بن غفير القادم على حصان اليمين المتطرف ماذا ستفعلون يا عرب الكنيست؟
بقلم:الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/11/22 | 13:04منذ تحالف بن غفير مع نتنياهو لتشكيل حكومة يمين ويمين متطرف والمجتمعين اليهودي والفلسطيني في تفكير لا ينقطع حول المرحلة القادمة لحكومة نتنياهو. قادة يهود أصابهم الرعب من وجود بن غفير دارس القانون (محامي الشيطان) في حكومة نتنياهو وقادة فلسطينيون يضعون أيديهم على قلوبهم تحسباً لما قد يفعله هذا العنصري المتطرف في الضفة الغربية وحتى للمجتمع الفلسطيني داخل البلاد. وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، منزعج جداً من الاتفاقيات الائتلافية التي أبرمها نتنياهو مع بن غفير، ليس بسبب ما قد يلحق بالفلسطينيين من ضرر بل بسبب سمعة اسرائيل وجيشها، كون بن غفير ستنتقل اليه المسؤولية عن وحدة ما تسمى “حرس الحدود” في الضفة الغربية المحتلة إلى وزارة “الأمن القومي”، التي سيتولاها محامي الشيطان.
فخلال مداخلة له في مؤتمر يعقده “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”، قال غانتس أن نقل المسؤولية إلى إيتمار بن غفير، من شأنها أن “تساعد أعداءنا وتشكل خطرا على جنودنا في المحاكم الدولية أيضاً”. غانتس صديق الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي استقبله قي بيته، (ولكي لا نظلمه) فإنه يفكر بالفعل قي صديقه عباس الذي يدافع بشدة عن موضوع التنسيق الأمني مع إسرائيل. ومن واجب الصداقة عدم إنكار الجميل، ولذلك تطرق غانتس في مداخلته إلى هذا الموضوع بقوله:” أن اتفاقيات نتنياهو مع بن غفير قد تؤدي في نهاية الأمر إلى وقف التنسيق الأمني مع الفلسطينيين وهي عمل عدائي عسكري وسلطوي”. تصوروا أن غانتس يصف اتفاقيات الائتلاف التي أبرمها نتنياهو بأنها عدوانية. يا سلام عليك يا غانتس قديش حنون عالفلسطينيين” ونسي ما فعله في غزة.
بن غفير، رئيس حزب “القوة اليهودية” (عوتسما يهوديت) الذي لم يتم تجنيده للخدمة العسكرية بسبب أنشطته المتطرفة، أعلن قبل الانتخابات أنه سيطلب حقيبة الأمن الداخلي في أي مفاوضات مقبلة لتشكيل حكومة مع نتانياهو. وزعم أن مئات ضباط الشرطة توجهوا إليه في الأسابيع الأخيرة لإنقاذ الشرطة، بحسب “تايمز أوف إسرائيل”. ولم يذكر إنقاذها ممن؟ ماذا يريد المتطرف الفاشي بن غفير فعله عندما يصبح صاحب مسؤوليات عديدة في حكومة نتنياهو؟ بن غفير، الذي شاء القدر وللأسف أن يكون من مواليد القدس عام 1976 يؤيد أن تكون إسرائيل دولة يهودية قومية وصهيونية، ويناهض تأسيس دولة فلسطينية بالقرب من إسرائيل، ويدعم عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ودعا إلى الطرد القسري للمواطنين العرب “غير الموالين” من البلاد، مما جعله يكسب شهرته، حسب “تايمز أوف إسرائيل”.
إذاً، يبدو واضحاً أن بن غفير حصل على كل ما يطلب وبذلك تحدى نتنياهو الإدارة الأمريكية والعالم بتركيبة حكومته حيث قبل كل مطالب بن غفير، الخاصة بتولي حقيبة الأمن الداخلي، وشرعنة المستوطنات العشوائية، وزيادة صلاحيات وزارة الأمن الداخلي وتحويلها لوزارة الأمن القومي، وتوليه مسؤولية حرس الحدود، مما يعني أن بن غفير أصبح لديه كل الصلاحيات المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية.
وأخيراً…
نتنياهو لم يهتم بمعارضة واشنطن تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي بصلاحيات أوسع، ولم يهتم بمعارضة أوروبا لهذا التعيين، “يعني مش شايف العالم من خرم إبره”. فماذا أنتم فاعلون “يا عرب الكنيست؟” فكروا أذا كان باستطاعتكم ذلك.