منصور عباس والوقوف للنشيد الوطني الاسرائيلي
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/11/22 | 18:02لم أتفاجأ أبدأ بوقوف منصور عباس للنشيد الوطني الإسرائيلي في الخامس عشر من الشهر الحالي خلال افتتاح الدورة الخامسة والعشرين في الكنيست التي بدأت بتأدية يمين الولاء قبيل انطلاق أعمال البرلمان الجديد. منصور عباس هو بالتالي عضو كنيست أقسم يمين الولاء لدولته، فكيف يمكن له وهو المخلص لها أن لا يقف احتراماً لنشيد دولته، وهو الذي وقف في شهر يونيو/حزيران العام الماضي خلال مؤتمر صحفي في الكنيست وعلم دولته الإسرائيلية كان يرفرف على يمينه وشماله. أليس هذا هو الولاء التام بعينه؟
صحيح أن رفيقه في “الموحدة” وزميله في الكنيست ياسر حجيرات وقف معه، لكن بقية أعضاء الكنيست العرب خرجوا من القاعة عند سماع النشيد، على الأقل لحفظ ماء الوجه، لكن بالتالي فإن خروجهم لا يغفر لهم أنهم أعضاء في كنيست صهيوني بامتياز. لو راجعنا تصريحات وأقوال منصور عباس، فلن نستغرب وقوفه احتراماً لنشيد دولة ” قانون القومية” العنصري الذي أيده رئيس القائمة العربية الموحدة. في العاشر من شهر شباط/ فبراير هذا العام، استضاف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عضو الكنيست منصور عباس. وخلال الحوار معه الذي أجراه ثلاثة خبراء أمريكيين، قال له أحدهم ان اليهود الإسرائيليون أشادوا بشجاعتك وقيادتك لأنك اعترفت بقانون القومية، وسأله لماذا قلتَ ذلك؟ فكيف كانت إجابة عباس له؟ لقد أجاب بدون خجل وحياء من شعبه: “وُلِدَتْ دولة إسرائيل كدولة يهودية” إلا أنه اعترف بوجود “فئة ترفض قبول ذلك وتحتفظ بالحق في محاربة هذه الهوية، ونريد دولة لكل مواطنيها.”
المشكلة أن منصور عباس ادعى بأنه لا يفهم تعبير “دولة لكل مواطنيها.” فقد قال بالحرف الواحد: “لا أعرف بالضبط ماذا يقصدون عندما يقولون إنهم يريدون الدولة لجميع مواطنيها” تصوروا أن سياسياً مثل منصور عباس لا يستوعب هذا التعبير. هل يوجد أحد يصدق هذا؟ هو يعرف ولكنه لا يريد أن يعرف. هذه هي الحقيقة. عباس يفهم فقط كيف يقف لنشيد دولته إسرائيل، ويفهم إن إسرائيل هي دولة لليهود. أليس هذا قمة الوفاء لإسرائيل؟ في مقابلة له مع صحيفة “غلوبس” قال منصور عباس ان “النقاش الحقيقي، لا يدور حول هوية الدولة القائمة، بل ما هي مكانة الأقلية العربية داخل دولة إسرائيل وما هو نوع الهوية اليهودية التي ستكون لدولة إسرائيل”. لا أعرف إذا كان عباس “يستهبلنا أم يستغبينا” أم هو نفسه “يتهبل علينا”.
من غير المعقول ان يتساءل عباس عن مكانة الأقلية العربية وهو نفسه يعرف مدى الظلم والتمييز العنصري الذي تعاني منه هذه الأقلية. وكيف يسمح عباس لنفسه بالتساؤل: “هل سيكون لإسرائيل هوية ديمقراطية يهودية إنسانية وليبرالية ومنفتحة مقبولة وديمقراطية، أم ستكون لها هوية قومية؟” عن أي إنسانية تتحدث يا سعادة النائب وهناك مطالبة ودعوات بإخراج العرب من البلاد، وكيف يمكن أن تكون ديمقراطية وأنت نقسك وافقت عل “قانون القومية” الذي تمت المصادقة عليه. إذا إسرائيل لها هوية قومية. أليس كذلك ؟
تصوروا أن منصور عباس مهتم جداً بحقوق اليهود الأغلبية في هذه الدولة، ويريد الوقوف إلى جانبهم وكأنهم يعانون من تمييز. يقول منصور عباس في الحوار” الأغلبية لها حقوق وعلينا الحفاظ عليها أيضاً.” أكيد “دير بالك عليهن يا دكتور بنفعوك في الدنيا والآخرة”.
وفيما يتعلق بـ “اتفاقيات إبراهيم” اعترف عباس بأنه يدعم هذه الاتفاقيات، رغم أن الشعب الفلسطيني أعلن رفضه لها، لكن عباس وبحكم ولاءه لدولته له موقف مناقض لموقف شعبه. فقد صرح في الحوار مع المعهد الأمريكي:” بصراحة كان من الخطأ عدم التصويت على تلك الاتفاقيات، وأنا أراها بشكل إيجابي. فالعلاقات التي نتجت عن تلك الاتفاقيات آخذة في التطور، ونحن نحاول ببطء أن نجد مكاننا في هذا النظام”. برافو عليك.
وأخيراً..
وقوف منصور عباس لنشيد دولته ليس بشيء كبير قياساُ بتصريحاته عن دولته