التغيير في مكانة المرأة!
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 06/12/22 | 7:03التغيير في مكانة المرأة!
تغيّرت المعايير والمفاهيم تجاه المرأة بتأثير عامل الزمن وما حمله من تغييرات اجتماعيّة وثقافيّة واقتصاديّة..
كان العرب في الجاهليّة – وبعد الجاهليّة – يُشيدون بالمرأة المرفّهة التي لا تحتاج إلى السعي للعمل فيقولون:
” فلانة نؤوم الضحى!”.
أمّا اليوم، فالمرأة حقّقت إنجازات رائعة في مجال العلم والعمل، وخير مثال ما ألمسه في بلدتي الحبيبة كفر قرع؛
قبل أكثر من خمسة عقود كنتُ مدرّسا في المدرسة الثانويّة في بلدتي، وكان عدد الطالبات في كلّ صفّ لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وكانت وظيفة المرأة تنحصر في الاساس في الأعمال المنزليّة، وربّما في مساعدة ربّ الاسرة في الفلاحة إذا كان يملك الأرض، أمّا اليوم فقد أصبح عدد الطالبات في بلدتي – وغير بلدتي – يتساوى مع عدد الطلاب وقد يفوق، وهذا الأمر ينسحب على جميع المراحل التعليميّة؛ من الابتدائيّة وحتّى الجامعات!
أمّا بخصوص العمل، فقد طرقت المرأة عندنا معظم مجالات العمل، بل أصبح معظم معلّمي المدارس، خاصّة في المراحل الابتدائيّة والإعداديّة من المعلّمات، وتبوّأ منصب الإدارة في معظم مدارسنا مربّيات، ناهيك عن الأعداد المباركة في قطاعات أخرى كالطب والمحاماة والتمريض …
وقد أثلج صدري – وأنا أمارس رياضة المشي اليوميّة تقريبًا – أن أشاهد الأعداد الكبيرة من النساء اللواتي يقُدن السيّارات متّجهات إلى أعمالهنّ، أو إلى معاهدهن للدراسة، أو يوصلن الأبناء لمدارسهم!
بوركت هذه النهضة وهذه القفزة النوعيّة التي تحقّق قول الشاعر:
يرفع الشعبَ فريقانِ: إناثٌ وذكورُ
وهل الطائر إلاّ بجناحيه يـطيرُ؟ (صورة مع المرحومة أمّي التي غرست فينا الطموح)
(صورة مع المرحومة أمّي التي غرست فينا الطموح)
👍👍👍👍