بن غفير يتحداكم.. فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب العشرة مقاعد
قلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/11/22 | 17:02مباشرة بعد الاعلان عن فوز نتنياهو اليميني النهج في انتخابات الكنيست الاخيرة كأكبر قوة سياسية في إسرائيل، وفوز سموتريتش و بن غفير ذوي النهج اليميني المتطرف الفاشي لحصولهما على أربعة عشر مقعداً وأصبحا ثالث أكبر قوة في الكنيست، ضمن نتنياهو كرسي رئاسة الحكومة. والتحالف بين اليمين واليمين المتطرف أصبح جاهزاً. هذا التحالف وبطبيعة الحال لن يمر بدون ضغط أو ابتزاز من الثنائي الفاشي، لأنهما هما اللذان سيقرران ولادة حكومة برئاسة نتنياهو، ولكن لكل شيء ثمنه، لأن الموقف السياسي عند البعض لا علاقة له بالأخلاق، بل بثمن هذا الموقف، فإما أن يحصلا على ما يريدان وإما لا حكومة. ونتنياهو يقف الآن أمام هذا المفترق. والعالم يصيح ويحذر نتنياهو من مشاركة اليمين الفاشي في الحكومة التي سيشكلها.
والمفارقة (المضحكة) أن الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ الذي ينحدر من نفس الجلد اليهودي (دينيا) ينحدر منه الفاشيان بن غفير وسموترتش. التقى مع نواب حزب “شاس” الحريدي، وهو أيضا جزء من كتلة نتنياهو، نقل مخاوفه بشأن بن غفير التي ناقشها مع نواب حزب شاس. هرتسوغ، وعلى ذمة موقع “تايمز أوف إيسرائيل” قال لهم: “ستكون لديكم مشكلة مع جبل الهيكل (التسمية اليهودية للحرم القدسي) وهذه قضية حرجة ولديكم شريك، العالم بأسره قلق بشأنه وأعتقد بأن لديكم مسؤولية”. وهذه إشارة واضحة إلى بن غفير. وقال هرتسوغ “أخبرته بذلك أيضا، بيني وبينه”.. الرئيس الإسرائيلي يبدو أنه مقتنع بأن إشراك بن غفير في الحكومة هو عمل خاطيء وغير مقبول، لكنه لا يستطيع فعل شيء.
السفير الأمريكي في إسرائيل توماس نايدس، لم يعرب عن قلق الولايات المتحدة يشكل مباشر من مشاركة بن غفير في الحكومة بل قال للإذاعة الإسرائيلية العامة صباح اليوم “لن أتحدث عن أي شخص، بغض النظر عما إذا كان يمينا أو يسارا، وأن الإدارة الأميركية تنتظر تشكيل الائتلاف الحكومي والمواقف التي سيتخذونها بالحكومة، وأريد أن أرى ماذا يقولون، وكيف يتصرفون”..
لكن موقف السفير الأمريكي يتناقض كلياً مع الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية الذي تم الإعلان عنه سابقا، الأمر الذي يظهر بوضوح تقلب المواقف لدى الإدارة الأمريكية. موقع (أكسيوس (Axios الأمريكي نقل يوم الثاني من هذا الشهر عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع العضو المتطرف في الكنيست إيتمار بن غفير، وأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ألمحا إلى احتمال عدم العمل مع بن غفير وغيره من المتطرفين اليمينيين، وذلك خلال اجتماعهما مع الرئيس الإسرائيلي الأسبوع الماضي في واشنطن.
ولكن لماذا هذا التخوف من بن غفير؟ طبعاً التاريخ الاسرائيلي يتضمن حكايا عديدة من العنصرية والفاشية تجاه الفلسطينين. في عام 1980 صدر كتاب (يجب أن يرحلوا) للعنصري الفاشي مائير كاهانا، رئيس حركة (كاخ) الفاشية، يتحدث عن طرد فلسطينيي الـ 48 بالقوة من أراضيهم بدون تعويض. من وجهة نظر النائب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، أحد تلاميذ كاهانا، فإن الشعب الفلسطيني يشكّل خطراعلى إسرائيل كدولة يهودية “ما يوجب ترحيله بالقوة”. وهو ما يعكس أيديولوجية عنصرية تتسم بالكراهية للفلسطينيين والعرب.
وأخيراً…
أصحاب شعار “التأثير بكرامة” و”الأقرب للتأثير والصوت الواقعي” حصلوا على عشرة مقاعد في الكنيست الصهيوني “وقعدوا وسكتوا”. فلا بيضة قبان ولا تأثير بكرامة ولا صوت واقعي. بن غفير يتحداكم، فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب العشرة؟