن صواريخ المقاومة وحزب الله فعلت فعلتها في المستوطنات، ولم يعد بإمكان الكثير من المستوطنين قادرين على العيش في ظل الخوف وعدم الاستقرار الأمني. وعلى ذمة رئيس الموساد السابق، فإن السلطات الإسرائيلية تُحاوِل إخفاء ظاهرة الهجرة اليهودية المعكوسة خصوصا بعد أن أصبحت كل بقعة في إسرائيل تحت مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وبعد ضرب مفهوم الأمن القوميّ الإسرائيليّ باعتراف رسمي.
المفكر اليهودي البريطاني، جون روز، مؤلف الكتابين المشهورين “أساطير الصهيونية”، و “إسرائيل الدولة الخاطفة.. كلب حراسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”: قال ذات يوم: ” يوجد الآن إسرائيليون كثّر يغادرون إسرائيل، لآنهم سئموا من السياسة والفشل في ضمان الحماية لأنفسهم. وعاجلاً أو آجلاً، سينهار الوضع داخل إسرائيل ، ولا أرى مستقبلاً لإسرائيل في المدى الطويل”. أما المحلل السياسي الإسرائيلي، جدعون ليفي، فقد ذكر في مقال له في صحيفة “هآرتس” في الثالث عشر من أيار/مايو الماضي ” أن وجهتنا يجب أن تكون أوروبا، وعليهم أن يستقبلونا كلاجئين “. ما قاله ليفي هو تحذير واضح ليهود إسرائيل بأن عليهم أن يحضروا أنفسهم ليصبحوا لاجئين جدد في أوروبا، لأن مستقبلهم ليس في إسرائيل.
ويبدو واضحاً أن كبار رجال أمن وكبار محللين ومفكرين يهود، يجزمون على أن إسرائيل من المؤكد انها ستزول ، وأن موعد عودة الدولة الفلسطينية لن يكون بعيداً، وهذه الصورة ليست من تحليل وأراء عرب إنما من مفكرين وكبار أمنيين في إسرائيل. وهناك قبادي أمني أخر رفيع المستوى،اسمه شيطاي شافيط الذي شغل أيضاً منصب رئيس الموساد في السابق، والذي يتطابق رأيه مع رأي جدعون ليفي. صرح بأن “الإسرائيلي قد يجد نفسه يوماً ما يحزم أمتعته ويغادر دولة إسرائيل”.
وفي السياق نفسه كان المؤرخ الإسرائيليّ، بيني موريس، قد صرح بأنّه “خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، وصاحب الحظ من يستطيع الهرب إلى أوروبا أو أمريكا. إسمعوا ما قاله أيضاً رئيس الكنيست الأسبق، إبراهام بورغ، في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: “إنّ إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيونيّ، وتتجه نحو الخراب”. إذا، وبناءً على التحليلات السابقة ليهود كبار، فإن يهود إسرائيل سيصبحون لاجئين في أوروبا أشبه بالأوكرانيين والسوريين. قد لا أعيش هذا الحدث، ولكن بالتأكيد أحفادي.
وأخيراً…
طلب مني صديق عزيز كرجاء خاص منه ولأول مرة في علاقتنا، أن لا أتدخل في انتخابات البلدية المقبلة في الناصرة. فوعدته خيراً. فهل أنا مخطيء؟