جمعية أصدقاء إيطاليا تنظم رحلة ثقافية لمنطقة عكا

نظمت جمعية أصدقاء إيطاليا يوم السبت الفائت رحلة ثقافية الى مدينة عكا والقرى المهجرة اِقرث والبصة. وتندرج هذه الرحلة ضمن نشاطات جمعية أصدقاء إيطاليا والتي تهدف الى تقوية الروابط بين خريجي الجامعات الإيطالية وعائلاتهم من خلال الجولات المشتركة في ربوع الوطن.وقد كانت المحطة الأولى في قرية اِقرث المهجرة (قضاء عكا)، حيث استمع المشاركون الى الشرح الذي قدمه مرشد الرحلة المهندس محمد يونس حول تهجير القرية. وكانت اِقرث قد سقطت يوم 31/10/19 ووقعت وثيقة استسلام، ولكن الجيش، وبعد أسبوع من الاحتلال، اتى الى القرية وطلب من السكان ترك القرية لمدة أسبوعين، بذريعة أمنية، ولم يسمح لهم بالعودة حتى يومنا هذا رغم الحصول على قرار من محكمة العدل العليا منذ عام 1951.وتواجد العشرات من أبناء اِقرث في موقع القرية وداخل كنيستها القائمة، والشاهدة على عروبة المكان، وذلك للقداس الشهري الذي يقامك هناك في أول سبت من كل شهر. وتحدث ابن اِقرث، الإعلامي نايف خوري عن معاناة أهل القرية وعن نضالهم خلال ما يزيد عن سبعة عقود. وقال ان أهل القرية يستعملون الكنيسة لبعض الطقوس وكذلك مقبرة القرية. وهناك بعض المرابطون من أبناء القرية الذين يحرسونها خوفًا من الانتهاكات.

ثم توجه أصدقاء إيطاليا الى موقع قرية البصة المهجرة وهي من أكبر قرى قضاء عكا والتي احتلت يوم 14 أيار 1948، عشية قيام إسرائيل، وتم تهجير أهلها نحو لبنان قبل نهاية شهر أيار 48. وكانت البصة قرية متعددة الديانة وبقي من معالمها كنيسة للروم الأرثوذوكس، وكنيسة للروم الكاثوليك في وضعية حرجة، ومسجد للمسلمين هدمت مئذنته، ومقام وبين لنايف خوري ابن البصة، وكذلك مبنى كانت تستعمله معلمات المانيات اقمن في القرية وفتحوا مدرسة وعيادة في خدمة أهل البلد. وهناك بيوت أخرى سكن بها مستوطنون يهود من رومانيا ومن دول البلقان. وأقيمت على أراضي القرية عدة مستوطنات منها شلومي وبتست.ثم زار أصدقاء إيطاليا الأثار المكتشفة تحت الردم والتي تعود الى فترة حكم الفرنجة أثناء الحملات الصليبية. وتخللت الجولة محاضرة صحية قدمها الدكتور خالد خمايسي، خريج جامعة مودينا الإيطالية والمختص بمرض السكري، ثم قدم المحامي ميمون حجازي ابن دير الأسد وخريج جامعة كاميرينو الإيطالية وصلة موسيقية ترفيهية. وقام المحامي عزمي مصالحة، خريج جامعة كاميرينو بتكريم الدكتور خمايسي والمحامي اياد حجوج (خريج كاميرينو أيضًا) على مساهماتهم في إنجاح نشاطات الجمعية. من الجدير بالذكر أن جمعية أصدقاء إيطاليا تنظم الفعاليات بشكل دوري وعلى مدار السنة. وهي تستعد لاستقبال أسبوع المطبخ الإيطالي، الذي ينظم كل سنة في شهر نوفمبر.