اعلان الاستقلال محطة مهمة في التاريخ الفلسطيني
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 17/11/22 | 13:42الخميس 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2022.
اعلان وثيقة الاستقلال أمام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر قبل 34 عاما شكل منعطفا مهما ومصيريا في تاريخ الشعب الفلسطيني كونه مهد الطريق للبدء بمرحلة نضالية جديدة أساسها ترسيخ المبادئ النضالية والتعاون مع المجتمع الدولي بما يكفل تحقيق العدالة والمساواة ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية وقد عملت منظمة التحرير الفلسطينية ضمن مجموعة من الخيارات حيث حددت اسس العلاقة مع المجتمع الدولي بما فيها القبول بقرارات الشرعية الدولية ودخول دولة فلسطين المنظومة الدولية كشريك أساسي في بناء المجتمع الدولي، ورسخت هذه المرحلة طبيعة العمل السياسي كأساس من اجل خوض المعركة السياسية على قاعدة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وتكامل العمل الدبلوماسي الفلسطيني في ضوء المعركة السياسية ليتم العمل على كافه المستويات بنا يضمن الحفاظ على الحقوق وإيصال صوت الشعب الفلسطيني الى العالم مما يمهد الطريق للعمل ضمن اطر الدبلوماسية وخاصة على صعيد الوضع القانوني على الساحة الدولية وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الفلسطينية برغم كل المؤامرات الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية .
الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني وهو مؤمن بحقوقه التاريخية ومتمسك بكل ثوابته الوطنية ويمارس صموده وتمسكه بأرضه متصديا لكل ممارسات الاحتلال وإشكاله الجديدة وعنصريته وأدواته القمعية الارهابية وجرائمه وعدوانه المستمر للنيل من الارض والإنسان الفلسطيني، ومهما تواصلت اجراءات الاحتلال فالشعب الفلسطيني يؤمن بعدالة قضيته وبحقوقه ويقف في كل الميادين مستعدا للتضحية والفداء لأنه حمل الامانة وهو يتوارثها جيلا بعد جيل وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن .
التضحيات الجسام والمواقف الوطنية التي قدمها الشعب الفلسطيني وضعته ومكنته من ممارسة اعلان الاستقلال بكل قوة كونه حافظ على كل مقومات صموده بما فيها دفاعه عن هويته الوطنية وقراره الفلسطيني المستقل مستمرا في خوض معركته السياسية ليحقق اعتراف أكثر من 140 دولة من دول العالم باتت تعترف بدولة فلسطين وانضمت الدولة الفلسطينية إلى العشرات من المنظمات والمؤسسات الدولية ليتحول إعلان الاستقلال بفعل الصمود الوطني الفلسطيني والكفاح الطويل إلى دولة قائمة وموجودة ومعترف بها لا يمكن لأحد إنكار وجودها أو القفز عنها برغم من انها تخضع تحت الاحتلال الغاشم الظالم .
الشعب الفلسطيني يريد العيش بأمن وسلام على أرض دولته الفلسطينية لتكون دولة لكل الفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية لحقوق الأغلبية والأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل وفي ظل دستور يؤمن بسيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون .
ما زال الشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال وما زالت سلطات الحكم العسكري تواصل جرائمها بحقه وتستمر في استيطانها وسلبها الأراضي الفلسطينية وتمارس سياساتها العنصرية والشعب الفلسطيني لن ولم يتوقف عن النضال الوطني وسيواصل خوض معركته المصيرية لتحقيق تجسيد حلم دولته على أرض الواقع مستخدمين كل الوسائل النضالية المشروعة لتحقيق الحلم الفلسطيني في تجسيد قيام الدولة الفلسطينية ووضع حد للاحتلال العنصري ضمن محددات المجتمع الدولي .