قراءة في فضح جبهويين لقيادتهم هل بدأت مرحلة كشف المستور؟
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 15/11/22 | 12:20في الحادي عشر من الشهر الحالي نشر “موقع العرب “خبراً يحمل عنوان” تراشق اتهامات في صفوف كوادر الجبهة”. الخبر يتناول رسالة لمجموعة منتفضة على الجبهة وشقيقها الحزب الشيوعي، أطلقت على نفسها “مجموعة مبادرة من الجبهويين العريقين”. الرسالة الشديدة اللهجة في مضمونها موقعة من 16 “رفيقا” تم إرسالها إلى رئيس الجبهة عفو إغبارية. ماذا يريد هؤلاء الذين رفعوا صوتهم عاليا بوجه قيادتهم؟
يبدو أن “السيل بلغ الزبى” في الجبهة ولم يعد بالإمكان تحمل الفساد وسوء التنظيم. ولذلك يطالب الموقعون “بعقد مؤتمر استثنائي لبحث الفشل المتكرر في الجبهة والحزب وسوء التنظيم بهما” ليس هذا فقط . فقد وصلت سكين الموقعين إلى رقبة سكرتير الجبهة منصور دهامشة “بصفته مسؤولاً عن ذلك”،الموقعون ذكروا في رسالتهم الاحتجاجية عشر نقاط في ثلاث صفحات يشرحون فيها بإسهاب الفساد المستشري داخل عرينهم الشيوعي و”أسباب سوء التنظيم والأخطاء الموجودة في الجبهة والحزب، والتي أدت إلى هذا الوضع المتردي فيهما”.
لقد لفت نظري مطلع الرسالة، حيث يخاطب الموقعون رفاقهم بصيغة ثورية: “نداء اللحظة الأخيرة الى رفاق الحزب والجبهة…هبّوا للحفاظ على الحزب والجبهة”. وقد شعرت خلال قراءتي للرسالة وكأني أما بيان انقلاب عسكري يحمل الرقم واحد. فكلمة “هبوا” هي كلمة تحريضية ثورية . ألهذه الدرجة من عدم التحمل على ما يجري داخل مكاتب الجبهة وصل الأمر بالرفاق لنشر الغسيل الوسخ ؟ قد يكونوا على حق لآنهم أدرى بما يدور خلف الكواليس قي جبهتهم.
البند 2 في رسالة الموقعين يقول: “القيادة الحالية ضربت روح الجبهة”. عجباً لهكذا جبهة تعمل قيادتها على ضرب روح الجسم الجبهوي. وهذا يعكس اللامسؤولية وعدم الاكتراث. والموقعون الثائرون على جبهتهم يقولون: ” إن المؤتمر الأخير للجبهة عقد قبل 9 سنوات، وبالتالي لم يتغير تمثيل الفروع في مجلس الجبهة”. هذا يعني أن الجبهة لم تشهد تغييرا منذ تسع سنوات وبقي القديم على قديمه، ومن المفترض كما هو منعارف عليه بين الأحزاب التي تحترم نقسها وجمهورها، أن تعقد موتمراً عاماً سنوياً، لكن وكما يبدو فإن الجبهة في واد واحترام الجمهور “الرفاق” في واد آخر.
قي البند الثالث من الرسالة يقول الموقعون:” اخطر ما يمكن ان يواجه أي تنظيم هو تركيز الصلاحيات في يد شخص” وأعطوا مثالاً على ذلك “الرفيق” منصور دهامشة. ولماذا بالتحديد منصور؟ لآنه “سكرتير الجبهة القطرية، المسؤول المالي في الحزب والجبهة، ممثل الجبهة الرئيسي في المفاوضات التحالفية، وكيل قائمة الجبهة في لجنة الانتخابات، ممثل الجبهة في لجنة المتابعة وعمليًا هو الناطق باسم الجبهة.” ما شاء الله كل هذه الصلاحيات في يد شخص واحد؟
“دير بالك يا منصور لحدا يصيبك بالعين”.أعتقد بوجود سببين لذلك: فإما أن تكون الجبهة تعاني من قلة “الرجال اللي بفهمو” لوضع ست صلاحيات في يد شخص واحد، وإما أن يكون منصور فريداً من نوعه لا مثيل له في حزبه، وهذا أمر مستبعد لآنه لو كان كذلك لما طالب الموقعون باستقالته. السؤال المطروح الآن: هل رسالة “الثائرين” على الوضع داخل الجسم الشيوعي هي رسالة تحذيرية كي لا تصل الجبهة إلى الأسوأ أم تحريضية للتغيير شامل فيها؟
وأخيراً…
لو يخرج الراحلان صليبا خميس وسالم جبران من قبرهما لكشفا المستور المخزي في الجبهة أكثر بكثير مما كشفته مجموعة ألـ 16 من “الجبهويين العريقين”.