مَنْ لم يجمع معنا فهو فَرّقَ
زهير دعيم
تاريخ النشر: 02/11/22 | 17:10أُكلنا يوم أُكِلَ الثّور الأسود .
أكَلَنا بن غفير – أو كادَ – يوم “تمردت” غيداء الزُّعبي على حزبها ميرتس قائلة ً: ” خلّي صوتك عربي !!! ” وقد جلست على الكرسي النيابيّ آنذاكَ بالكثير من الأصوات اليهودية اليساريّة .
أُكلنا يوم عملنا جاهدين على اسقاط حكومة الوسط واليسار بلاءاتنا الصّادقة وغير الصّادقة .
أُكلنا يوم لم نعمل بالقول الجميل : ” مَن لا يُجمّع معي فهو يُفرّق “.
أكلنا يوم لم نتفق ولم نوافق على اتفاقية فائض الأصوات .
أُكلنا يوم أحبطنا أهلنا بالتزاحم و” التدافش ” على المقاعد من بعض الذين أكل الدهر عليهم وشربَ ، وكان عليهم – من زمان- أن يٌعلّقوا أحذيتهم ، فجاءت نسبة التصويت منخفضة وخافتة في حين فارَ اليمين الاسرائيليّ المتطرّف وهاجَ واستغلّ الفرصة فعربد وسيُعربد .
لست مع المقاطعة ، ولكنني لا أُكفّرُ مَنْ امتنع عن التصويت وهم يرون وقد رأوا ” المدافشة” والتخطيط المُبيّت من هنا وهناك الى جانب النوايا السيّئة ، فنجتمع مع بعض وفي قلوبنا اهداف أخرى تميل الى مصلحتنا الخاصّة، هذا النوايا تأخذنا وتُحلّق بنا بعيدًا فوق المصلحة العامّة .
والسؤال المطروح هو : لو جمعنا أصوات الجبهة والعربية للتغيير مع أصوات التجمّع في سلّة بيض واحدة ألَم نكن قد فزنا بزيادة ثلاثة مقاعد ، وفرضنا التعادل أو شبه التعادل على نتنياهو وحلفائه ؟
لا أريد أن نبكي على الحليب الذي انسكب ، فلن يفيدنا البكاء شيئًا ، بل علينا أن نتعلّم درسًا ونحن نعرف : أنّ الحارث الشّاطر والماهر هو مَن يضع يده على المحراث وينظر الى الأمام ، فنروح نتصالح ونتعانق ونجد المعادلة التي تحفظ ماء وجهنا ، فنخدم قضية شعبنا الفلسطينيّ في الخارج، ونخدم قضايانا الدّاخلية في ظلّ حكومة يمينيّة بروية وتعقّل ودون ” انبطاح” إن صحّ التعبير، فمصلحتنا تتطلّب الحكمة الى جانب الوقوف على الحقوق ، وتتطلّب العمل الجادّ والدؤوب على انتزاع حقوقنا.
مَن يدري فقد يعود نتنياهو – وهو في آخِر فترة رئاسية له – قد يعود الى رشده و” انسانيته” فيزرع نوعًا من العدالة وشيئًا من المحبّة ويردّ بعض المسلوب ؟!
والأهم أن نتعلّم درسًا ، فلا تكون الكراسي في المستقبل هي الهمّ وأهله ، والغاية وجدودها ، بل حان الوقت أن نُدخلَ الى فرقنا والى ملعبنا لاعبين جُددًا مع عزيمة قويّة وفكر ثاقب وتصميم لن يلين.