كرة قدم المغرب تلم شمل العرب: أسود الأطلسي يعيدوا كتابة تاريخ المونديال
كتب: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/12/22 | 20:55وصول منتخب المغرب إلى المربع الذهبي في مونديال قطر أعاد كتابة تاريخ هذا الحدث العالمي، وأدخل كرة القدم العربية ليكون منتخب المغرب واحداً من أقوى أربعة منتخبات في العالم. منتخب المغرب حقق ثلاثة أمور لم يشهدها العالم العربي حتى ولا العالم بشكل عام. أولها: توحيد الشارع العربي في صف واحد في وقت عجزت عن فعله الأنظمة العربية، أي ما فرّقته السياسة جمعته كرة القدم المغربية، وثانيها، الوصول إلى النصف النهائي في مونديال قطر حيث لم يتمكن أي منتخب عربي الوصول إلى هذه المرحلة في كل مسابقات كرة القدم العالمية، وثالثها، إبعاد منتخبي إسبانيا والبرتغال وهما منتخبان يعتبران من أهم منتخبات أوروبا والعالم، لدرجة أن منتخب المغرب أبكى اللاعب رونالدو نجم منتخب البرتغال.
لقد استطاع منتخب المغرب أن يزرع في نفوس العرب الأمل بعد أن نزعته أنظمة القمع من نفوس الأمة العربية، بممارساتها الاستبدادية. لقد أعاد المنتخب المغربي إلى العرب الثقة والاعتزاز بالنفس، وأفهم العالم والأنظمة الاستبدادية العربية أن لا مستحيل في هذه الدنيا، وما دامت الإرادة موجودة فكل شيء قابل للتحقيق. لقد برهن منتخب المغرب بدخوله المربع الذهبي، على أنه أحد أحسن وأفضل أربعة منتخبات في عالم كرة القدم. أي أنجاز هذا أيها المدرب وليد الركراكي، وأي إنجاز هذا يا “أسود العرب”. العاهل المغربي محمد السادس لم يتلق التهاني عندما وقع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لكنه تلقاها من رؤساء دول عربية وأفريقية بفوز المنتخب المغربي.
هذا على صعيد كرة القدم. وعلى الصعيد السياسي، فإن احتضان قطر لمسابقات كرة القدم العالمية، هي بحد ذاتها إنجاز يحدث لأول مرة في العالم العربي وفي تاريخ كرة القدم. لقد فعلتها قطر التي لا يساوي عدد سكانها سكان حارة من مدن اسبانيا والبرتغال اللتان انهزمتا أمام منتخب المغرب وعاد منتخبيهما إلى بلديهما وكأنهما فاقدي الوعي والدموع تنهمر على وجوههم. لقد فعلتها قطر رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها ورغم كل محاولات إفشال إقامة المونديال فيها.
لقد استكثروا على دولة عربية مسلمة صغيرة المساحة والسكان، إقامة هذا الحدث العالمي وأن تنجح فيه بامتياز. قد نختلف مع قطر في بعض المواقف السياسية، ولكننا نتفق معها كلياً في أن تنظيمها لبطولة كأس العالم لكرة القدم كان الأفضل في تاريخ تنظيم هذه المسابقة.
وأخيراً…
ما حققه منتخب المغرب هو رسالة موجهة إلى الإتحاد العالمي لكرة القدم، تستهدف رد الاعتبار بأننا لسنا أقل قدرة أو كفاءة من الآخرين. وكل مونديال وكرة القدم العربية بخير. قولوا معي آمين.