علم فلسطين وأسود المغرب وهزيمة اتفاقيات ابراهام
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/12/22 | 22:45قبل أيام قليلة ذكرت صحيفة: “ذي إنترسيبت” الأميركية إن مونديال قطر كشف مدى احتقار العرب لإسرائيل، ومدى فشل اتفاقيات التطبيع المسماة “اتفاقيات أبراهام” التي نسج خيوطها جارد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق ترامب ومستشاره كـ “صانع سلام عبر اتفاقيات التطبيع”.
وذكرت الصحيفة: أن “الدعم الدافق الذي كان واضحًا من يافطات ورايات الحرية لفلسطين على المنصات ومن مواقف المشجعين الذين قاطعوا مقابلات التلفزة الإسرائيلية ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وقللوا من شأن الصحافيين الإسرائيليين، أظهر بوضوح فشل اتفاقيات التطبيع”.
أما يوم أمس الثلاثاء فقد كان يوما مميزاً في تاريخ الأمة العربية رياضياً وسياسياً. فقد أثبت منتخب المغرب قي مونديال قطر بإمكانياته المتواضعة مقارنة بإمكانيات المنتخبات الأوروبية، أنه قادر على صنع المعجزات في كرة القدم لسببين: أولهما، صموده أمام منتخب له اسم لامع في عالم كرة القدم، وثانيهما، تغلبه على فريق فاز ببطولة العالم. أي فريق جبابرة هذا؟ الذي حطم كبرياء منتخب إسبانيا في كرة القدم، أي أسود عرب هؤلاء؟ الذين قدموا من شمال افريقيا ليلقنوا منتخب إسبانيا درساً لن تنساه إسبانيا ما دامت قائمة على وجه الكرة الأرضية. حتى أن “أسود الأطلسي” منعوا المنتخب الإسباني من تسجيل ولو هدف شرف، وبذلك داسوا على كبريائهم.
الصحافة الإسبانية لم ترغب قي استخدام كلمة “هزيمة منتخب إسبانيا أمام المغرب” لأنها فضيحة بالنسبة للمملكة الإسبانية، ولذلك عنونت صحيفة “ماركا” الإسبانية صدر صفحتها الأولى بلهجة مواساة حول خروج منتخب بلادها من كأس العالم في دور الـ 16 بـ “فشل إسبانيا.. المغرب يرسلنا إلى الوطن”.
لم يرسلوهم فقط الى بلدهم بل هزموهم شر هزيمة وداسوا على أنوفهم وأجبروهم على العودة ” روحة بلا رجعة”. أما صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فرأت نفسها مضطرة إلى الاعتراف بأن “المغرب صنع التاريخ ” :وقد أعجبني وصف صحيفة ” جارديان” البريطانية لفوز المغرب: ” إن منتخب المغرب تسبب في زلزال وصدمة قوية لمنتخب إسبانيا، بعد أن تفوق عليه بركلات الترجيح”.
فوز المغرب ضد اسبانيا لم يكن حدثا مغربيا فقط بل كان حدثاً عربيا بامتياز، حدثاً لا مثيل له للشعوب العربية وليس للأنظمة. حدثاً أظهر وقفة مشرفة للمنتخب المغربي، الذي رفع مشجعيه وحتى بعض أبطاله علم فلسطين، وهذه رسالة بحد ذاتها تعكس الرفض الشعبي المغربي لاتفاق التطبيع مع اسرائيل، ورسالة تضامن من الشعب العربي الذي احتفل من المحيط الى الخليج بالانتصار الذي حققه أسود المغرب.
صحيح أن المونديال جرى في قطر، لكن “كأس العالم” واستنادا إلى ما جرى من أحداث في الشارع القطري يستحق تسميته “كـأس فلسطين”. فأينما توجهت أنظار المشجعين يشاهدون العلم الفلسطيني، الذي كان بالفعل عنوان مونديال قطر، ولذلك أرفع صوتي إلى صوت الصديق الإعلامي اللبناني الكبير حسن صبرا عندما تساءل في مقال له “أي سر فيك فلسطين”.
صحيح أن منتخب فلسطين لم يشارك في مونديال قطر، لكن علم فلسطين كان (ولا يزال) حاضراً بقوة بفعاليته. فتهانينا لمنتخب المغرب وتحية لكل من رفع ويرفع علم فلسطين في المونديال.
وأخيراً…
الفلسطينيون في كل مكان، ولا سيما في مناطق ألـ 48، خرجوا للشوارع احتفالا بفوز منتخب المغرب العربي على المنتخب الإسباني الأوروبي