وفاء ..
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 18/10/22 | 10:04كنت جالساً بجانب البنّاء الذي كان يبني قبر أبي , الذي توفاه الله قبل سنين .
وإذا بعمّي أبي جهادى يمرُّ بطريق بجاني , نازلاً انحدر ليس بالهيِّن ,على قِوّى شيخ في مثل سنه .
تركته يمرُّ دون أن أثير انتباهه فلم يشعر بيّ .. عتيَّه في السّن أضعف نظره , وجعل القريب عنده بعيدا ..
جلس أبوجهاد بجانب قبر أتعبه الوصول إليه , فتح كتاباً كان معه وبدأ يقرأ به ..
تأكدت أنه مصحفاً .
غاب عنّي أبوجهاد وغبت عنه , لإنشغالي مع البنّاء الذي كان يبني قبر أبي ..
بعد ساعة من الوقت أو يزيد , انتبهت الى اقترابه منّي ..
– عمّي أبوجهاد وينْ بكيت !؟ بادرته بسؤال فاجأه ..
فاستعاد حضوره معي سريعاً , وأجاب دون تردُّد :
– عند سعاد – يا سيدي – بقرأ إلها كل يوم سورة قرآن .
لعلّي أدخل بمعيِّتها الجنّة .
سعاد بتستاهل – يا سيدي- بعد كل إلي تعبته .! قال والدموع الصافية تغرق عينيّه ..
دموع كانت كقطر الندى ..غمرتني بسكينة إلاهيَّة من نوع لم أشعر بها من قبل ..
وفاء نُحتَ في ذاكرتي ولن يمَّحى..
أتعرفون من هي سعاد .!؟ أنها رفيقة عمر عمّي أبي جهاد , التي فارقته قبل عشرات السنين .. ولم يفارق هو حضورها ..
وفاء ..