لا يمكن سرقة التاريخ او دفنه او تزويره
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 12/12/22 | 8:00الاثنين 12 كانون الأول/ ديسمبر 2022.
المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ابان احتلال فلسطين لا يمكن ان يطويها الزمان او ان ينساها ابناء الشعب الفلسطيني وستبقى حية طالما ان الشعب الفلسطيني موجود على وجه الارض، وان قادة الاحتلال بكل اصنافهم ومسمياتهم ومعتقداتهم الفكرية والأيدلوجية يكونوا واهمين اذا اعتقدوا ان الكبار يموتون والصغار ينسون فمن يحيي تلك المجازر ليس الكبار بل أحفاد الأحفاد وهذا الامر يعد بحد ذاته رسالة صمود وإصرار وإرادة قوية من ابناء الشعب الفلسطيني الى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة فلا يمكن للشعب الفلسطيني ان يتنازل عن حقوقه ودماء شهدائه التي تنير الطريق للأجيال ولتبقى تلك المجازر حاضرة وتكون بمثابة النبراس الذي يسترشد منه الاجيال القادمة جيلا بعد جيل .
وما تزال مجازر الاحتلال بكل مسمياتها وشخوصها شاهدة على طبيعة الفكر الصهيوني العنصري المتطرف وفصلا مأساويا في التاريخ الفلسطيني تفضح إرهاب دولة الاحتلال وهمجيتها وهي تعيد للأذهان الوحشية الإسرائيلية التي ارتكبت فيها تلك المجزرة من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأوصال في واحدة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني .
اطلاق فيلم فرحة والذي عبر عن جزء من تلك المجازر والحملة الاسرائيلية المتعاقبة لمنع عرض الفيلم تأتي في ظل تواصل كل اشكال الصراع ولا يمكن للعالم اجمع ان يستسلم او ان يقف صامتا امام المزاعم الاسرائيلية وادعاءات الاحتلال وتلك المجازر البشعة التي اقترفتها التنظيمات الامنية وبتوجيه وتخطيط من أعلى القيادات الاسرائيلية، وهنا لا يسعنا الا وان نقف اجلالا وإكبارا للشهداء الابطال الذين ذهبوا ضحايا المجازر البشعة والتي شهدها ويعرفها التاريخ المعاصر حيث ذهب ضحيتها ألاف من ابناء الشعب الفلسطيني الابطال الصامدين على ارضهم وتبقى هذه المجازر في سجل الاجرام الصهيوني الاسود ويجب أن لا تمر دون عقاب وتعبر عن نهج مستمر تقوم من خلاله دولة الاحتلال بتنفيذ مخططاتها القائمة على التطهير العرقي والتهجير القسري وسرقة فلسطين التاريخية .
تشهد فلسطين المحتلة ارتكاب سلسلة بشعة من المجازر بنفس الوحشية والعقلية الارهابية وممارسة العدوان الهمجي وهي تعبير عن الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال وعدوانه على الارض الفلسطينية وسرقته وتزويره للتاريخ وأمام ما انتجه فيلم فرحة من حقائق تاريخية تبقى المعاناة مستمرة وتتطلب العمل على انهاء الاحتلال والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا لقرار 194 وتوفير الدعم المناسب لهم من قبل المجتمع الدولي .
ان تشاهد فيلم فرحة يعني انك ترحل بالذاكرة الى حيث الوجع المتناهي على امتداد العمر ولتبقى الحقيقة الصارخة بان الشعب الفلسطيني هو شعب حى لا يموت مهما تعالت ضربات الجلاد .
الذاكرة الفلسطينية والحضور الجمعي للشعب الفلسطيني ومختلف محطات المعاناة المتواصلة كانت حاضرة في تراجيديا الموقف والفعل الفلسطيني عبر الاجيال .
هذا الصراع لا يمكن ان تمحيه الايام او يطويه الزمن .
فتلك هى الحقيقة التي ابكت كل من شاهد فيلم فرحة مستحضرا رواية الاباء والأجداد لجيل متكامل لم يعش زمن فرحة ولكنه حمل الامانة وصان العهد وحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية بكل تفاصيلها.
حتما سينتصر الفلسطيني مهما طال الزمن وسيأتي اليوم الذي يعود به الى وطنه ولا يمكن سرقة التاريخ او دفنه او تزويره فالقضية الفلسطينية هي قضية وطنية تتوارثها الاجيال جيلا وراء جيل .