الجانب السياسي في حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
معمر حبار
تاريخ النشر: 03/01/23 | 10:13الكتاب: “الجانب السياسي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلّم”، الأستاذ: أحمد حمد، كلية الشريعة، جامعة قطر، دار القلم، الكويت، الطبعة الأولى، 1402ه-1982، من 148 صفحة.
مقدمة القارىء المتتبّع:
أهداني الكتاب صديقنا الأديب البليغ حسين الشلفي الجزائري، ضمن مجموعة من الكتب. وهذا هو الكتاب الثّاني الذي شرعت في قراءته، بعدما أنهيت قراءة وعرض الكتاب الأوّل: “وعاظ السّلاطين[1]”، للأستاذ: علي الوردي.
امتاز الكتاب بتحليل وقائع من السّيرة النبوية، الدّالة على سياسة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
امتاز الكاتب في كونه في كلّ واقعة، إلاّ وتعرّض لها بالتحليل الشخصي، وما استطاع أن يصل إليه.
أقول: لم يوفّق الكاتب الفاضل، في بعض التحاليل التي ذهب إليها. لكن ليست -حسب قراءاتي- ذات بال، ولذلك تعمّد القارئ المتتبّع أن لايذكرها.
أقول: ممّا وقفت عنده، أنّ الكاتب نظر للسيرة النبوية من الناحية القانونية، ولذلك لم آخذ منه كثيرا.
من عيوب الكاتب الفاضل -حسب قراءتي-، أنّه نظر لحياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، نظرة الخليجي الذي ترعرع في التوريث، والدفاع عنه. ولذلك عارض الكاتب وبقوّة وشراسة كلّ الأنظمة السياسية المعاصرة، ويبرّر للتوريث، والدعوة إليه.
ليس من غايات عرض الكتاب، مناقشة الكاتب في ميولاته السياسية التي أصبغ عليها الطابع “الديني؟!”.
لاأضيف جديدا إذا قلت، أنّ دور النشر الكويتية، أبدعت في نشر الكتب القيّمة، والرّفيع من الأفكار. وأفتخر بكوني تربيت على كتب ومجلات الكويت. وحفظ الله الكويت، التي لاتقيم علاقات مع الصهاينة.
كتبت عدّة مرّات بكون الهجرة نحو الحبشة، لم تكن أبدا ومطلقا للاستعانة بالأجنبي. وقد تطرّق الكاتب لهذه النقطة وبأسلوبه، ماجعلنا نلتقي في هذه النقطة، وأنا الذي لم أقرأ الكتاب من قبل، ولا أعرف الكاتب.
جريمة الإفك
اعتبر الكاتب عين السّياسة وشؤون السّياسة، ماقام به سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في: “محيط أسرته”. وجريمة الإفك (الكاتب يسميها “حادثة الإفك” ). وكيفية زواج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بسيّدتنا زينب بنت جحش، رحمة الله ورضوان الله عليها. وغيرة سيّداتنا أمّهات المؤمنين، تجاه سيّدتنا أمّنا مارية القبطية، رحمة الله ورضوان الله عليهن، وأسباب اختيار دار سيّدنا الأرقم في بدايات الدعوة، وإعلام قريش بالرسالة أوّل مرّة، والهجرة إلى الحبشة، ومقاطعة قريش.
قال الكاتب المحترم فيما يخصّ جريمة الإفك، وبأسلوبي : كان سيّدنا صفوان بن المعطل، رحمة الله ورضوان الله عليه، مكلّف بتوابع الجيش، أي يتتبع آثار الجيش لالتقاط المتروك، وإنقاذ العاجز، أو المتخلّف. فالتقى صدفة بسيّدتنا الطاّهرة، والنّقية، والمجتهدة، والفقيهة، والصّدّيقة بنت سيّدنا الصّدّيق، والبكر الوحيدة، أمّنا عائشة رحمة الله ورضوان الله عليها.
لماذا جريمة الإفك وليس حادثة الإفك؟:
أتعرّض لأوّل مرّة في حياتي لهذه النقطة، وهي: أستعمل، وابتداء من هذا السّطر مصطلح “جريمة الإفك”، وليس مصطلح “حادثة الإفك”، وأنا أعلم أنّ أسيادنا علماء السّيرة النبوية، والتّفسير، والحديث، والفقه، والتّاريخ، والمذاهب رحمة الله ورضوان الله عليهم جميعا، يستعملون مصطلح “حادثة الإفك”.
تكمن جريمة الإفك، في كونها مسّت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسيّدتنا الطاّهرة، والنّقية، والمجتهدة، والفقيهة، والصّدّيقة بنت سيّدنا الصّدّيق، والبكر الوحيدة أمّنا عائشة، وسيّدنا الصّدّيق باعتباره صهر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وصديق الصبا والعمر، وولي من أولياء الله تعالى، ووصي حين أوصاه أن يصلي بالمسلمين، ووزيره في السّلم والحرب. وهذه جرائم، وليست حادثة كغيرها من الحوادث. ولهذه الأسباب، يفضّل القارئ المتتبّع أن يطلق عليها “جريمة الإفك”، وليس “حادثة الإفك”.
غيرة النّساء أمر عظيم:
أختلف مع الكاتب الفاضل، حين يرى أنّ غيرة سيّداتنا أمّهات المؤمنين من سيّدتنا مارية القبطية، “كانت على شيء لايستحقّ هذا كلّه”، رحمة الله ورضوان الله عليهنّ جميعا.
أقول: غيرة النّساء أمر عظيم تهتزّ له الأركان، ويضطرب له السّقف. والمطلوب من الرّجال أن يتعاملوا معها بما يليق في حينها من قوّة، أو لين، ودون تأجيل، ولو بدت للنظرة الأولى أنّها “لاتستحقّ هذا كلّه”.
التّعامل مع غيرة سيّداتنا أمّهات المؤمنين على أنّها “لاتستحق هذا كلّه”، لايليق بعظمة سيّداتنا أمّهات المؤمنين، واتّهام خطير بمقامهنّ الرّفيع، وقد كلّفن بنقل حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهنّ الصّادقات الأمينات.
عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من خلال رحلة الطائف:
قال الكاتب: حين اتّجه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للطائف، كان يدرك أنّ المسافة بعيدة، والطريق وعر، والمخاطرة كبيرة، واحتمالات الرّفض والردّ غير الجميل قائمة، ورغم ذلك ذهب إلى ثقيف يدعوها إلى الإسلام. وقال: لم يكن ردّ ثقيف، يثني سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن المضي قدما.
أقول: من أعظم ماتوصّل إليه الكاتب الفاضل، أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عرض نفسه على أربعة قبائل ليعرض عليهم الإسلام، فقابلوه -كلّهم- بالرّفض والقسوة، وفي الخامسة نجحت مساعيه، حين استقبله الأوس والخزرج، واتّبعوه. مايدلّ أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لايعرف اليأس أبدا ومطلقا، ويظلّ باب الأمل مفتوحا ومهما كانت الصعاب. والكاتب عظيم حين استطاع أن يصل لهذا الربط الموفّق، والتحليل الفاعل.
عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من خلال تعامله مع الأوس والخزرج:
أقول: أشار الكاتب الفاضل إلى أنّ عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تكمن في كونه لم يذهب مع الأوس والخزرج إلى المدينة بمجرّد ماأسلموا، وإنّما تريّث ولم يهاجر إلاّ بعد تثبّت، وتحقّق، وتوفّر جملة من الشروط، خاصّة وأنّه عاش مرارة ثقيف، والقبائل الأخرى التي رفضته.
أبدع الكاتب حين قال: كان اجتماع العقبة الأول مع الأوس والخزرج حول الوعظ، والتذكير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بينما اجتماع العقبة الثّانية خاص بالحرب، وأن يقف الأوس مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ضدّ أيّ عدو، ويمنعوه بما يمنعون به أنفسهم. ورفض سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن يطالبهم بالحرب في العقبة الأولى لأنّ ظروف المدينة، والأوس والخزرج، وأسيادنا الصحابة، وداخل مكة لم تكن مهيّأة للحرب، ولذلك أجّل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الحرب إلى العقبة الثانية. وكان هذا التحليل إبداع من الكاتب، يشكر عليه.
قال الكاتب -وبأسلوبي-: تكمن عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في كونه -وقبل أن يهاجر إلى المدينة-، أنه طلب من الأوس والخزرج أن يختاروا بأنفسهم، وبحرية نقباء عنهم، يتحدّثون باسمهم، ويديرون شؤونهم في المدينة، وقبل أن يهاجر إليها. وقد اختاروا نقباءهم من الأوس والخزرج بحرية تامة، ودون اختلاف، وهم الذين كانوا يتقاتلون فيما بينهم. وهذه خطوة عظيمة في تحمّل المسؤولية، وترسيخ الثّقة مع القائد، وتسيير شؤون الدولة والمجتمع مستقبلا. 49
أبدع الكاتب الفاضل، حين تساءل: لماذا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، اختار عمّه سيّدنا العباس بن عبد المطلب، رفيقا ومتحدّثا مع الأوس والخزرج أثناء العقبة الثّانية وهو غير مسلم يومها، ولم يختر أحدا من أسيادنا الصحابة، رحمة الله ورضوان الله عليهم جميعا، وهم الذين أسلموا، وهم السّابقون السّابقون. وقد أجاب الكاتب، وأجاد، وأحسن، وأبدع.
