“الموحدة” تشن حرباً كلامية على ثلاث جبهات… ومشروع تفكيك لجنة المتابعة
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 08/01/23 | 17:01أعيد وأكرر ما قلته سابقا في بعض تحليلاتي اليومية، اني فوق الحزبية المؤمنة بالكنيست ولا أميل لأحد أطرافها مطلقا، وأقوم بتحليلاتي انطلاقاً من الإستقلالية والمصداقية والأمانة الصحفية في التحليل وتقديم صورة للواقع كما هو, مع اعترافي بميلي لقضيتي الفلسطينية والدفاع عنها ولا سيما الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، ورفضي الشديد لـ “قانون القومية” العنصري الذي يؤيده منصور عباس. هكذا أنا.
في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي أي في آخر يوم من عام 2022 كان عنوان تحليلي اليومي على صفحات هذا الموقع: “حملة نشر غسيل وسخ بين الموحدة والجبهة”، وذكرت في المقال “رغم الوضع السياسي السيء جداً لم تجد الموحدة والجبهة ما ينشغلان به سوى الانشغال ببعضهم البعض، ونسوا اليمين المتطرف ونسوا بن غفير و سموترتش ونسوا المصائب التي ستحل على رؤوسنا من حكومة نتنياهو السادسة.”
منذ ذلك اليوم، تفاقمت حرب التصريحات، لتأخذ منحىَ أوسع، وخرجت علينا “موحدة” منصور عباس بفتح حرب ثلاثية الأبعاد على “القائمة المشتركة”، “التجمع” و “لجنة المتابعة” كما ورد على لسان عضو “الموحدة” ياسر حجيرات. في البيان الذي أصدره منصور عباس في الثامن والعشرين من الشهر الماضي وجّه انتقادا الى القائمة المشتركة باتهام أعضائها بأنهم “شاركوا فعليّا في رسم هذا المشهد السياسي القاتم، وفتحوا الطريق لعودة نتنياهو بصحبة بن غفير، وسموتريتش”.
ويوم أمس أصدرت “الموحدة” بياناً هاجمت فيه التجمع بشدة لانتقاده تصريحات ياسر حجيرات بشأن التجنيد، حيث صرح خلالها بأنه لا يمانع التجنيد مقابل الميزانيات. وفي البيان نفسه لم تنس الموحدة من “لسع” المشتركة البيت السياسي السابق لها. وجاء في البيان: “كنّا ننتظر من التجمّع أن يخرج ببيان يعتذر فيه عن الخدمة الجليلة التي قدّمها لليمين المتطرف ولنتنياهو بقيامه بحرق أكثر من 130 ألف صوت عربي، وعن التنسيق المتواصل على مدار أكثر من عام بين نواب المشتركة “المفككة”، وبين نتنياهو وبن غفير وسموتريتش ودرعي وجفني، وعن جلب حكومة متطرفة مكّنوها بأيديهم، بعد أن فتحوا لها الباب على مصراعيه بقيامهم بحل الكنيست وإسقاط حكومة التغيير التي أطاحت بحكم اليمين ونتنياهو بعد 12 عامًا متواصلة لهم في الحكم”.
ولم تنج لجنة المتابعة العليا من هجوم الموحدة عليها وعلى رئيسها محمد بركة، كما ورد على لسان ياسر حجيرات في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون العرب. “صارلو بالقصر من مبارح العصر وصار يعرف يهاجم”. وقد قال حجيرات في المقابلة:” لجنة المتابعة فقدت مصداقيتها والمواطن العربي لا يثق بها وهي غير فعالة”. الواضح أن “الموحدة” هاجت وبدأت “تنطح ” بدون استثناء وكأنها فقدت البوصلة. وفيما يتعلق بالمتابعة فأفضل لكم التزام الصمت لو كنتم تعقلون. أنتم نفسكم يا موحدة انتخبتم محمد بركة رئيسا للجنة المتابعة في العام 2020 ولجنة المتابعة لم تفقد مصداقيتها كما تدعون ورئيسها يعمل حسب الإمكانيات المتوفرة له ولا يتوانى لحظة واحدة في القيام بواجبه الوطني، ونشاطاته خير دليل على ذلك. وعدم رد محمد بركة عليكم ينطلق من رفضه النزول الى مستوى لا يليق به.
الموحدة فتحت حرباً كلامية على ثلاث جبهات في وقت واحد. والمضحك انها تطالب “التجمع” بالإعتذار واتهمته بأنه خاض الانتخابات لحرق الأصوات. “ما أشطركم بقلب الحقيقة”. وما دام الشيء بالشيء يذكر “موحدة” منصور عباس تطالب التجمع بالإعتذار، وهي نفسها لم تعتذر عن شق “القائمة المشتركة”. وهي نفسها لم تعتذر عن وصف عباس للأسرى بأنهم مخربين، وهي نفسها لم تعتذر عن اعتراف منصور عباس بقانون القومية العنصري، وهي نفسها لم تعتذر عن دعمها لقانون منع شمل عائلات فلسطينية في جلسة الكنيست في السادس من شهر تموز/يوليو عام 2021. أليست هذه قمة الوقاحة؟
وأخيراً… الأمر الواضح أن الهجوم على لجنة المتابعة هو بنظري مشروع تفكيك لها ليس أكثر.
الموحدة لم تفقد البوصلة الوطنية من هذا اليوم ، بل كل أعمالها مدروسة استراتيجيا في المؤسسات العليا ، وهي تع ما تفعله وتنطح به من مغازلات للحركة الصهيونية وأهدافها في وطننا
يوما يهودية الدوله ، ويوم اخر الموافقة على التجنيد مقابل الثمن المادي .
الحبل طويل ما زال هناك ربع كبير في مجتمعنا يؤيد هذه المواقف وعن وهي ودراية أيضا .