لماذا تريد الشركة الرائدة في صناعة السجائر في البلاد أن يتوقف الناس عن التدخين؟

تاريخ النشر: 13/01/23 | 5:51

تسعى شركة فيليب موريس إنترناشونال لإقلاع مواطني البلاد عن تدخين السجائر والانتقال إلى بدائل مثل منتجات تسخين التبغ، فيما تعيق الأنظمة الضريبية الإسرائيلية هذا التغيير.

وتشير معطيات وزارة الصحة إلى عدم توقف الاسرائيليين عن التدخين، إذ تقف نسبة المدخنين عند 20% منذ سنوات طويلة، ما يعني ازدياد عددهم مع الزيادة السكانية المستمرة.    

ويثير معدل استخدام السجائر المرتفع في البلاد الحيرة ، خاصة في ضوء حقيقة أن عشرات الدول المتقدمة الأخرى في العالم تنتقل إلى طرق أكثر ابتكارًا لاستهلاك التبغ، مثل تسخين التبغ وتبخيره ، وبالتالي تقليل معدّلات التدخين بشكل كبير. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تزال اسرائيل متخلّفة جدًا عن بقية العالم المتقدّم عندما يتعلق الأمر بالحد من التدخين؟

بحسب فيليب موريس إنترناشونال، الشركة الرائدة في العالم والبلاد في إنتاج السجائر، يتعلق الأمر بالضرائب. 
تسعى شركة فيليب موريس لقيادة التغيير وأعلنت في الآونة الأخيرة أن أحد أهدافها الرئيسية أن تكون 50% من مدخولاتها حتى عام 2025 من منتجات خالية من الدخان.  

 “قبل عدة سنوات ، قررت شركة فيليب موريس إحداث تغيير مثير ، بل تاريخي، لتحقيق رؤيتها (مستقبل خالٍ من التدخين) “، بحسب أقوال روعي عميت، مدير عام PMI في إسرائيل، مضيفًا “رؤيتنا تتمتع بالإمكانيات للتأثير على أكثر من مليار مدخن بالغ في جميع أنحاء العالم”.

واضاف عميت : ” نحن نقول بوضوح إن كنت لا تدخن فلا تبدأ بالتدخين. إذا كنت تدخّن، توقف وإذا لم تتوقف فقم بالتغيير. وضعنا هدفًا أمامنا بالحد بقدر المستطاع من السجائر التي تعتمد على حرق التبغ، من خلال تطوير بدائل تكنولوجية متقدّمة، تستند على العلم والبحث، وتقديمها كبدائل للمدخّنين البالغين الذين لا يتوقفون عن التدخين. اليوم، معظم موارد الشركة مخصصة لتحقيق هذه الرؤية”.  

كل استخدام للتبغ ضار لكن الدخان هو الجزء الأسوأ

تشير المعلومات الى أن البدائل الخالية من الدخان ليست خالية من المخاطر وتؤدي إلى الإدمان. الخيار الأفضل للمدخنين هو الإقلاع عن استهلاك السجائر والنيكوتين بشكل عام.
ومع هذا لا بد لمن يختارون الاستمرار باستهلاك التبغ، الإدراك بأن الدخان هو المسبب الرئيسي للأمراض الناجمة عن التدخين ولذلك يجب اجتنابه. النيكوتين على عكس ما يعتقده الكثيرون، يؤدي إلى الإدمان وليس بريئًا لكنه ليس العامل المركزي المتسبب بالأمراض المتعلقة بالتدخين. 

تشير بعض الدراسات إلى أن اللجوء الى تسخين أو تبخير التبغ، يحد من الانكشاف على المواد الكيميائية الضارة بالمدخن والمحيطين به. في حال ان شخصًا يدخّن، فإن PMI ترغب بحثه على استخدام البدائل مثل تسخين التبغ بدلًا من ذلك.   

وتفيد أبحاث مستقلّة، أجريت من قبل الوكالة الحكومية لصحة الجمهور في انجلترا واللجنة الاستشارية الخاصة بالتبغ في كلية الأطباء في بريطانيا، بأن تسخين التبغ يقلل الأضرار بنحو 95% قياسًا بالتدخين. بالمقابل يدّعي خبراء آخرون بأن التبخير بنفس خطورة التدخين العادي.      

