الحركى الجدد وحقدهم على الجزائر

معمر حبار

تاريخ النشر: 24/11/22 | 7:15

قرأت صباح اليوم لجزائري من الحركى الجدد، وهو يكتب: “ماهي الدولة العربية الوحيدة التي لم #تستعمر”.

قول: لايناقش القارئ المتتبّع، صحّة العبارة من خطئها، فليس هذا من مقاصد المقال.

من حقّ إخواننا السّعوديين حفظهم الله ورعاهم، أن يفتخروا بكون المملكة السّعودية -حسب قولهم-، لم تستدمر، ولم تخضع للاستدمار، سائلين المولى عزّوجل أن لايتعرّضوا اليوم، وغدا، وإلى الأبد إلى أيّ الاستدمار.

من مظاهر خيانة الحركى الجدد، أنّهم يردّدون نفس سؤال أسيادهم شيوخ وسلاطين المملكة السّعودية.

سبق للقارئ المتتبّع، أن قرأ نفس السؤال من طرف سعوديين، ورفض التّعليق عليه، احتراما لإخوانه السّعوديين، ولأنّه لايتدخل في شؤون الآخرين.

تعرّضت الجزائر للاستدمار الفرنسي طيلة 132 سنة من النهب، والسّطو، والجوع، والعري، والتعذيب، والإهانة، والاغتصاب، والنسف، والحرق، والتدمير، والتشويه، والكذب، والزور، والبهتان، والتهجير، والقتل، والإعدام، والسجن، والمصادرة، والمنع، والجهل، والتدنيس.

يظلّ الجزائري يعيد على مسامع الكون، والمستدمر جرائمه في حقّ الجزائر والجزائريين، ولا يستحي من ذكرها، ولا يمحوها، بل يكرّرها للأجيال القادمة الذين لم يشهدوا وحشية الاستدمار.

امتازت الجزائر بكونها قامت بثورة خالدة، ومجيدة لم يشهد العالم مثلها. وبكونها قدّمت أسيادنا الشهداء ثمنا لحريتها، وقادة كبار عظام رفضوا الرضوخ لثاني أقوى دولة عسكرية أطلسية في إتفاقية إيفيان، وهدّدوا المستدمر بالعودة للسّلاح إن رفض المستدمر أن يلبي طلباتهم. والمقاوم للاستدمار يطلق عليه لقب المجاهد، ومن سقط في ميدان الشرف وهو يدافع عن شرف الجزائر والجزائريين، يطلق عليه لقب الشهيد.

إنّ الذي لايؤمن بالثّورة الجزائرية، ولم يقم بثورة ضدّ المستدمر، لايعرف معنى المجاهد، ولا الشهيد، ولا الدفاع عن العرض، ولا التمسّك بالعرض. ولهذه الأسباب، تجد الحركى الجدد يقولون: “نحسبه شهيدا عند الله تعالى”، ولا يؤمنون ب “المجاهد”.

يتعامل الحركى الجدد مع أسيادنا المجاهدين الأبطال: الأمير عبد القادر، وبوعمامة، والمقراني وغيرهم كثير، بأنّهم ليسوا مجاهدين ولا أبطال، ويصفونهم بأقذر الأوصاف، وهم السّادة والكبار والعظام.

والسّبب في هذا الحقد على الثّورة الجزائرية، وشهدائها، ومجاهديها، وأبطالها من نساء ورجال، أنّ الحركى الجدد لايؤمنون بالثّورة الجزائرية التي أنجبت المجاهد والشهيد، ولأنّ من يتّخذونهم قدوة ومثالا من أسيادهم السّعوديين لم يقوموا بثورة.

الحركى الجدد، حين يتعمّدون ترديد سؤال أسيادهم: “ماهي الدولة العربية الوحيدة التي لم #تستعمر”، إنّما يقصدون الحطّ من عظمة الثّورة الجزائرية، والسخرية بشهدائها، والاستهزاء بمجاهديها، وإهانة الكبار العظام من أسيادنا الصوفية الذين حملواء الجهاد ضدّ المستدمر منذ اليوم الأوّل للاستدمار الفرنسي، وتشويه صورة الزوايا التي انطلق منها الجهاد.

الحركى الجدد، يفتخرون بكون المملكة السّعودية: “الدولة العربية الوحيدة التي لم تستدمر”، ويتعمّدون التحدّث عن الجزائر، بكونها الدولة التي قامت بثورة، ضانين أنّ الذي لم يستدمر أفضل من الذي قام بالثّورة، ومتعمّدين إخفاء عظمة الثّورة الجزائرية، وقادتها، ورجالها، ونساءها، وسادتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة