البابا وحديثه عن الأفلام الإباحية
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 29/10/22 | 17:01إثنان من الذين جلسوا على كرسي البابوية أكن لهما احتراماً كبيراً. أحدهما الراحل رجل الدين القبطي المصري البابا شنودة الثالث المعروف بمواقفه الوطنية، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117 قي تاريخ البطاركة, والآخر هو بابا الفاتيكان الأرجنتيني الأصل، وأول بابا من أمريكا الجنوبية و الأرجنتين وأول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث.
البابا شنودة كان وطنياً وجريئاَ، رحل عن الدنيا بعد أن ظل على كرسي البابوية من العام 1971 حتى وفاته عام 2012، والثاني يتميز بصراحته وتواضعه الكبيرين، ينحدر من عائلة أرجنتينية فقيرة جلس على كرسي البابوية في الفاتيكان عام 2013 ويحمل الرقم 266 في تاريخ بابوية الفاتيكان. في بلده الأرجنتين كانوا يلقبونه بـ “أب الفقراء” وهو الذي دافع عنهم بقوله “الفقراء يتعرضون للاضطهاد بسبب مطالبتهم العمل، والأغنياء يتم التصفيق لهم عندما يفرون من وجه العدالة”.
ما دفعني للكتابة عن بابا الفاتيكان في وقت احتدام الصراع على كراسي الكنيست، خبر قرأته في صحيفة “بيلد” اليومية الألمانية، كوني أطالع الصحافة الألمانية يومياً. جاء في الخبر، أن البابا اجتمع في روما مع الطلبة اللاهوتيين والقساوسة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وسأله أحد الطلبة عما إذا كان مسموح للمؤمنين باستخدام تقنيات العالم الحديث؟ فرد رأس الكنيسة الكاثوليكية: “يجب عليكم أن تستخدموها فقط كوسيلة مساعده للمضي قدما والتواصل وهذا جيد” .لكن البابا لم يكتف برده وذهب الى ابعد من ذلك بقوله: “ان كثيرا من الناس بما فيهم قساوسة وراهبات واقعون في خطيئة مشاهدة المواد الإباحية الرقمية”. حسب صحيفة بيلد اليومية الألمانية
ومع احترامي الكبير للحبر الأعظم ولتواضعه ودفاعه عن فقراء العالم، لكني لا أفهم كيف يكون له هذا الموقف من مشاهدة الأفلام الإباحية ويعتبرها خطيئة، وفي الوقت نفسه يدعم المثلية الجنسية التي يرفضها الانجيل كما يرفضها الإسلام؟
موقع “بي بي سي نيوز” ذكر في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 2020 أن البابا فرنسيس تحدث في فيلم وثائقي عن حياته عرض في مهرجان روما للأفلام أقيم في العام المذكور أن” المثليين هم (أبناء الرب) ولهم الحق في تكوين أسرة.
رد قداسة البابا مخالف تماما للطبيعة البشرية ومخالف للتعاليم السماوية. لكن قد يكون البابا يأخذ في عين الاعتبار (وأنا أقول قد) العدد الكبير للمثليين في دولة الفاتيكان مرجع الكاثوليكية في العالم. في كتابه (خزانة الفاتيكان (The Closet of the Vaticanيقول الصحفي والمؤلف الفرنسي مثلي الجنس فريدريك مارتل الذي قضى سنوات داخل أسوار الفاتيكان أثناء عملية بحثه عن المثلية، “أن 80% من الكهنة العاملين في الفاتيكان هم مثليون، دون أن يكونوا بالضرورة ناشطين جنسيًا وهو ما يعني أن 4 من كل 5 كهنة في الفاتيكان مثليون”.
فإذا كان البابا يرى أن أفلام الإباحة شيء يضعف الروح” فهل الشذوذ الجنسي الذي يؤيده قداسة الحبر الأعظم يقوي الروح؟ سؤال بحاجة الى جواب ممن يهمهم الأمر.
وأخيراً …
حزب التجمع يستغيث والقائمة المشتركة الثنائية ترتجف والموحدة “تفرك كف على كف، وكيف ما بدكو افهموها”.