طير نبيهة الجبارين الطائر في اليوم السابع
ديمة جمعة السمان
تاريخ النشر: 03/11/22 | 21:40القدس: 3-11-2022 من ديمة جمعة السمان- ناقشت ندوة اليوم السابع الثّقافيّة المقدسيّة، نصّا موجّها للأطفال يحمل عنوان “يا طير الطاير” وهو للكاتبة نبيهة راشد جبارين، رافقته رسومات انصاف صفّوريّ، ويقع النّصّ الصادر عام 2018 عن دار الهدى-كريم في كفر قرع في 13.
افتتحت الأمسية مديرة الندوة ديمة جمعة السمان فقالت:
عند الاطلاع على قصة الأطفال ” يا طير الطاير” للكاتبة المربية نبيهة راشد جبارين يشعر القارىء بمدى ارتباطها بالأرض، ومحاولتها زرع محبة الوطن في نفوس أطفالنا. فهي تسعى إلى توعية الأطفال بأهمية الانتماء للوطن فلسطين، والتمسك بحقنا بالبقاء فيه، إذ تعمل على إبراز جمالياته، وما تشتهر به كل مدينة من المدن الفلسطينية، فتعزز الثقافة الوطنية داخل أطفالنا.
تحاول الكاتبة ارشاد وتوجيه من يقرأ للطفل، إن كانت معلمة أو أحد أفراد الأسرة أن يبدأ بوصف مدينة الطفل أولا، ومن ثم الانتقال إلى باقي المدن. وهذه نقطة جيدة للبدء بها.
حاولت الفنانة صفوري أن تعكس رؤية الكاتبة من خلال رسوماتها التي جمعت أكثر من صورة في الصفحة الواحدة، وقد أجادت.
فكرة القصة جميلة، وهي عبارة عن رحلة في أرجاء الوطن. إلا أنها افتقدت إلى الحبكة، فبدت ليس أكثر من “أغنية شعبية” ممكن أن نعلمها لأطفالنا ليرددوها في المناسبات الوطنية المختلفة. فما كان يضر لو أنها جمعت بين الأغنية والقصة المترابطة؛ لتشكل عنصر تشويق للطفل، يزيد من اهتمامه بالمعلومات الموجودة داخل القصة.
أحببت فكرة إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال رسم طفلة تجلس على كرسي متحرك، فهي لها الحق بأن تطير بأحلامها كما باقي الأطفال، وتشارك في الرحلة التي شملت صفد وبيت دجن والناصرة ويافا والقدس وبئر السبع وأم الفحم وطبريا.
ولكن السّؤال: لماذا اختارت الكاتبة المدن المذكورة دون غيرها، هل كان الاختيار لأسباب معينة، أم جاء عشوائيا؟
مع التأكيد أنه من حق الكاتب اختيار ما يريد من معلومات يقدمها في كتاباته للقارىء، إذ أن أي معلومة تعتبر إضافة، خاصة وأن الفئة المستهدفة هم الأطفال.
وقالت دولت الجنيدي:
في هذا النص تقدم الكاتبة معلومات مبسطة جدا عن رحلة سريعة للأطفال على متن طائرة ورقية كما أظهرت الرسومات ، تجول خلالها بين المدن الفلسطينية،وحرصت ان تكون هذه المعلومات على شكل سجع محبب لدى الاطفال.
خلال هذا النص تعرفهم على طبيعة كل مدينة وما تشتهر به.
أول مدينة مدينة الطفل الذي لا يقبل سواها. ثم تقدم مدينة صفد جبلها عال وهواؤها نقي. بيت جن مدينة جبلية وفيها معرش دوالي يجلسون تحته. الناصرة مدينة البشارة فيها عين العذراء والكنافة اللذيذة. يافا والمينا وحكايات البرتقال التي يسمعونها. القدس الصلاة في القدس القديمة والكعكة باب العمود.
بير السبع صحراء رملية وضيافة بدوية في الخيمة. أمّ الفحم شمال المثلث وجبل اسكندر ومطلة حلوة.
الغور في طبريا وأكل السمك الطبراني. ثم العودة الى البيت وهنا فقط نرى الطائر.
