المحبَطّون المحبِطين .!
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 23/10/22 | 12:03 أخذ منّي الوقت الكثير , قبل أن أجد أسماً ملائماً لهذه الفئة من الناس ..
وبعد طول تفكير وتخبط , اخترت أن أطلق عليهم هذا الإسم ..المحبطون –
بفتح حرف الباء أو بكسرها ( المحبَطين والمحبِطين ) .
وهؤلاء فئة خاصة من النرجسيين , التي كتبت عنهم في مقالات سابقة .
تلقاه وقبل أن يطرح عليك السلام , يصرخ في وجهك , وكأن الدنيا انتهت وأزفت الساعة :
كل العرب لا يسوون شيئاً .! ويبدأ بنعتهم بصفات بذيئة ..
هؤلاء المحبطون , دائماً يختبئون خلف التعميم ..
وهو يقصد في هذه الحالة – انه هو فقد الذكي الأريب العبقري
الذي يفهم في كلِّ الأمور ولا ثاني له ..
سمعت أحدهم يقول في مناسبات كثيرة : ” أنا أخجل أن أكون عربياً! ” .
دائماً هو.. وهو فقط الحل لكلِّ مشاكل ومصائب العالم .!
ويضيف في حالات كثيرة : “والله لو سلموني قيادتهم والتحكم بهم “لأخفيت”من الوجود نصفهم !” .
وهذا أحدهم يزعق :
هذه البلد “بدها” حرق , لا فائدة تُرجى منها ..
وأن سألته ولم تسأله يكمل :” يكفيك أنهم اختاروا هكذا رئيس ! ”
يقصد أنهم لو كانوا اختاروه هو رئيساً لها, لأصلح البلد وأصلح حالهم .
وهكذا ..
لا يوجد معلمين فكلُّهم جاهلون ..لا يعلِّمون أولادنا سوى الأميَّة والجهل !
أن كان يعمل أوعمل في سلك التعليم – كان هو المعلم الأوحد , لم ولن ترَ المدارس مثله ولن ترَ ..
وإن لم يكن , كان حسداً منه على عملهم ..
إنه نرجسيّ من نوع خاص وخطير- انه محبَط ومحبط في نفس الوقت . يرمي إحباطاته على الناس من الفئات والأجناس .
والمناضلون في الضفة جواسيس .. كلُّهم جواسيس..
أنا إلّي “بزقِّط” المعتقلين !؟أنا إلّي بدل على المقتولين !؟ كله “بزقطوا” بعضهم ..
وانا لا أصلّي في المسجد ! لأن المشايخ كلّهم كفرة ومنافقين ..
يردِّد دائماً كيّ يغطّي فشله في التردد على المساجد , والتقليل من قيمة الصلاة فيها , وإحباط عزيمة المصلّين .
تمتلئ قلوبهم بالحسد .
هذا النوع من الناس يعيشون في تعاسة وشقاء .
ينظرون الى الدُّنيا حولهم بمنظار أسود .. النور الوحيد الذي يرونه هو النور الباهت االكئيب , الذي لا ينير سوى دائرة ضيقة حولهم ..
هم لا يضحكون , ولكنهم يحاولون إضحاك الآخرين على الآخرين .
والوسيلة هي مهاجمتهم والتقليل من قدراتهم ..
إنه لا يعترف بنجاحات الآخرين .. يهزأ منها ويبدِّل نجاحاتهم بإخفاقات يلصقها بهم .
ويسوق الحكايات تلوَّ الحكايات , حول المعجزات التي قام ويقوم بها , مع مقارنتها بالفشل الذريع الذي منيَّ به الآخرين .
والمحبَط ( بفتح الباء ) لا يعترف بمرضه .. ويحاربه بتسليط الأضواء على إحباطات الآخرين .. التي في الغالب يخترعها من عالم خياله الأسود .
وهو دائما التشاؤم .. الدُّنيا ما فيها خير .. هكذا يردِّد دائماَ ..
ومن يصنع فيها الخير , إذا كان كلُّ الناس فيها خلقوا وغريزة الشرِّ في قلوبهم !؟
يتساءل باستغراب شديد , وكأن الدُّنيا ماتت من زمان ..