موسى عزوڨ – هل تحتاج المدرسة لساحرا و مهرج ؟ –
تاريخ النشر: 12/01/23 | 9:19
تحكي الحكاية ان احد الرؤساء اشتهر انه لم يقرأ.
وعند افتتاح مدرسة وميذ على الدراسة فقال له :
” اقرأ يا ولدي لتخرج طبيبا “. رد التلميذ
بسرعة :” لا لن اقرأ حتى اصبح رئيسا مثلك ؟ ” .
ما كاد التلاميذ يكملون أسبوعا واحدا من العودة إلى مقاعد الدراسة حتى تفاجئوا بيوم عطلة وتصادف مع نهاية الأسبوع ليصبح عطلة بعد عطلة وتعقبها عطلة .
يتزامن ذلك مع شهر جانفي والفصل الثاني من الموسم الدراسي الأقصر ! وتتعجب ان السيدات ” المعلمات” يخترن هذا الشهر تحديدا لعطلة الأمومة ليكون عطلة بعد عطلة الشتاء تعقبها عطلة الربيع وهكذا إلى الدخول المدرسي القادم ؟ وهكذا يبدأ البحث عن المستخلف !
بينما نحن كذلك اذ بميمونة بنتي تعلمني ان المهرج سيأتي الأحد المقبل إلى المدرسة ! الغريب أنه كلما قيل لهم أنه المهرج يأتون لهم بساحرويلبس اللون الاسود ! وقد كانت منذ حوالي شهر فقط قد ادعت ان المعلمة قد طلبت منهم ثمن 50 دج لكل تلميذ وإلا طرد من المدرسة , ومعرفتي بالمعلمة السلفية التي ترفض ذلك مبدئيا جعلني يومها اشك في الأمر , لكن فعلا جاء الساحر يومها في ديسمبر ولم يبهرهم ؟ وكانت قد علقت عن عدم رضاها عنه . لكن هذه المرة هو فعلا بهلوان تؤكد وتعيد , لان المعلمة أكدت لهم انه سيدخل إلى القسم ؟ ( الاولاد في هذا السن يصدقون المعلم اكثر منك ) .
كان لابد إذن أن أتنقل إلى المدرسة للاطلاع على الموضوع , وجدت المدير أكثر امتعاضا , ولكن الرخصة يسلمها مدير التربية, أما دفع 50 دج فليس إجباريا . لكن من لا يدفع يخرج ؟ لكن أين يذهب ؟ وبالعودة إلى الأهمية التربوية لوجود الساحر في المدرسة يصحح المدير بأنها خفة يد وليس سحر ؟ يا سيدي هي خفة يد , بماذا تفيد التلميذ خفة اليد إلا أن يصبح ساحرا أو خفيف اليد ؟
يبدوا أن الساحر والمصور يحصلان على ترخيص من المديرية بسرعة ، وربما من الأفضل أن يعملان يوميا لدى المدرسة ! ولما لا يستخلفان المعلمات الغائبات , وهنا تبادر إلى ذهني تساؤل لماذا ليس منهم أي ساحرة او حتى مصورة ؟
كان المدير يحاول التصحيح بان الأمر يتعلق ببهلوان وليس ساحر! وهو وحتى ولو كان كذلك لا معنى لنشاطه في بداية الفصل ولا في نهايته على كل ، ومن الأفضل برامج ترفيهية هادفة من مسرح وأناشيد بعد نهاية الفصل, و تنظم رحلات موجهة للمتفوقين فقط لتشجيع الآخرين , وهو ما كان فعلا في زماننا الجميل . كان حديدوان وماما مسعودة مثالا للهدف والتوجيه.