كل مدينة كتبت عنها ارفقتها بصورة جميلة معبرة للرسامة انصاف صفوري التي عبرت فيها عمّا كتب عن كل مدينة باتقان.بدأتها بصورة أطفال يحضّرون طائراتهم الورقية للرحلة.
لكن العنوان ( يا طير الطائر) لم نر الطائر الا في آخر صفحة واقفا لوحده في نهاية الرحلة وليس طائرا.
كانت الرسومات تشرح ما كتب وليس العكس:
مثلا مدينة القدس رسم المسجد الاقصى وقبة الصخرة بينما الكتابة ذكرت فقط القدس القديمة، وأظن ان هذا التقصير جاء نتيجة السجع.
لم أجد تفسيرا للطفلة المقعدة الجالسة على الكرسي.هل كان الطفل الجالس بجانبها يريد أن ينقلها بطيارته الورقية؟ وما هدف وضع الكرات المعلقة؟ والكعك المقدسي يباع في كل الأمكنة وليس فقط في باب العمود كما قالت.
في بير السبع رسمت أواني القهوة والمهباش وصبّاب القهوة كناية عن الضيافة البدوية في الخيمة. في الناصرة رسمت الكنيسة وعين العذراء والكنافة.
مستوى الكتابة لأطفال صغار أصغر من الأطفال المرسومين على صفحات الكتاب.
لأهمية فلسطين ومدنها في حياتنا وتعريف أطفالنا بها ربما يكون من الأجدر أن يكتب نص لكل مدينة لوحدها فقط، والتعريف بها ليرى الطفل الصورة الحقيقية للمدينةح ليستوعب عقل الطفل أهميتها وجمالها وليس مختصرا لجميع المدن.
وقال الدكتور مروان مصالحة:
كلمات “القصة” كُتبت بالعامية للمحافظة على الأغنية الشعبية المشهورة “يا طير الطاير يا رايح عالديرة”.
والهدف من ذلك إكساب الأطفال معلومات عن البلدات العربية، وما يميز كل بلدة عربية من أماكن مهمة أثرية ودينية، وهذا جميل جدًا وخطوة مباركة.
ولكن السؤال:
هل كلمات الأغنية مناسبة لتكون قصة للأطفال؟
إذا التزم الكاتب بقواعد وأركان كتابة القصة، فلديه الجواب الشافي لذلك.
وبالنسبة “للقصة”، هناك ملاحظات لا بدّ منها بهدف تحسين النصوص الأدبية المقدمة لأطفالها، والمحافظة على جودة أدب الأطفال.
1. في صفحة الغلاف كتب: نبيهة جبارين
إنصاف صفوري
وهذا ظُلم بحق الكاتبة الأديبة نبيهة.
وهذا الخطأ للأسف يتكرر في قصص الأطفال أحيانا.
2. الفنانة إنصاف صفوري ومع احترامي لجودة رسوماتها، أخفقت في رسم الرسومات المناسبة للنص الأدبي. والأديبة نبيهة تتحمل مسؤولية هذا الأمر، لأنّ القصة تحمل اسمها وهي المسؤولة عن القصة، ولهذا من واجب الأديبة الانتباه لهذه الأمور.
الحديث عن “طائر” – يا طير الطاير- ولا وجود لطائر في كل صفحات القصة ولا حتى في غلاف القصة.
مثلا ص 3 في النص: “يا طير الطاير خذني معك رحلة
تا نزور بلادي، مدنها وقراها”
والصورة المرفقة: أطفال يلعبون ومنهمكون ولا يوجد صورة واحدة لقرية أو مدينة، ولا يوجد طير أيضًا.
3. في الأغنية أخفقت الأديبة في المحافظة على الترتيب الجغرافي للقرى والمُدن العربية.
مثلاً: من الناصرة تنتقل إلى يافا، وتترك أم الفحم. ومن “بير السبع” يعود الطير إلى أم الفحم. ومن أم الفحم إلى غور الأردن، ومن ثم طبريا.
4. يفضل أن يكون حجم الكلمات مناسباً للأطفال.
5. المحافظة على اللغة الفصحى.
وقالت رفيقة عثمان:
هدفت هذه القصة تعريف الأطفال على بعض المدن وقرى فلسطين التّاريخيّة كما ورد في القصّة مثل: (القدس ويافا والنّاصرة، وأم الفحم، وبئر السبع، وصفد، وبيت جن، وطبريا).
