الاحتلال الاسرائيلي والديمقراطية الزائفة
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 21/11/22 | 7:36الاثنين 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2022.
طبيعة ما تشهده دولة الاحتلال من صراعات دينية نتيجة توجهات احزاب التطرف الاسرائيلي باتت تعكس سلوكا شاذا لمختلف مجموعات التكتل اليمينية المتطرفة وفى تطور لاحق للمشهد السياسي فى دولة الاحتلال والمأزق الامني والانهيار للمنظومة السياسية الاسرائيلية ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية إن رئيس الوزراء المكلف نتنياهو، يبحث إمكانية السعي للحصول على عفو في القضايا التي من المحتمل أن يدان فيها ويلاحق بالسجن وذلك مقابل مشاركة العناصر الداعمة للتطرف في حكومته وذلك من اجل استمراره في الحكم والحفاظ على وجوده في الحياة السياسية وكون ان الوعود التي يتلاقها من قبل تكتل اليمين المتطرف بطلب العفو عنه والعمل على تغير القوانين وتمريرها في البرلمان الاسرائيلي يعكس حقيقة الديمقراطية الزائفة والخداع للعالم من قبل مجتمع بات قائم على ممارسة القتل والدمار وارتفاع وتيرة الاستيطان ومصادرة الاراضي مما بات يهدد عملية السلام وتراجعها .
الوضع اصبح في الاراضي الفلسطينية المحتلة كارثي ولا يمكن ان يستمر حيث يتعرض ابناء الشعب الفلسطيني لظروف حياتية ومعيشية صعبة لا يمكن ان يستوعبه اي احد فالاحتلال قائم على ممارسة القوة والبطش والتطرف العنصري ويعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي وتلك المسرحيات وتبادل الادوار التي تجرى بين مختلف الكتل المنتمية لليمين المتطرف الا تعبيرا عن طبيعة المأزق السياسي الذي انتجته الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة والتي استمدت نتائجها من خلال استمرار عمليات القتل والحروب والنصب والاحتيال برغم من ان نتينياهو شخصيا ضالع في تهم وممارسة الفساد وهو معرض بالملاحقة ومواجهته السجن وكان يواجه محاكمته في ثلاث قضايا فساد تتعلق بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة .
سياسة العربدة والبلطجة التي مارسها نتنياهو ستبقى وصمة عار تلاحقه ولن يغفر له ما ارتكبه من بلطجة وسرقة ونهب وفساد وممارسته النزعة العنصرية واللاسامية حتى تجاه اليهود أنفسهم حيث تعامل مع يهود الفلاشا بدون أي حقوق وبنظرة فوقية لدواع شتى، منها لون البشرة، ويتهم الإثيوبيون الإسرائيليين البيض بممارسة التمييز العنصري النظامي الممنهج في حقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية، وهذا ما كشفته سياسة نتنياهو فى تعامله مع الازمة والاحتجاجات التى اندلعت مؤخرا بين قوات الامن الاسرائيلية ويهود الفلاشا ليتبين حجم النكران لهم ولحقوقهم والتعامل معهم بعيدا عن قيم الديمقراطية والتعددية والمساواة .
حصيلة ما جرى يكشف زيف الديمقراطية فى دولة الاحتلال الاسرائيلي وان الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الشعب الفلسطيني كشفت ايضا زيف العلاقات بين حكومة الاحتلال والإدارة الامريكية برئاسة جو بايدن والتي لم نسمع منها الا الوعود الجوفاء ولم تحرك اي ساكن وأبقت كل القضايا كما هي دون اي تحرك وان ما جرى هدفه الاساسي هو تكريس واقع الاحتلال واستمرار سرقة الارض الفلسطينية والتمدد الاستيطاني، فالسياسات الأميركية والإسرائيلية تؤكد أنها سياسات عدوان وتدمير وحصار وقتل واستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات وطبيعة التوجه الامريكي الاسرائيلي مما يكرس نفس الادوات ويعبر عن نفس المشهد القائم مهما تبدلت الشخصيات .
عودة نتنياهو واحتمليه عودة حليفه ترامب في الانتخابات الامريكية النصفية مؤشر خطير يعبر عن نمو ظاهرة التطرف ويكرس ادوات القمع والتنكر لحقوق الشعوب بالعيش بديمقراطية حقيقية وفرض النفوذ والسيطرة والهيمنة واستمرار العدوان المنظم ضد الشعب العربي الفلسطيني بالأراضي المحتلة .