النقد الذاتي بعد الهزيمة
هادي زاهر
تاريخ النشر: 12/11/22 | 6:10النقد الذاتي بعد الهزيمة هو عنوان كتاب للدكتور صادق جلال العظم يتطرق فيه إلى الأسباب التي أدت إلى هزيمة العرب في حروبها مع إسرائيل، والتي منها التقاليد البالية التي ما زلنا نتشبث بها، وطبعا نحن كعرب لا نختلف عن شعبنا، وهناك من يتهم القيادة وهو محق جزئيا في ذلك، ولكن على الشعب ان لا ينسى نفسه متهربا من اخطائه، إذ ان شريحة من أهلنا لزمت بيوتها يوم الاقتراع، مهمة كبرى تكلفنا نصف ساعة من الزمن يمكنها ان تكون الواقي لنا من الكثير من المشاكل، وهي لا تضرنا ان لم تفيدنا كثيرا وقد قال المثل انفع اخوك بشيء لا يضرك، وهناك من تمسك بالفرية التي كان قد اطلقها جدعون عزرا نائب رئيس الشباك من ان أعضاء الكنيست العرب لا يهتمون بقضايا من اوصلهم إلى الكنيست ويصبون اجتهاداتهم حول القضية الفلسطينية، هذا علما بان واجبهم هو الاهتمام بكل القضايا، ولكن التقارير الرسمية تشير بان أعضاء الكنيست العرب يتفوقون في مستواهم وفي القضايا الاجتماعية عن اغلبية أعضاء الكنيست، من ناحية أخرى لم ينجحوا في التوحد بعد أن وصلنا إلى 15 مقعدًا تفكفكنا مجددًا، خضعت القائمة الموحدة إلى الاغراءات المادية التي عرضت عليها وذهبت بعيدًا حتى ان هناك، من داخلها من قال: “اننا خسرنا الكثير مقابل ما كسبناه” وفي السياسة يسمح بحلول الوسط ولكن يجب ان تكون هناك خطوطًا حمراء لا يجوز تخطيها.
ولو استعرضنا الوضع قبل الانتخابات الاخيرة نجد ان النائب سامي أبو شحادة أدى اداءً رائعا في وجه العنصريين وقف بثبات وعزيمة قوية واضعًا النقاط على الحروف وقد تتبعته وعلقت على مواقفه الجريئة التي تتلخص بانه لا يحق لليهود أن يشعروا بأنهم يتفوقون على غيرهم من البشر، ولكن القائمة التجمع تدربكت، قبل الانتخابات الأخيرة فمن ناحية رفعوا شعار ” عودة الصوت الوطني ” وكأنهم يلغون وطنية الاخرين؟! وقالوا انهم جهة ثالثة، ولا بأس فمن الصحي أن نختلف ونجتهد حول بعض القضايا وطرق حلها وفي نفس الوقت ان نكون في جبهة واحدة، ثم وضعوا شروطًا تعجيزية وهنا نقول لهم إذا لا تريدون التصرف ضمن الشروط اللعبة السياسية الإسرائيلية قطعيًا فليقتصر نشاطكم على النضال الميداني، ولما سدت الأبواب في وجوههم ذهبوا لوحدهم، وخاضوا المعركة ولكن بعد فشلهم في اجتياز نسبة الحسم أخذوا يضربون أخماسهم بأسداسهم، حتى ان الأخ سامي أبو شحادة أوحى بأقواله في مقابلة تلفزيونية مع إيالاه حسون بان الجهات الثانية تقبلت أموال غير قانونية من جهات خارجية لزيادة المصوتين العرب وكأنه يكشف سرا كبيرًا تجهله لأجهزة المخابرات؟!، وبالمقابل كانت هناك اتهامات بان التجمع تقبل الأموال من قطر؟
وعلى ضوء ما ذكرناه وغيره، ما هو المطلوب؟
مما لا شك فيه من اننا في سفينة واحدة وقد كشرت القروش عن انيابها وعن نواياها في افتراسنا جميعا، والمطلوب هو طي صفحة الماضي والنظر إلى الامام لنجمع كل القوى الفاعلة على الساحة لتدارس ما آل إليه واقعنا واستخلاص العبر اللازمة للعودة إلى القائمة ” المشتركة ” لنرمي بثقلنا معا على قوى الظلام التي لا تنوي لنا سوى الشر.