يعترف عميت ومجموعة من المسؤولين الكبار في PMI بأن تدخين السجائر ليس صحيًا. لكن عند سؤالهم إن كانت فيليب موريس ستتوقف كليًا عن إنتاج السجائر – مع الأخذ بعين الاعتبار إدراكهم لأضرارها الكبيرة – أجابوا بأن توقفهم الفوري عن إنتاج السجائر، سيؤدي لأن تقوم إحدى الشركات الرائدة الأخرى في السوق بسد الفجوة.

بدل السماح بحصول ذلك، يريدون في فيليب موريس استغلال حجم السوق الخاص بهم لصالحهم، ودفع المدخنين تدريجيًا لترك السجائر (المنتجة من قبلهم ومن قبل أي جهة أخرى) والانتقال لمنتجات خالية من الدخان. لكن قبل هذا، عليهم التعامل مع عقبة مركزية في طريقهم، وهي النظم الاسرائيلية.

 تحاول PMI أن تشرح للمشرّع الاسرائيلي والجهات المسؤولة عن القوانين تغيير موقفها الصارم فيما يتعلق بالضرائب المفروضة على البدائل ، والتي تدعي الشركة بأنها أحد العوامل الرئيسية لعدم انخفاض نسبة المدخنين في البلاد ، فيما تنخفض نسبة استخدام السجائر في العديد من دول العالم.

الضرائب على البدائل : اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي فيها الضرائب على البدائل أعلى منها على السجائر
في اليابان ، بلغ إجمالي الضرائب المفروضة على السجائر المشتعلة 61% في عام 2020 ، فيما بلغت نسبة الضرائب على منتجات التبغ المسخّن 52.14% . هذا الفارق بنسبة الضرائب على السجائر مقابل منتجات التبغ المُسخَّن (HTP ) شكّل حافزًا مهمًا لـ 22% من الرجال في اليابان الذين اختاروا التخلي عن السجائر والتحول إلى البدائل الخالية من الدخان.

وبالمثل، في الدنمارك (التي تفتخر بفارق 154% لصالح HTP) ، بريطانيا (73%) ، ألمانيا (123%) ، إيطاليا (107%) ودول أخرى انخفض عدد مدخني السجائر فيها، بتأثير الضرائب الأقل على منتجات التبغ المسخن.

كما ذُكر أعلاه، فإن نسبة المدخنين في اسرائيل بقيت كما هي، بل تزداد مع الازدياد السكاني، لماذا ؟ 

 في قائمة 25 ( من أصل 39) دولة في OECD، إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تفرض ضرائب على HTP بنسبة أعلى من تلك المفروضة على السجائر المشتعلة بنحو 6%. موقف اسرائيل الشاذ عن هذه الدول، يعزز ادعاءات PMI، بحسب اقوال المسؤولين فيها : ” من أجل النجاح في رحلة عالم بدون تدخين، يجب حدوث أمور كثيرة كتلك التي تحدث في دول أخرى، لكن لا تحدث في اسرائيل” قال عميت، موضحًا بأن “إسرائيل فشلت حيث نجحت دول أخرى”.

ومضى عميت قائلا : ” أنا لا ألوم وزارة الصحة. هذا لا يعني أنها لم تحاول. ما أقوله إن علينا القيام بالمزيد. لكي نتقدم بصورة أسرع، يتوجب على منظمات صحة الجمهور التعاون مع منتجي التبغ من أجل تعزيز فكرة الحد من أضرار التبغ في إسرائيل، مع دمج لوائح أمان مشددة، تطبيق مشدد للقانون ومنع البيع للشباب وأبناء الشبيبة. هذا الأمر بمثابة استراتيجية تعتمدها دول أخرى. المناشدة هنا للجهات المسؤولة بأن تضع استراتيجية محلية تعتمد على تقليص الضرر الناجم عن منتجات التبغ المشتعلة، وتشجيع طرح بدائل للأشخاص الذين لا يتوقفون عن التدخين”.         

 

تصوير ليات منديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة