أنامل عجمية بلسان عربي

تاريخ النشر: 09/11/11 | 1:19

إنها اللغة ألتي عرفها كل عربي منذ كانت لحن حياته ،وانشودة وجوده وصوت ماضيه، ونداء مستقبله، وترنيمة جهوده، وهمس مناجاته لربه. ترى لماذا أصبحت أحرفها وكلماتها آخر ما تلفظه السنتنا وتنثره أقلامنا, كل عامٍ يمر ونحن نرى الفجوة تتسع أكثر فأكثر بين لغتنا العربية وابنائها.

سؤال بل أسئلة أليمة تفرض نفسها على ذهن كل غيور على لغته.

ان ما نراه على شاشات الحواسيب في عالم الانترت يوميا هو عجب العجاب. براعم من اطفالنا وكوكبة من شبابنا يكتبون بلغة جديدة غريبة. يكتبون حروف عجمية (انجليزية) يتوسطها ارقام وكل ذلك واللفظ عربي. لماذا؟ فهل تنقصنا احرفنا الجليلة الذي نطق به لساننا رغم ان وجوده على عرش لوحة الازرار ؟ الا اننا نباهي بكتابة عجمية وكاننا ولجنا الى عالم التحضر .

هل انحرف العقل العربي

فهل انحرف العقل العربي قليلا من مساره ام هي العولمة الجديدة التي تجتاح بيوتنا وتهيمن على افكارنا لنكتب بها ما يمليه علينا عقول الغرب .لقد سبقونا الذين مروا عنا منذ دهر وتركونا ننعم في الديجور. نلمس الصخر بحثا عن القوت, كنا نلتمس اشلاء ظلالهم الذي فقدنا به دفئ العلم واركانه.

انا اذكر جيلا كاملا كانت الامية تقطن على كتفيه كعش ذلك العصفور الذي تمركز على ايكة عظيمة فخاف من الخروج الى الهواء او حتى النظر خلف الاغصان خوفا من السقوط من عليها فبقي هناك حتى اصبح لحده على تلك الايكة .واليوم نحن في الهواء الطلق نموج ونسبح بين طياته ولا نخاف على شيء خلفنا:حتى لغتنا الرائعة اصبحت خلفنا لا نهتم لها ,فالخوف الاكبر من الولوج لأعشاش النسور .فنصبح كمن ابتلع المنجل لا يعرف ان يخرجه من فيها و حتى دخول ذلك المنجل لاحشائه ليقطع به سموم الدهر. او كطائر الغراب الذي قلد مشية الحمام وعندما اراد الرجوع الى مشيته التي كان على عهدها نسيها واصبح بتلك المشيه الشوهاء.

لغتنا هي وعاء الحضارة العربية

لغتنا الجميلة هي وعاء الحضارة العربية التي نفتخر بهابين الشعوب والحضارات والثقافات العديدة بين اركان المعمورة. لا نريد بعثرتها لكي يقولوا عنا متحضرين. لو كانت الكتابات في عالم الانترنت تحوي على اللغة العربية المحضة او اللغة الانكليزية كما هي في عالمها لكان افضل ولكن ان نصنع لغة جديدة غريبة صعبة كاننا نستحي من لساننا العربي المكلل بالرونق. فهو العيب بذاته, هو العار باسمه, انستحي من لغة الفرقان لغة اعجزت الشعراء واعجزت قبائل كانت حرفتها الكلام. انا لست ضد اللغات السامية وليس القصد هنا تغييب دور اللغات الأجنبية ومزاياها المعاصرة ولا تأكيد استحالة تعايشها مع اللغة العربية؛ وإنما قصدي أن أعالج الخلل الحاصل في علاقة أبناء العرب والمسلمين بلغتهم العربية الفريدة التي اؤكد أنها تتفوق على كافة اللغات ثراء وخصبا لقوله تعالى: “لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين“– وقال عليه الصلاة والسلام: “أوتيت جوامع الكلم”.

فالتريث في بعض الامور يكون له عاقبة جيدة, والنزول الى واد لا نعرف مجراه تكون عواقبه وخيمة. فلا نعرف للصعود مكانا للخروج من ذلك الهبوط, فلنتريث في كتاباتنا ونضع اللغة العربية امام اعيننا في كل المجالات لانها الاصل والكرامة والثقافة والحضارة والامل.

فلنكتب بلغتنا لغة الام, لغة المحبة بحروفها ونعود اناملنا بالكتابة بالعربية لان لساننا عربي وليس عجمي.

بقلم عمار محاميد, ام الفحم

‫2 تعليقات

  1. جميل جدا هذا هو الابداع بحد ذاته اكتب هذا التعليق مؤكدا ان لغتي هي عالمي وحدود لغتي هي حدود عالمي اللاحدودي………………………………………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة