هل يتحرك جنرالات إسرائيل لإسقاط حكومة نتنياهو؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/01/23 | 13:33إسرائيل ومنذ تأسيسها لم تشهد أي انقلاب عسكري على النظام فيها. لكن ما حصل في الآونة الأخيرة في حكومة نتنياهو السادسة من قرارات وإجراءات وتغيير في القوانين والمناصب وتدخل في القضاء وتعميق الفجوة بين العرب واليهود وتوسيع دائرة النفوذ لليمين المتطرف والأحزاب الدينية، كل ذلك اعتبره البعض من كبار الجنرالات ورجال السياسة والقضاء والأكاديميين، انقلاباً على الديمقراطية في إسرائيل، ومقابل ذاك، هل تشهد إسرائيل انقلاباً عسكرياً لإسقاط حكومة نتنياهو لإعادة المياه الى مجاريها أم يبقى نتنياهو رغم أنف الجميع قي منصبه؟
يلاحظ أن التذمر من حكومة نتنياهو يتوسع بصورة قوية في المجتمع الإسرائيلي (ولا سيما بين اليهود) بسبب القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة بموافقة الكنيست. حتى أن الاستياء من هذه القرارات وصل الى طبقة كبار العسكريين ورؤساء حكومات سابقين. ولكن هل تتأثر حكومة اليمين المتطرف القومي الديني بما يقوله خصومها عنها وما يصرح به المقاومين لها وما تشهده إسرائيل من مظاهرات ضدها؟ في العالم الثالث، عندما (يبلغ السيل الزبى) لدى الشعب من قرف الحكومة والنظام، فإما يتم إسقاط الحكومة شعبياً، أو تشهد البلاد انقلاباً عسكريًا. فهل تشهد إسرائيل حالة من هاتين مستقبلاً؟
إسرائيل تشهد حاليًا دعوات وفعاليات تتصاعد باستمرار لإسقاط حكومة نتنياهو، وتطالب بحسم المواجهة مع الحكومة صاحبة القرارات غير الشرعية، من خلال النزول الى الشارع وحتى في أماكن العمل، لأن خروج مليون إسرائيلي للاحتجاج على الحكومة سيسقطها حتمًا لكن هل يسمع نتنياهو هذه الصيحات ويعير اهتمام لما يجري ضده حتى لو خرج أكثر من مليون؟عندما تصل قطعة لحم إلى فم الكلب لا يتركها، ويظل متمسكاً بها حتى النهاية، لأنه لم يحصل عليها بسهولة. وبعض رؤساء الحكومات، أشبه بالكلب المتمسك بقطعة اللحم. صحيح أن وصف رئيس حكومة بالكلب إهانة لهذا الحيوان كون الفارق بينهما كبير جداً، لأن الكلب معروف بالإخلاص الذي يفتقر إليه كافة رؤساء حكومات الشرق الأوسط.
قاتل لقادة فلسطينيين اسمه إيهود باراك رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق، كتب مقالاً في صحيفة يديعوت أحرونوت، جاء قيه: “ما يخوضه الإسرائيليون اليوم ضد الحكومة القائمة حدث مرارا وتكرارا في مئات السنين مع شعوب انتفضت في عاصفة، من قبائل وجماعات مختلفة في هويتها، وفي جميع حالات الصراع ضد الديكتاتوريات المظلمة، لكننا سنفوز في النهاية”. تصوروا أن باراك صاحب التاريخ الدموي للفلسطينيين بشكل عام، والذي صرح ذات يوم بأنه لا يشعر بالذنب حيال استشهاد 13 مواطنا فلسطينياً قي الجليل والمثلث برصاص الشرطة في هبة أكتوبر أثناء ولايته عام 2000، ينزع ثوب القاتل عنه ويرتدي ثوب المعارض لرئيس حكومة ليس أقل وساخة منه تجاه الفلسطينيين. وهو الذي صرح ذات يوم أيضاً، بأن الخطأ السياسي الأكبر الذي ارتكبه كان عدم تشكيله حكومة وحدة مع حزب الليكود.
واليوم يخرج إلينا باراك القاتل مرتدياً ثوب الحمل ويعطينا نصائح في كيفية مواجهة حكومة يمين، علماً بأن حكومته لم تكن أقل سوءاً من حكومات نتنياهو. ولأول مرة نسمع من سياسي يهودي استخدام كلمة “قتال” ضد رئيس حكومة إسرائيلية، حيث يقول في مقاله: “عندما يتم إجبارنا على القتال، سنعرف التغلب على أي خوف، لأن ما تقوم به الحكومة يفتح بابا واسعا للفساد والعنصرية والكراهية وتضارب المصالح”. والسؤال المطروح والمطلوب من باراك الجواب عليه: هل العنصرية والكراهية وجدت لها بابا واسعا في حكومة نتنياهو فقط؟ أم أن التمييز العنصري وكراهية العرب حالتان اتصفت بهما كل حكومات إسرائيل بما فيها حكومتك يا باراك؟ كفاكم كذباً وخداعاً.
وأخيراً… إيهود باراك يقول: “حكومة نتنياهو مندفعة لتحويل الصراع السياسي الإقليمي مع الفلسطينيين، لحرب دينية بين إسرائيل والإسلام”. هذا ليس بجديد يا مستر باراك، بل هي حقيقة موثقة. اليهود بشكل عام عندهم صراع ديني مع الإسلام وليس نتنياهو وحده، لأنكم أنتم اليهود تعتبرون أرض فلسطين هي أرض الميعاد، لكم فيها أحلام توراتية وتعاليم تلمودية.