العاهل المغربي واليهود
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 13/11/22 | 13:53ذكرت في تحليلي الذي كتبته يوم أمس بعنوان “في الذكرى 18 لرحيل الرئيس عرفات”، أن “الختيار” كان على حق في مواقف سياسية وأحيانا ًأخرى كان يرتكب أخطاءً. صحيح أن الإنسان بطبيعة الحال يخطيء ويصيب. لكن الخطأ الكبير الذي ارتكبه الراحل عرفات بحق شعبه الفلسطيني هو اختيار العاهل المغربي محمد السادس رئيساً للجنة القدس خلفا لوالده الملك الحسن الثاني.
الولايات المتحدة اعترفت بجمهورية الصحراء الغربية كجزء من المغرب، ولا يحق لها الانفصال، بمعنى أن المغرب هو صاحب السيطرة على الصحراء ومحمد السادس هو من يملك حق التصرف في الصحراء. طبعاً هذا الاعتراف ليس بدون مقابل، وكل شيء له ثمن. وكانت عملية تطبيع المغرب مع إسرائيل بشكل كلي وحسب الشروط الأمريكية، هو السعر الذي دفعه إبن الحسن الثاني لذلك. ومنذ الاعتراف بدأت “حبات المسبحة بالتساقط واحدة تلو الأخرى” اتفاقيات لآ أمنية، اتفاقات عسكرية واقتصادية واتفاق رحلات جوية مكثفة بين “البلدين الشقيقين” واتفاقات ثقافية واتفاقات سرية لا يعلم بها سوى الله وحده. حتى أن اتفاقا تم التوقيع بين المغرب وإسرائيل لاستقدام عمال من المغرب مما يعني ضرب الأيدي العاملة الفلسطينية.
المغرب اتخذ قبل أيام خطوة اخرى في إطار قرار التطبيع مع إسرائيل، الذي تمت ادانته بشكل واسع من داخل المملكة وخارجها. فقد وقّع المغرب و”بمباركة” من رئيس لجنة القدس محمد السادس، اتفاقا مع وزارة الخارجية الأمريكية لتجريم ومعاداة الصهيونية، ينص على أن الطرفين “يعتزمان العمل معا لتبادل وتعزيز أفضل الممارسات لمكافحة معاداة الصهيونية ونزع الشرعية عن الكيان الإسرائيلي. ولكن لماذا التوقيع مع الولايات المتحدة وليس مع إسرائيل صاحبة العلاقة ما دامت العلاقات بينهما في أحسن حال؟
وبدلاً من أن يلاقي التطبيع “الشكر” من الاعلام الإسرائيلي، فقد حدث العكس تماماً.
قي منتصف شهر يناير/ كانون ثاني العام الماضي أي بعد حوالي شهر من توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، في العاشر من شهر ديسمبر / كانون الأزل عام 2020 بثت القناة 12 العبرية تقريراً بعنوان أسرار محمد السادس التسعة” تضمن كشف تفاصيل مثيرة وفضائح عن العاهل المغربي محمد السادس والخلافات داخل القصر. وأنا شخصياً لم أستغرب ذلك “لآنو الإبن طالع لأبو” فالجواري كانت تصول وتجول في قصور الحسن الثاني، واللواتي يعرفن باسم “المحظيات”. الإبن وللآسف تابع خطى أبيه في رئاسة لجنة القدس، وفي “تكديس المحظيات” في قصوره.
نفاق آخر لليهود قام به مؤخراً العاهل المغربي الحنون على اليهود”. فقد افتتحت جامعة محمد السادس في مراكش الأسبوع الماضي، أول كنيس يهودي داخل حرم جامعي في العالم العربي. وأُطلق على الكنيس اسم “بيت إيل” باللغة العبرية وتعني بالعربية “بيت الله”. كما أوصى محمد السادس بإعادة ترميم 167 مقبرة يهودية و20 معبداً يهودياً في جميع أنحاء البلد، كما أعاد ترميم أحياء يهودية مختلفة في المغرب.
والسؤال المطروح” لماذا لم يعمل محمد السادس الذي يحمل صفة “رئيس لجنة القدس” بترميم المقابر الإسلامية في القدس ولماذا لم يعمل على منع “إخوته” اليهود من إزالة بعض المقابر فيها وفي غيرها. أليس من الأجدر بالعاهل المغربي الاهتمام بمقابر إسلامية وترميم أحياء إسلامية في القدس كونه رئيساً للجنتها وكمسلم، بدلاً من الاهتمام بمقابر وأحياء يهودية؟
وأخيراً…
لو كانت منظمة المؤتمر الإسلامي مخلصة فعلاً للقدس ويهمها أمرها، لعملت على إبعاد محمد السادس عن رئاسة لجنة القدس، وهو نفسه لو كان لديه ذرة من الكرامة لاستقال من رئاسة اللجنة. والمطلوب إقالته فوراً يا أصحاب الجلالة والسمو والفخامة العرب. ولا تكونوا “مثل الآطرش بالزفة”.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط