المضحك المبكي- زمن الشّقلبة
جميل السلحوت
تاريخ النشر: 21/12/22 | 18:38أوّل الخراب: أدّى عشرات اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى يوم الأربعاء 21 ديسمبر 2022 صلواتهم التّلموديّة وسجدوا عند مسجد باب الرّحمة يتقدّمهم عضو الكنيست الإسرائيلي تسفيكا فوجل، ثمّ رقصوا في ساحات وباحات المسجد تحت حراسة قوى الأمن الإسرائيليّة، ويبدو أنّ مرحلة التّقسيم المكانيّ لثالث الحرمين قد ابتدأت خصوصا عند استلام زعيم الصّهيونيّة الدّينيّة ايتمار بن غفير مهام منصبه كوزير للأمن الدّاخلي، وذلك لبناء الهيكل المزعوم. ممّا يذكر أنّ التّقسيم الزّمانيّ للمسجد مستمرّ منذ العام 2007 وعلى مرأى ومسمع العالم جميعه، وفي مقدّمتهم أصحاب الجلالة والسّموّ والفخامة أصحاب التّطبيع المجانيّ الذين يعتبرون قرارتهم التّطبيعيّة قرارات سياديّة.
فروقات ثقافيّة: فازت البرازيل ببطولة كرة القدم عام 1970 في مونديال المكسيك، وأشاد وقتئذ كثيرون بنجم الكرة البرازيلي بيليه لوضعه القبّعة المكسيكيّة على رأسه، واعتبروها خطوة رائعة تخدم التّعدّد الثّقافيّ بين الشّعوب.
لكن العالم الغربيّ “المتحضّر” نفسه لم يستسغ ولم يتقبّل العباءة العربيّة التي ألبسها أمير قطر لنجم الكرة الأرجنتيني ميسي، الذي فاز بلقب أفضل لاعب وفاز فريقه ببطولة مونديال قطر في العام 2022.
بلاد الحرّيات: عندما خسر الفريق الفرنسي في مونديال قطر أمام الفريق الأرجنتينيّ، انطلقت العنصريّة الأوروبيّة من عقالها، وكما قال “امبابي” أحد لاعبي الفريق الفرنسي الذي ينحدر من أصول إفريقيّة، تبدأ مظاهر العنصريّة مثل: خسرنا بسبب المهاجرين الأفارقة غير الشّرعيّين، عودوا إلى بلدانكم؛ لتعيشوا في الغابات والصّحاري بين القردة والحيوانات؛ لتأكلوا أوراق الأشجار المتساقطة، ولتشربوا مياه المستنقعات القذرة، وغيرها.
يوم اللغة العربيّة: “أصدرت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأوّل/ ديسمبر عام 1973، والذي يقرّ بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسميّة ولغات العمل في الأمم المتّحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربيّة والمملكة العربيّة السّعوديّة خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التّنفيذيّ لمنظمة اليونسكو.”
و”في أكتوبر 2012 عند انعقاد الدّورة 190 للمجلس التّنفيذيّ لليونسكو تقرّر تكريس يوم 18 ديسمبر يوما عالميّا للغة العربيّة.”
واللغة العربيّة لغة القرآن الكريم التي حفظها الله” إنّا نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون”، مع التّأكيد بأنّ قوّة أيّ لغة مرتبطة بقوّة الدّول والشّعوب النّاطقة بها، ففي الوقت الذي سادت فيه الدّولة العربيّة الإسلاميّة العالم، سادت فيه اللغة العربيّة والثّقافة العربيّة على العالم. فهل يحتاج العرب في زمن “الشّقلبة” إلى قرار أمميّ ليحثّهم على الاحتفال بلغتهم؟