مهرجان مسرحجي للمسرحيَّات الكوميديَّة القصيرة
بقلم: الشَّاعر العَروضي محمود مرعي
تاريخ النشر: 05/12/22 | 13:21مهرجان مسرحجي، حدث ثقافي يجب دعمه، فهو يأتي بعد فترة ركود للثَّقافة في النَّاصرة، وهو مهرجان هادف وممتع. يجب دعم مهرجان مسرحجي، سواء من الجمهور أو المؤسَّسات في نسخه
القادمة. فوز مسرحيّة “الـمهمّ نبيع” من تأليف د. أحمد سليمان “عكَّا” بجائزة أفضل نصّ . تسنَّى لي مساء يوم الأحد 4/12/2022 حضور ثلاث فقرات من اليوم الأخير من مهرجان “مسرحجي” في قاعة سينمانا، في النَّاصرة، لصاحبها الزَّميل محمّد بيطار.. شاهدت مسرحيَّة “المهمّ نبيع” و “سادة” وحفل الختام. سأتوقَّف عند مسرحيَّة “المهمّ نبيع”، تحكي المسرحيَّة عن بائع متجوِّل، يبيع رموزًا دينيَّة في مدينة معظم سكَّانها من الـمسيحيِّين، يدخل عَلى طبيب مسلم، ويحاول بشتَّى الطُّرق والحيل إقناعه بشراء رموز مسيحيَّة مثل، مسابح مع صليب، دون أن يدري أنَّ الطَّبيب مسلم، والطَّبيب يخجل من البائع، لِـما يظهر منه، فهو يحمل البخور حيث سار، ويحاول تقمُّص شخصيَّة رجل دين مسيحي، وَهٰذا ما جعل الطبيب يخجل منه ويشتري عدَّة مسابح.. والكبُّوت الَّذي يرتديه، في جانب منه مسابح مع صلبان، وفي الجانب الآخر مسابح ومصاحف للمسلمين. فجأة يرنُّ هاتف البائع، ومن خلال مكالمته عبر الهاتف يتبيَّن أَنَّهُ مسلم واسمه محمَّد، وأنَّه فرد من مجموعة “جروب” تحترف هذه المهنة، وينكشف أمره للطَّبيب، لكنَّ البائع ذكي، فبمجرَّد تيقُّنه من انكشاف أمره، رمى القبَّعة عن رأسه، فإذا تحتها طاقيَّة بيضاء للمسلمين، ويتحوَّل إِلى بائع مسابح للمسلمين ومصاحف، ويعود إِلى إقناع الطبيب بشراء الـمسابح، بل وينشد نشيدًا إسلاميًّا، وينجح في إقناع الطَّبيب بشراء بعض الـمسابح، لٰكِنَّ الطَّبيب الَّذي اكتشف خدعة البائع وأنَّه ليس أكثر من نصَّاب، حيث قبض منه مبلغ 100 شيقل، في البداية، وحين انكشف أراد الطَّبيب استرجاعها، فما كان من البائع إِلَّا أن بدَّلها بمسابح للمسلمين، وهنا صاح الطبيب: ولَكْ أنا يهودي مش مسلم.. قالها بغضب وصوت مرتفع، ليوقف البائع النَّصَّاب، لكنَّ البائع انتحى جانبًا وراح يحدِّث نفسه، ” يهودي”، ثمَّ ألقى طاقيَّة الـمسلمين فإذا تحتها “كيباه” قبَّعة اليهود، وانقلب إِلى رجل دين يهودي وبدأ يتلو أدعية لليهود، وثار غضب الطَّبيب الَّذي لـم يجد بدًّا من الرَّكض خلف البائع النَّصَّاب وطرده.
هٰذِهِ الـمسرحيَّة، هناك مثل شعبي ينطبق تمامًا عليها وهو الـمثل “اِقْلِبْ قَلَبْنا”، وهو انقلاب الحال حسب الـمصلحة. وقد فازت المسرحيَّة بجائزة أفضل نصٍّ. الـمسرحيَّة من تمثيل: عزَّت النَّتشة، علاء أبو غريبة. تأليف: د. أحمد سليمان. إخراج: طاقم العمل.\ إنتاج: فرقة شبابيك. لهم جميعًا التَّحيَّة عَلى مجهودهم. بعدها كانت مسرحيَّة “سادة” ثمَّ الفقرة الختاميَّة، التَّكريم وتوزيع الجوائز. إنَّ مهرجان مسرحجي، حدث ثقافي يجب أن يحظى بالدَّعم الكامل، سواء من الجمهور أو المؤسَّسات في نسخه القادمة. شكرًا لكل من ساهم في إنجاحه، وشكرًا لزميلي محمّد بيطار عودة الرَّائع.