إفشاء السلام الفلسطيني وإفشاء الفاشية في إسرائيل
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 21/11/22 | 17:11منطقة الشاغور في الداخل الفلسطيني شهدت حدثا اجتماعيا مهما يوم السبت الماضي بتنظيم مسيرة دراجات نارية لإفشاء السلام، انطلقت من بلدة عيلبون وانتهت في بلدة البعنة. الحدث ليس لسباق دراجات نارية أي ليس حدثا رياضيا، إنما اجتماعيا بكل معنى الكلمة. والمسيرة هي الثانية من نوعها والتي تنظمها لجان إفشاء السلام التي يرأسها فضيلة الشيخ رائد صلاح، والمنبثقة عن لجنة المتابعة، ولذلك كان الصديق محمد بركة رئيس لجنة المتابعة متواجدا في هذه الفعالية الى جانب شيخ الأقصى.
أكثر من خمسين دراجة نارية انطلقت من عيلبون مروراً بدير حنا، عرابة، سخنين، وادي سلامة، نحف، مجدل الكروم، دير الأسد واختتمت المسيرة في بلدة البعنة بمهرجان خطابي شارك فيه المئات من أبناء البلدة، شيخ الأقصى قالها بكل وضوح “إننا نجسد في هذه المسيرة صوت شعبي جماهيري، وندعو فيها الى التعاون سوية على إفشاء السلام والتسامح والميل إلى الصلح، وعدم الإحتكاك الى العنف وويلات العنف”.
لجان إفشاء السلام مشغولة بكيفية نشر السلام والقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي، واليمين الفاشي في دولة “قانون القومية” العنصري منشغل في كيفية مواصلة زرع العنصرية والفاشية والكراهية ضد المجتمع العربي.
ويبدو واضحاً أن المجتمع الاسرائيلي يتسلق بسرعة على شجرة الفاشية. فالثنائي اليميني الفاشي (بن غفير وسموتريتش) حصلا في الانتخابات ما قبل الأخيرة للكنيست على ستة مقاعد بينما حصلا في انتخابات الكنيست الأخيرة على 14 مقعدا مما يدل على أن الفاشية تنتشر بسرعة في مجتمع أحفاد هرتسل وبن غوريون. هذا يعني ان اليمين الفاشي اليهودي يريد نشر الفاشية وتقويتها في المجتمع الإسرائيلي والفلسطينيون يريدون إفشاء السلام ومكافحة العنف والجريمة فيه. هكذا هم وهكذا نحن.
قبل وصول مسيرة الدراجات النارية الى نقطتها الأخيرة في البعنة، جرى حوار بيني وبين رئيس مجلس البعنة المحلي علي خليل في مكتبه، حول العنف والقتل في بلدته وجوارها. وكم تفاجأت عندما حدثني عن وجود 46 عائلة في بلدته متخاصمة مع بعضها البعض وعن سقوط 22 قتيلاً خلال العشر سنوات الأخيرة في البعنة وجوارها، لكن رئيس المجلس استطاع كما قال لي جمع تواقيع العائلات المتخاصمة على وثيقة صلح بينها.
من جهة ثانية قال علي خليل ان الشرطة الإسرائيلية تقاعست في مكافحة الجريمة في الوسط العربي، لكنها تعمل قدر استطاعتها، مؤكداً في هذا الصدد آن الأهل يتحملون المسؤولية بصورة مباشرة عن سلوكيات أولادهم، لأنهم هم مسؤولون عن التربية وليس الشرطة، حسب رأيه. قد أتفق مع علي خليل في ان الأهل يتحملون المسؤولية، لكن الشرطة تتحمل المسؤولية المباشرة لأنها هي الموكلة بأمن المواطن بشكل عام، ولا أعلم متى كانت الشرطة نشطة في مكافحة العنف في المجتمع العربي حتى يقال انها تقاعست.
نحن نتمنى للعائلات المتخاصمة في البعنة الإلتزام بهذه الوثيقة لوضع حد للعنف وإفشاء السلام في البلدة، لتكون نموذجاً يحتذى به بين البلدات والمدن العربية الأخرى التي تعاني من العنف وجرائم القتل. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري حتى الآن إلى 97 قتيلا بينهم 12 امرأة.
وأخيراً…
شيخ الأقصى لا يكل ولا يمل من أجل خدمة شعبه، وهو في نشاط متواصل من خلال لجان إفشاء السلام في المجتمع العربي. بوركت شيخنا الفاضل وأطال الله بعمرك.