تجريد كاتبة عالمية من جائزة بسبب دعمها للفلسطينيين
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 27/11/22 | 12:58خبران في غاية الأهمية لفتا انتباهي قبل أيام قليلة حدثا في ألمانيا، منشأ ( Holocaust محرقة): الخبر الأول تم تفصيله في ألمانيا على فياس أوكرانيا، يقول الخبر: إنه إضافة إلى منع إنكار “المحرقة” فإن ألمانيا قامت بتعديل قانوني يعاقب على إنكار جرائم الحرب والإبادة الجماعية الأخرى أينما وقعت وفي أي زمان، وسينطبق ذلك على إنكار الفظائع المرتكبة في حرب أوكرانيا.
أما الخبر الثاني فهو نقيض للخبر الأول فهو عنصري بامتياز ضد الفلسطينيين وحدث في بلد المحرقة ألمانيا. بقول الخبر: إن “مجتمع الفنون الألماني” قرّر إلغاء جائزة مرموقة مدى الحياة للكاتبة المسرحية البريطانية كاريل تشرشل بسبب دعمها القوي للفلسطينيين.
فيما يتعلق بالخبر الأول تم تسليط الضوء على جرائم حرب في بوتشا بأوكرانيا، وإبادة جماعية للايزيديين في العراق وانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت ضد الأويغور في الصين. قائمة الفظائع في النزاعات حول العالم طويلة. ومع ذلك، فإن هناك من يقللون من شأن هذه الجرائم أو ينكرون حدوثها. والمشرعون في ألمانيا يريدون في المستقبل معاقبة من ينكرها في حال تم استخدام أقواله لإثارة الكراهية ضد مجموعات سكانية معينة أو تعكير صفو السلم الاجتماعي. هكذا يقول المشرعون الألمان.
والسؤال المطروح: لماذا لم تتضمن القائمة جرائم حرب ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين؟
إسرائيل استهدفت المدنيين وهدم الأبراج والمباني السكنية في قطاع غزة، الأمر الذي يمثل جريمة حرب، بحسب تصنيف القانون الدولي والإنساني والأخلاقي. الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة كانت قد بدأت بمحاولة تهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة والاعتداءات الوحشية المتكررة على المسجد الأقصى، ومهاجمة المصلين بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع وهو ما يمثل أيضاً جريمة حرب، بحسب القانون الدولي. منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الهمت إسرائيل في أواخر شهر أبريل/نيسان العام الماضي بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين. وقالت في تقرير لها إن السلطات الإسرائيلية ترتكب “الجريمتين ضد الإنسانية المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد في الأراضي الفلسطينية”.
إذاً، دولة إسرائيل تمارس العنصرية ضد الفلسطينيين وتمارس سياسة الكراهية بحقهم، كما أن تعيين اليميني المتطرف بن عفير وزيراً “للأمن القومي” في حكومة نتنياهو المرتقبة بصلاحيات إضافية واسعة يدل بصورة واضحة ان حكومة نتنياهو ستكون حكومة يمين متطرف ضد الفلسطينيين باختيارها اليميني المتطرف بن عفير الحاقد على العرب. فماذا ستفعل الحكومة الألمانية إزاء ذلك؟ فهل ستطبق قرارها على إسرائيل أم تغض الطرف عنها وتتعامل معها “إنها ابن فرفور ذنبها مغفور”؟ لننتظر
أما الخبر الثاني فهو أيضاً عنصري بامتياز . فقد قام “مجتمع الفنون الألماني” بتجريد الكاتبة المسرحية البريطانية كاريل تشرشل من جائزة الدراما الأوروبية في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بسبب دعمها للفلسطينيين ولحركة مقاطعة إسرائيل BDS . هذا الأمر دفع بالكاتب البريطاني جوناثان كوك إلى اتهام الدولة الألمانية بممارسة العنصرية ضد الفلسطينيين. وفي مقال له تحت عنوان “لماذا توجه الدولة الألمانية عنصريتها نحو الفلسطينيين الآن؟” نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تحدث كوك “عن عنصرية الدولة الألمانية التي أصبحت الآن موجهة بشكل متزايد نحو الفلسطينيين، وذلك من خلال تكميم الأفواه المناصرة للقضية الفلسطينية تحت حجة معاداة السامية.”
وأخيراً…
إن تجريد كاريل تشرشل من جائزتها تعني بوضوح: أن ألمانيا تتبنى العنصرية الموجودة بعد داخل المشروع الأوروبي. ولم يتم القضاء على بذور الفاشية.