كتبت الكاتبة الأغنية الشّعبيّة، بلغة عربيّة محكيّة باللّهجة الفلسطينيّة العاميّة، مستوحاة من أغنية محمد عسّاف، “يا طير الطّاير”؛ لذا من الممكن أن تُصنّف كأنشودة للأطفال، تُغنّى على لحن أغنية عسّاف.
تبدو الفكرة من القصّة أو الأنشودة جيّدة، وكذلك الرّسومات المرفقة، من تصميم الفنّانة إنصاف صفّوري؛ كذلك تبدو الرّسومات موضحة للبلدان المذكورة أعلاه ومعالمها، وبعض أماكن العبادة، وتراثها.
مأخذي الشديد على استخدام الكاتبة للّهجة العاميّة المحكيّة في القصّة، أو الأنشودة؛ من وجهة نظري التّربويّة، والّتي تناشد باستخدام اللّغة العربيّة الفُصحى؛ لأنّنا نسعى لتنشئة أجيال تتقن اللّغة العربيّة الفُصحى الصحيحة منذ الطّفولة. كما هو معلوم بأنّ اكتمال النمو العقلي للطفل يُستكمل لغاية عمر الثّالثة عشر عاما، وخلال هذه الفترة يكتسب الطّفل كافّة المهارات، وتُرسّخ في ذهنه.
إنّ تعويد الأطفال على استخدام اللّغة العربيّة الفُصحى، يُساهم في تقوية المهارة اللّغويّة الصّحيحة، والتي سيحتاجها الطّفل في المستقبل، في كافّة مناحي الحياة؛ نظرا لقراءة الكتب المدرسيّة والقصص، والترجمات، وقراءة المضامين والمعرفة، من خلال وسائل التّواصل الاجتماعيّة المختلفة، فهي لغة رسميّة في كافة الدّول العربية، والمراسلات والدّوائر الحكوميّة، وهي لغة الإعلام والصّحافة. اللّغة العربيّة الفُصحى هي لغة القرآن الكريم.
باستخدام اللّهجة العاميّة، لا يمكن إكساب مهارات لغويّة جيّدة وسليمة، ناهيك عن استخدامها بالبيت مع أبناء العائلة؛ وتمكين الطفل من اللّهجة العاميّة، يعيق الطّفل من اكتساب اللّغة العربيّة الفصيحة الصحيحية، ممّا ينتج عن ذلك ازدواجيّة اللّسان الديجلوسيا، أي الدّمج في استخدام لغتين مختلفتين. -Diglossia
ذكر بعض الباحثين التربويّين حول الآثار السّلبيّة الناجمة عن استخدام اللّهجة العاميّة” إنّ التّأثيرات السّلبيّة لكثير من اللّهجات العاميّة قد يستخدمها المعلّم داخل الفصل الدّراسي بقصد أو بدون قصد، والّتي تؤدّي الى تكوين مشكلة لدى التّلاميذ في السّنوات الأولى من دراستهم، تكون لديهم كم معرفي يشوبه الكثير من الأخطاء في النّطق، والّتي تؤثّر سلبيّا على الكتابة والإملاء لدى التلاميذ، حيث أنّ المعارف والمعلومات والمهارات الّتي تدرّب عليها التلميذ في الصّغر تكبر وتنمو معه، وتؤثّر على تحصيله العلمي والمعرفي بشكل سلبي، ويكون من الصّعوبة إزالتها والتّخلّص من آثارها، وتؤدّي إلى الضّعف الّذي نلحظه في الكتابة والإملاء عند الكثيرين في المراحل الدّراسيّة المتقدّمة، حتّى الجامعيّة أحيانًا”.(بطرس، 1982: 67) (العدواني، خالد: استعمال اللّجنة العلميّة في التّدريس، وأثرها على التّحصيل اللّغوي على الطّلاب: موقع إلكتروني).
إنّ إكساب اللّهجة العاميّة للاطفال غير محبّذ، خاصّة عند الكتابة للكلمات العاميّة أو المحكيّة، والّتي لا يفهمها سوى أبناء البيئة المحيطة فقط مثل: القرية أو المدينة الّتي يعيش فيها الطّفل؛ برأيي هذا الاستخدام يُحدّ من قدرات الأطفال التفكيريّة، والمعرفيّة، والافتقار في اكتساب محصول ومخزون الثروة اللّغوية عند الأطفال؛
لذا لا يمكن تعميم ونشر القصّة أو الأنشودة بالعاميّة بين أطفال أنفسهم في قرى ومدن مختلفة من فلسطين؛ كذلك الأطفال من العالم العربي، وخاصّة الّذين يستخدمون لهجات مختلفة عند الأطفال الفلسطينيين، وغيرهم من أطفال العالم العربي. مثل: اللّهجة السّوريّة، المصريّة، والخليجيّة، وغيرها من لهجات محكيّة، ستظل قصّة “يا طير يا طاير” محصورة لفئة محدّدة من الأطفال، ولا يمكن تعميمها. لا أعتقد بأنّ أي كاتب لا يرغب في نشر إبداعاته؛ ليستفيد منها الآخرون.
كما نعلم جميعنا بأنّ التربيّة الحديثة تهدف في تنشئة الأطفال على أكمل وجه؛ بالارتقاء بقدراتهم في كافّة المجالات وأهمّها: اللغويّة، والتفكيريّة؛ لأنّهما مكمّلان لبعضهما البعض. ِ
لا بدّ من الخروج من هذا المأزق؛ لتفادي هذه الإشكاليّة، باستخدام اللّغة المعياريّة أثناء المحادثة فقط، أي دمج بعض الكلمات باللّهجة العاميّة المحكيّة مع اللّغة الفصحى أثناء المحادثة، وعدم استخدامها أثناء الكتابة؛ تجنّبًا للإلتباس.
خلاصة هذا الحديث، وبناء على تجاربي الخاصّة كإنسانة مهنيّة في المجال التّربوي؛ في التأهيل النظري والعملي للمعلّمين، يُنصح باستخدام هذه الأغنية الشّعبيّة شفويّا، وسمعيّا من قِبل المربيّات في الرّوضات، ومن قِبل الأهل؛ مع دمج فعاليات وورشات عمل من الرّسومات، وبناء المجسّمات للبلدان المذكورة في الكتاب.
وقالت سامية ياسين:
اختارت الكاتبه عنوان القصة يا طير الطاير له دلالة التنقل والبحث جعلت طائرا متحركا من مكان إلى اخر.
لغة القصة سهلة مندمجة بين اللغة الشعبية والفصحى أو إضافة حرف ليجعله باللغة المحكية كمثل تنزور،ع صفد الخ.
فيها من البديع في اللغة السجع الذي يضفي لحنا موسيقيا يجذب القارئ.
عنصر المكان هو حجر الأساس في مضمون القصة، فكان الطائر يتنقل برحلته في بلدات ما بين الشمال في الجليلين، كمثل الناصرة بيت جن، طبرية والجنوب النقب ثم القدس الخ.
وفي كل مكان كان حضور لما يميز هذه البلدة تلوح به بفخر، كمثل الجبال العالية في بيت جن الناصرة وعين العذراء.
يافا وسواحلها وميناؤها والقدس العاصمة، باب العامود أحد أشهر أبواب سور القدس التّاريخي.
كان هناك عاملان متناقضان مرة رحلة طائر وتراث بدلالة التعلق بالوطن ومعرفة معالمه، وفي النهاية قالت صورت البلاد وكأن عدسة كانت تدور بين المدن ومعالمها.
رسومات القصة واضحة تدلي بما في جعبة القصة بصور طفولية رس،مة الطائرة الورقية من الألعاب التراثية التي تحفز الطفل بتقليد اللعبة واللعب بها.
عنصر الخيال عند سماع معالم كل بلدة هذا يجعل الطفل الذهاب بخياله إلى المكان.
النص يفتقد إلى عنصر التشويق والربط بين معلومة ومعلومة بحيث أنه لم يكن هناك كلمات.
تنقل الطفل من مكان إلى مكان بطريقة مشوقة ومحفزة كانت قفزات تعطي المعلومه وتذهب لأخرى
العبرة واضحة تعرف القارئ والسامع على جمال بلادنا لجعل القارئ يتمسك بها.