دعوة ماجد صعابنة لرؤساء المشتركة والتجمع والموحدة
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/10/22 | 19:10لفت نظري خبران عن الصديق ماجد صعابنة (أبو العبد)، أحدهما نشره موقع “العرب” أول أمس الإثنين، أعلن فيه استعداده لاستضافة رؤساء قوائم الكنيست العرب أيمن عودة، منصور عباس وسامي أبو شحادة، “على فنجان قهوة في بيته المتواضع” كما جاء في الرسالة التي بعث بها أبو العبد إلى نجوم الكنيست العرب الثلاثة. وفي الخبر الثاني يقول صعابنة “إن كل شخص لا يريد التصويت فإنه يدعم نتنياهو”. تعالوا معي لنلقي نظرة تحليلية على أقوال المضيف سابقاً ولاحقاً.
ماجد صعابنة كان عضوا في لجنة الوفاق السابقة، لكنه قدم استقالته من اللجنة. وعن سبب الاستقالة يقول صعابنة في مقابلة له نشرها موقع العرب في العشرين من شهر يوليو/تموز عام 2019 “إن السبب الرئيس لاستقالتي هو اننا اصبحنا نطحن ماءً ونكرر الحديث ذاته”. كلام سليم يا حاج ماجد. ويتحفنا أبا العبد في مكان آخر من المقابلة: ” بعض الاحزاب همها كان المقعد ولا يشرفني أن اجلس مع هذه الناس”. مرة أخرى “برافو عليك حاج ماجد”.
وهنا أسأل أبا العبد عن الفرق بين الناس الذين لا يشرفك الجلوس معهم في السابق وبين الناس الذين تدعوهم اليوم “على فنجان قهوة” في بيتك؟ ما الذي تغير؟ هم يمثلون نفس القوائم، حتى وإن تبدلت بعض الأسماء، لكن المواقف لم تتبدل، وأنت يا أبا العيد من غير موقفه، لأنه بدعوتك “لهؤلاء الناس” يعني لك شرف استقبالهم. أليس كذلك يا صديقي أبا العبد؟
ثم تقول يا حاج ماجد “أننا أصبحنا نطحن ماءً” وهذا ما دعاك للإستقالة. ولكن ما الذي تغير؟ في السابق كانوا يطحنون ماءً واليوم يطحنون هواءً، والنتيجة واحدة. ثم تقول “ان الكرسي هو همهم. وهل تغير الهم الآن بالنسبة لهؤلاء؟ أكيد لا. وسبب الانشقاق الثاني هو الكرسي كما تعلم. إذاً لم يتغير أي شيء ولن يتغير أي شيء، فلا تتعب نقسك لا “على فنجان قهوة ولا على كباية شاي”.
أما عن سبب دعوة ” الزعماء” الثلاثة، يقول الحاج ماجد في رسالته بالحرف الواحد :” لبحث موضوع التشجيع لزيادة نسبة التصويت في الوسط العربي، وان يكون مؤتمر صحفي للوقوف معاً بدعوة لجماهيرنا بالخروج للتصويت بصوت واحد لاحدى القوائم. كي يظهر للجميع وحدتنا على الكثير مما نتفق عليه وترك الخلافات وان نتمنى للجميع بالنجاح وان يكون هذا التعبير بصورة جماعية وليست فردية”.
ولكن يا أبا العبد، كيف يمكن لهؤلاء إقناع الناس للخروج بصوت واحد وهم نفسهم لم يفعلوا ذلك؟ أنت نفسك ذكرت أمس في تصريح آخر بالحرف الواحد:” هناك حالة احباط لدى الجماهير العربية من تصرفات القوائم العربية، ولهذا فان الناس تنتظر ردة فعل الأحزاب العربية ماذا قدموا حتى تخرج الناس للتصويت”. نعم أنا أتفق معك بأن الناس محبطين. والمحبط لا أمل عنده. لكني لا أتفق أبداً مع رأي الحاج ماجد أن “كل شخص لا يريد الذهاب للتصويت فهو داعم لنتنياهو واليمين المتطرف ” .
من حق أبا العبد أن يصوت وأن يدعو للتصويت إذا شاء، ولكن ليس من حقه أن يتهم الناس المقاطعين للكنيست بأنهم يدعمون نتنياهو واليمين المتطرف. ولذلك أقول: هذا عيب. والله عيب، والمفروض احترام الرأي الآخر.
وأخيراً… اليمين واليسار يختلفان في اللون فقط. ولا فرق بين الأفعى السوداء والأفعى الرقطاء، فكلاهما سامتان.