عباس السلطة وعباس إسرائيل يفعلان عكس ما يقولان
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 12/12/22 | 13:50في وقت انشغال الشعب العربي بالتاريخ الكروي الذي صنعه أسود المغرب في كرة القدم، وفي وقت تتحدث فيه صحافة العالم عن الحضور الدائم لعلم فلسطين في مونديال قطر، وفي وقت تكثيف الاحتلال الإسرائيلي لعمليات القتل في الضفة الغربية، يخرج إلينا عباس السلطة “محمود” وعباس إسرائيل “منصور” بتصريحات لا تتناسب أبداً مع المستجدات الحالية. يعني مجرد “طقع حكي” وما أشطر الإثنان في ذلك. رئيس السلطة عباس قال في مقابلة تلفزيونية مساء الأربعاء الماضي، “إننا بنينا السلطة بجهدنا وتعبنا وشهدائنا، والدولة الفلسطينية موجودة، وان فلسطين دولة كاملة الكيانية فيها كل شيء، نحن دولة فيها كل العناصر”.
ما هذا الكلام يا أبا مازن؟ أنتم بنيتم ” اتفاق أوسلو” المشين ولم تقوموا ببناء سلطة فلسطينية وطنية بمفهومها الحقيقين بل سلطة غير وطنية يسيرها “التنسيق الأمني” سياسياً وأمنياً وهذا هو جهدكم وتعبكم. عن أي شهداء تتحدث يا أبا مازن؟ هل تعني مثلاً الشهداء الذين سقطوا نتيجة التنسيق الأمني، الذي وصفته أنت شخصياً “بالمقدس”؟ وعن أي “فلسطين كاملة الكيانية” تتحدث وأنت نفسك تعرف أكثر من غيرك أن لا سلطة لك ولا تملك صلاحيات رئيس دولة ولا حتى تستطيع التحرك بدون إذن من إسرائيل. فأين هي الدولة كاملة السيادة كما تدعي؟ يقول رئيس السلطة “بدنا نرجع على عكا وعلى الناصرة”, “الرجعة” يعني حق العودة. أمرك عجيب يا أبا مازن، ما تقوله هو صحيح، لكن ما تتحدث به يناقض مواقف سابقة لك. انت نفسك قلت في تسجيل فيديو لا تريد العودة إلى مسقط رأسك صفد بل تريد زيارتها. يعني أنت ضد حق العودة. أليس كذلك يا مهندس أوسلو؟
يقول محمود عباس في المقابلة: “بالنسبة لنا الاتفاقيات مع إسرائيل مفروض أنها لازالت قائمة، ونحن لا يمكن أن نتراجع أو نتخلى عن اتفاقياتنا وهم ينقضون كل ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي يعملون عكس كل هذه الاتفاقيات”. لا نعرف لماذا يتمسك أبو مازن باتفاقيات لا تحترمها إسرائيل، ومنذ البداية كونه رجل سياسة كان على الرئيس الفلسطيني ان يعرف ان اسرائيل لا تحترم أي اتفاقية مع الفلسطينيين ولا تحترم أي قرار يصدر لصالح القضية الفلسطينية. الجمعية العامة للأمم المتحدة يا سيادة الرئيس، أصدرت 754 قرارًا حول القضية الفلسطينية ومجلس الأمن أصدر 94 قرارًا ولم ينفذ منها أي قرار واحد. فإذا كانت إسرائيل لا تحترم قرارات الأمم المتحدة التي بفضلها نشأت دولة الاحتلال فمن غير المعقول أن تحترم اتفاقيات مع الفلسطينيين الذين يريدون محاكمتها في أروقة الأمم المتحدة.
أما بالنسبة لمنصور عباس، فهو حالة فريدة من نوعها في مجتمعنا العربي، وكأنه “وريث” القذافي في مقولة “خالف تعرف”، ولا يزال يتمسك بهذه المقولة. آخر صرعاته في التغريد خارج السرب، اللقاء الذي جمعه مع سفير الامارات في إسرائيل محمد خوجة في مقر إقامته. تصوروا أن الإمارات عضو “اتفاقيات أبراهام”، والذي يستقبل سفيرها بدعوة رسمية عضو الكنسيت المتطرف إيتمار بن غفير، ويقوم بزيارة ودية للزعيم الروحي لحركة “شاس” الدينية المتطرفة الحاخام شالوم كوهين، في منزله بمدينة القدس وطلب بركاته، يسارع منصور عباس لتهنئته بالعيد الوطني لبلاده. فأي نوع من الساسة منصور عباس الذي يعمل ضد إرادة شعبه؟ وهو في هذا التصرف يلتقي العباسان في نقطة مشتركة. السياسي الإسرائيلي العربي والدبلوماسي الإماراتي وحسب المعلومات المتوفرة، ولم يتطرق الإثنان إلى مكا يجري في جنين والأقصى ولا عن المستوطنين والمستوطنات، بل “اتفقا على خطوات عملية لإرساء قواعد التعاون والتواصل المتبادل، تحقيقًا لروح العلاقات العربية العربية الأصيلة”.
وأخيراً…
لا أدري عن أي أصالة عربية يتحدث عباس خوجا وهما اللذان ضربا هذه الأصالة بعرض الحائط. الأول من خلال تغريده خارج السرب العربي والثاني من خلال سياسة دولته، دولة “اتفاقات أبراهام”