قراءة في نداء لجنة الوفاق الثنائية التركيب

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 22/10/22 | 11:03

في العشرين من الشهر الحالي نشر موقع العرب نداءً تلقاه من لجنة الوفاق الوطني . وهذا النداء (البيان) وصلني أيضاً من البروفسور مصطفى كبها الناطق الرسمي باسم اللجنة، التي تقلصت من تسعة أشخاص إلى شخصين فقط في الوقت الحالي وهما (محمد علي طه ومصطفى كبها) ولم تعد تلك اللجنة التي كانت في السابق، أي قبل الإنسحابات
جاء في نداء لجنة الوفاق الثنائية: ” تدعو أبناء شعبنا ممارسة حق التصويت والاقتراع للأحزاب والقوائم التي يرونها مناسبة للمضي قدما نحو تحقيق مطالب وأماني جماهيرنا العادلة بالعدل والمساواة التامة والسعي نحو حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية “.
في الحقيقة لم أفهم ما المقصود بـ” مطالب وأماني جماهيرنا العادلة بالعدل والمساواة التامة”. الوفاق الثنائية تطلب من الجمهور في الداخل الفلسطيني (الهرولة) بسرعة الى صناديق الإقتراع. لماذا؟ “للتصويت للأحزاب والقوائم التي يرونها مناسبة “. وهنا وقع الثنائي في خطأ سياسي كبير. فقد كان من المفروض تحديد الجمهور العربي في النداء لتكون الصياغة.” للتصويت للأحزاب والقوائم (العربية) التي يرونها مناسبة “. فهناك أيضاً جمهور ينتخب أحزاباً صهيونية.
يقول الثنائي في النداء:”لقد حقق المجتمع العربي مع تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 إنجازاً سياسياً غير مسبوق جاء تعبيراً وتجسيداً لإرادة السواد الأعظم من الجماهير العربية الراغبة بإطار وحدوي”. صياغة إنشائية جميلة قولاً وفارغة فعلاً, قولوا لنا بربكم ماذا نجم عن هذا “الإنجاز” غير “العدد 15″؟
نحن نعرف أيها الثنائي الوفاقي، وأنتما تعرفان أيضاً، أن القائمة المشتركة لم تر نور الحياة بإرادة جماهيرية، بل ولدت بسبب اضطرار أحزاب الكنيست لخوض الانتخابات في قائمة واحدة لتمكينهم من عبور نسبة الحسم التي رفعها نتنياهو، والتي يصعب عليهم عبورها. وإلا لماذا لم يتوحدوا قبل ذلك وبالأحرى لماذا كانوا يرفضون الوحدة مع بعض؟ ” الله يخلف على نتنياهو اللي وحدهن”.
وجاء في نداء الثنائية الوفاقية أن “القائمة المشتركة هي مشروع وطني”. لنفترض جدلاً أن هذا الكلام صحيح. فلماذا تفكك هذا المشروع مرتان؟ أين الخلل إذاً؟ الحقيقة هي أن كل مشروع لا يكون أساسه سليماً مرتكزاً على إرادة جماهيرية حقيقية سيكون الفشل مصيره، ولأن “القائمة المشتركة الرباعية سايقاً” لم تكن كذلك،فإنها فشلت، وفشلت معها لجنة الوفاق.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تدعو لجنة الوفاق الثنائية إلى التوفيق، وهي نفسها بحاجة إلى وفاق؟ يتحدث “الثنائي الوفاقي عن تفكك “القائمة المشتركة” ونسيا أن لجنتهم الوفاقية الأصلية تشرذمت ولم يبق منها سوى الثنائي محمد علي طه ومصطفى كبها. أليس من المضحك ان يدور الحديث الان عن لجنة وفاق لم يعد لها صلاحية وترفض أحزاب الكنيست التعامل معها؟
وسؤال آخر جدير ذكره: لماذا استفاقت الثنائية الوفاقية لإصدار نداء مباشرة بعد دعوة ماجد صعابنة (المستقيل من لجنة الوفاق) لرؤساء قوائم الكنيست العرب لاجتماع في بيته ؟
فعلاً شر البلية ما يضحك.
وأخيراً …
كان من لأفضل للأديب محمد علي طه وللبروفسور مصطغي كبها لو أصدرا النداء (البيان) بإسميهما
وليس باسم “لجنة الوفاق الثنائية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة