مشكلةٌ عصبية الأطفال
تاريخ النشر: 08/11/11 | 1:50طفل يقرض أظافره، وصغير غيره يصدم رأسه مرارا وتكرارا في جدران المنزل وأرضياته، بينما طفل ثالث يضرب إخوانه وأقرانه، وآخر يرفع صوته أمام والدته اعتراضا على ما تقول.. أطفال عصبيون يبدون كبارا بأصواتهم العالية ونبراتهم الحادة، لكن لا شك أن للعصبية أسبابا ونتائج وعلاجا تبحث عنها “فلسطين” في هذا التقرير..
اختصاصية الصحة النفسية سماح محمود أوضحت، لـ”فلسطين”، أن العصبية من المشاكل السلوكية المكتسبة من الأسرة والبيئة المحيطة بالطفل وليست صفة وراثية، محذرة من أن عدم علاجها يؤدي إلى تطورها حتى تصبح صفة دائمة وجزءا من الشخصية، ويتحول العصبي إلى شخص لا يعترف بلغة الحوار والتفاهم، إذ يلجأ إلى الهجوم بالألفاظ أو بالأيدي دون السماح لغيره بالتعبير عن رأيه.
أسباب المشكلة – كما تحددها سماح – هي الخلافات الأسرية واتباع طريقة الأوامر والنواهي في التعامل مع الطفل وصدّ رغباته ومنعه من التعبير عن نفسه، بالإضافة إلى المشاكل العضوية مثل الإعاقات أو الصعوبات في الكلام.
ووفقا لسماح، فإن أعراض العصبية تظهر على الطفل بعدة أشكال مثل: شد الشعر وقرض الأظافر وضرب الرأس بالجدران والأرضيات وغيرها من الطرق.
وتقول سماح :” الطفل قد يؤذي نفسه أو غيره من الأطفال، إذ من المحتمل أن يمارس أي عمل دون أن يدرك عواقبه بسبب صغر سنه”.
ولعلاج العصبية قبل تحولها إلى صفة دائمة ترافق الطفل عندما يكبر، تقول سماح: “هي مشكلة سلوكية وبالتالي ينبغي أن يتم علاجها بأساليب تربوية سليمة تخلو من تسييره وفق مجموعة من الأوامر والنواهي والشتائم، وتقوم على منحه مساحة كبيرة من حرية التعبير عن نفسه بالكلام والرسم واللعب، ومنحه شعورا دائما بأنه محبوب ومرغوب فيه وأن هناك من يهتم به”.
وتنصح سماح الأبوين بتعزيز ثقة الطفل بنفسه لتجاوز مشكلة العصبية، وذلك عبر منحه حرية اختيار أغراضه كالملابس والألعاب، والسماح له بالمشاركة في تلبية احتياجاته ليكون إنسانا متوازنا.