الهجرة إلى الحبشة، والمدينة بسبب توفر الأمن:
قال الكاتب: تعلّم أسيادنا المهاجرون إلى الحبشة أنّ المكان، والاستقرار له أهمية عظمى في إقامة الدولة والمجتمع. فوجب إذن اختيار المكان لتقام فيه دولة المسلمين الجديدة. 51
أقول: اختار سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحبشة لتوفّر عنصر الأمن، واختار المدينة لإقامة الدولة لتوفّر عنصر الأمن، ولم يختر مكة لإقامة الدولة لعدم توفّر عنصر الأمن، رغم ميزات مكة وفضائلها
تعامل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع الأوس، والخزرج، وثمانية قبائل لم تسلم، واليهود، والمهاجرين، والأنصار، والمنافقين في المدينة:
لم يتفاجئ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالصّعاب، والأخطار التي أحاطت بالهجرة، ولم تثنيه عن إكمال مهمته العظيمة، لأنّه سبق أن فتحت له الأرض والسّموات أثناء الإسراء والمعراج. فأمست الهجرة هيّنة، وسهلة رغم المهالك والمخاطر. 59
أقام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا بقباء قبل أن يصل إلى المدينة، وبعيدا عن أنظار يهود المدينة، حتّى يألف أسيادنا الصحابة المسجد وتسييره، وبالتّالي تسيير الدولة، لأنّ المسجد من أركان الدولة والمجتمع. 60
يضم مجتمع المدينة المكونات التّالية: الأوس، والخزرج، وثمانية قبائل لم تسلم، واليهود، والمهاجرين، والأنصار، والمنافقين. وأضاف الكاتب: والمجتمع المتجانس، يسيل لعاب القوى الخارجية المتربّصة بها. 62
أقول: تكمن عظمة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في تسيير هذا المكوّن المضطرب وغير المتجانس بحكمة، وفاعلية، وقدرة، وتسيير، ونجاح فاعل خارق.
الإبقاء على نظام الديات وفداء الأسرى من خلال معاهدة المدينة:
ممّا ميّز معاهدة المدينة التي أقامها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع سكان المدينة، أنّه أبقى على نظام الديات، وفداء الأسرى بما هو متعارف عليه عند العرب قبل الإسلام. ومنع أيّ طرف من أن يستجير بقريش، ومهما كانت الأسباب، لأنّها عدو. 66
ظلّ دستور المدينة معمول به طيلة حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وإلى غاية سقوط الدولة العثمانية. 67
أهمية الجانب التجاري والاقتصادي من خلال إقامة السّوق، والتملك، والعملة:
قال الكاتب: تفقّد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم سوق بني قينقاع بنفسه، واختار سوقا للمسلمين بنفسه، وبما يعادل سوق بني قينقاع أو يكبره مساحة.
أقول: مايدل على عظمة وأهمية الجانب التجاري، والاقتصادي، والمالي في إنشاء وتسيير الدول والمجتمعات. 69
فتح سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، باب التملك على مصراعيه لكلّ فرد. 85
أقرّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عملة الدينار مقابل عملتي الروم والفرس. 87
اختيار سيّدنا الصّدّيق خليفة للمسلمين الذي لم يرشح نفسه للخلافة:
قال الكاتب: عقب التحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالرّفيق الأعلى، ترشح لخلافة المسلمين أسيادنا: عمر بن الخطاب، وسعد بن عبادة، وأبو عبيدة بن الجراح. وفي الأخير اختاروا سيّدنا الصّدّيق، وارتضوا به خليفة، وهو الذي لم يرشّح نفسه. 73
ضرورة إقامة نظام الشرطة والجيش:
أقول: أخطأ الكاتب، وأساء إساءة بالغة، حين قال: “لو كان جيش الشرطة ضرورة للأمن الداخلي وجيش الحروب ضرورة للأمن الخارجي لوجدنا شيئا قريبا من ذلك في نظام الحكم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلّم”.
أضيف: الجيوش يومها كانت تعتمد على التطوع، واليوم أمست جيوش نظامية لابدّ منها، شأنها في ذلك شأن التعليم، وعناصر أخرى من الحياة. 78
الجاسوس مجرم خائن:
قال الكاتب وبعدما أورد القصّة: “… وندرك من هذا الحديث أن المسلم موكول لإسلامه وإيمانه فإن ظهر عليه أنه جاسوس فيكفي تعزيره أو تنبيهه ولا يجوز قتله، فإنها حالة ضعف ربما تعتري نفسية المسلم ثم يفيق في الحال من سكرته ولا يعود مرة أخرى إلى هذه الجريمة الشنعاء، وقد اعترى حاطب بن أبي بلتعة مثل هذه الحال”، وكاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله، فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك…” 108
أقول: الجاسوس من أبناء الوطن يقتل، لأنّه خائن والخائن يقتل. ويتم التعامل مع جاسوس العدو حسب كلّ حالة من حيث قتله، أو سجنه، أو تبادل الأسرى، أو تقديم معلومات إضافية، ودقيقة، وبالغة عن العدو، أو صفقة مربحة يتطلبها الوضع.
أقول: قول الكاتب: “ولا يجوز قتله”، أي لايجوز قتل الجاسوس الخائن لاقيمة له، ولا يأخذ به، ولا ينصح به، واستنباط غير موفّق، وأخطأ حين أوهم القارئ أنّه من فعل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
القول: “لايجوز قتل الجاسوس؟!”، لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يقتل الجاسوس، هو تحريض أفراد المجتمع على ارتكاب جريمة وخيانة الجوسسة، والافتخار بها، لأنّ صاحبها لايعاقب. وهذا بحدّ ذاته خيانة عظمى، وجريمة تستوجب العقاب.
الحالة التي عفا فيها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على ماأطلق عليه الكاتب بـ “الجاسوس” هي حالة خاصّة[2]، وفي ظروف خاصّة. ثمّ إنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أدرك الأمر في حينه، وأبطل “التجسس”، وأوقف الخسائر العظيمة التي كانت ستلحقه جرّاء هذه “الجوسسة”.
أضيف: تكمن عظمة الثّورة الجزائرية، وأسيادنا الشهداء، وقادة الثّورة الجزائرية رحمة الله عليهم جميعا، في كونهم أعدموا الجواسيس، أي الخونة الحركى الذين كانوا يعملون لصالح المستدمر الفرنسي.
العلاقات الدولية من خلال: الروم والفرس، صلح الحديبية، والرسائل والسفراء للملوك والقبائل، ومحتوى خطبة الوداع
قال الكاتب: لم يطلب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الروم والفرس، أن يعترفا بدولته الجديدة.
أقول: تشاء حكمة ربّك، أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يصل مكة أثناء صلح الحديبية، ولا يدخل مكة، ولا يحج وهو إبن مكة، وابن سيّد قريش والمشرف على تسيير مكة.
أبدع الكاتب حين قال، وبأسلوبي: بعث سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم السفراء والرسائل لمجموعة من الدول، وخاطب كلّ دولة ومجتمع ورئيس بما يناسبه من لين، أو قوّة تناسبه.
أجاد الكاتب حين قال، وبأسلوبي: بعث سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، مجموعة من أسيادنا الصحابة إلى عدد من القبائل، وكلّف كلّ صحابي بمهمة خاصّة تليق بمؤهلاته. وذكر الكاتب اسم الصحابي، والمهمّة المكلّف بها، واسم القبيلة المبعوث إليها.
أقول: ممّا وقفت عنده، أنّ خطبة الوداع اعتمدت على ثلاثة عناصر جوهرية، وهي: حرمة الدماء، وحرمة الاعتداء على الأموال، ومكانة المرأة. وتبنى العلاقات الدولية على هذه العناصر، وأيّ خلل سيؤدي إلى سفك دماء ، وهتك أعراض، وانهيار الدول والمجتمعات.
[1] مقالنا بعنوان: “علي الوردي من خلال وعاظ السّلاطين”، وبتاريخ: السبت 21 صفر 1444هـ، الموافق لـ: 17 صفر2022 [2] للزيادة، راجع من فضلك منشورنا بعنوان: #التعامل_بأدب_مع_أسيادنا_الصحابة_الذين_ارتكبوا_بعض_الأخطاء_العسكرية—
الشلف – الجزائر
معمر حبار